فيدل كاسترو: آخر رجالات الحرب الباردة

7 من بين كل 10 كوبيين ولدوا بعد ثورته.. وعاصر 10 رؤساء أميركيين

TT

قبل أن يجبره المرض على إعلانه تقاعده أمس، ظل فيدل اليخاندرو كاسترو روز يحكم كوبا بلا انقطاع وبدون معارضة داخلية منذ عام 1959. وحطم كاسترو، 81 عاما، الارقام القياسية العالمية من حيث ديمومة حكمه بفضل ثقة لا تزعزع بنفسه وقدرته على «تحويل هزائمه الى انتصارات» بحسب قوله المأثور. وهو الوحيد المتبقي على قيد الحياة من رجالات حقبة الحرب الباردة. وقد عاكس كل التوقعات، اذ تمكن من المحافظة على النظام الشيوعي الوحيد في العالم الغربي، بعد سبعة عشر عاما على سقوط جدار برلين وخمسة عشر عاما على انهيار الاتحاد السوفياتي، بدون القبول بإجراء اي تليين لنظامه رغم التضحيات الكبيرة التي تحمَّلها الشعب الكوبي. وقد ولد 7 من بين كل 10 كوبيين بعد ثورة كاسترو، ولا يعرفون أي نظام آخر غير دولة الحزب الشيوعي، التي أقامها على أعتاب الولايات المتحدة. وفي عهده المديد، تولى الرئاسة في الولايات المتحدة عشرة رؤساء هم على التوالي: دوايت ايزنهاور، جون كنيدي، ليندون جونسون، رتشارد نيكسون، جيرالد فورد، جيمي كارتر، رونالد ريغان، جورج بوش الأب، بيل كلينتون، وأخيرا جورج بوش (الابن). كتب مرة رسالة الى زميل له في العام 1958 قائلا «أنا ذاهب لاطلاق آخر واطول حرب موجهة ضدهم (الاميركيين). ويسخر كسترو من "الانتخابات الاميركية والنزعة الاستهلاكية لديهم والميل لتغيير السيارات كل بضع سنوات واللامبالاة بالنسبة للمجتمع الاقل حظا». ولد كاسترو في 13 أغسطس (آب) 1926 في مياري، بكوبا، رغم ان البعض يرى أنه ولد قبل ذلك.

فالابن غير الشرعي ولد لأبٍ ثريٍّ نسبياً، إذ كان يملك مزرعة لقصب السكر. وتلقى تعليماً خاصاً في المدارس الكاثوليكية، ثم في جامعة هافانا التي التحق بها عام 1945. وكان يدهش معلميه بذاكرته، لأنه كان يحفظ كتبا بأكملها عن ظهر قلب. تخرج كاسترو في الجامعة عام 1950 بعد دراسته القانون. وأثناء دراسته الجامعية، اشتغل بالمعارضة السياسية للنظام الكوبي. وبعد تخرجه انضم للحزب الارثوذكسي وسعى لمقعد في الكونغرس الكوبي. لكن جهوده أحبطت عندما استولى باتيستا على السلطة، من أجل التصدي للأرثوذكس.

وفي عهد باتيستا، قتل آلاف المعارضين، فبدأ كاسترو يخطط لعمل عسكري ضد النظام واستطاع ان يجند ميليشيا قادها في 26 يوليو (تموز) 1953 في هجوم فاشل على ثكنات مونكادا العسكرية في سانتياج دي كوبا، إذ ان الحكومة أرسلت قوات تمكنت من قتل جميع أفراد الميليشيا وقبض على كاسترو وحكم عليه بالسجن 15 عاما.

بعد مضي عام، أصدر باتيستا عفوا عن سائر المعتقلين السياسيين بمن فيهم كاسترو. فغادر بلاده الى المكسيك، حيث سعى لتشكيل ميليشيا جديدة لإطاحة نظام هافانا. وهناك التقى بتشي غيفارا الذي كان طبيبا تحت التدريب في مكسيكو سيتي. وسرعان ما اتحد الاثنان وجمعا 82 كوبياً معارضاً درباهم على القتال في ميليشيا عادت الى كوبا في ديسمبر (كانون الأول) 1956 على متن قارب كانت القوات الحكومية تقف له بالمرصاد. ولدى وصول القارب الى شاطئ الجزيرة قتل السواد الأعظم من الثوار، لكن كاسترو وغيفارا تمكنا من الهرب الى الجبال.

ومن هناك استطاعا تشكيل ميليشيا أخرى انهمكت في عمليات الكر والفر الصغيرة، إضافة الى شنها حربا دعائية ساعدتها في الحصول على دعم قطاعات الفقراء. وخلال عامين قويت شوكة المجموعة، الى درجة انها أجبرت باتيستا على الرحيل عن كوبا في الأول من يناير (كانون الثاني) 1959.

عندها انتقل كاسترو الى هافانا وأعلن نفسه رئيسا للوزراء. ومضى ليقف ببلاده وسط المعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفياتي والصين فحصل منهما على معونات عسكرية واقتصادية هائلة. وعام 1961 عندما سلحت الولايات المتحدة معارضين كوبيين منفيين في أراضيها وأرسلتهم لغزو كوبا وإطاحة كاسترو، في ما يعرف بغزو مضيق الخنازير، دحرهم كاسترو بعون الاتحاد السوفياتي.

في 20 أكتوبر(تشرين الأول) 2004، سقط كاسترو من منصة امام عدسات الكاميرا بعد إلقائه خطابا في سانتا كلارا فكسرت ركبته اليسرى وأصيبت ذراعه اليمنى برضوض. وفي 31 يوليو 2006 أجريت له عملية جراحية لإيقاف نزف في المعدة اضطرته الى التنحي مؤقتا وتسليم سلطاته الى شقيقه راؤول، 75 عاما، وذلك للمرة الأولى منذ تسلمه السلطة عام 1959. ولدى ورود هذه الأنباء، رقص كوبيون معارضون له في شوارع مدينة ميامي الأميركية احتفالا بقرب نهايته.

* المحطات الكبرى في حياة كاسترو

* 1965: كاسترو يؤسس الحزب الشيوعي الكوبي في الثاني من اكتوبر.

* 1990: انهيار اقتصادي نتيجة تفكك الاتحاد السوفياتي في 28 يناير.

* 1993: السماح باستخدام الدولار وانفتاح اقتصاد بسيط في 27 يوليو.

* 1994: أول أعمال شغب في هافانا في الخامس من اغسطس منذ تأسيس النظام.

* 1994: هجرة 37 الف كوبي الى الولايات المتحدة.

* 1998: لقاء مع البابا يوحنا بولس الثاني الذي زار كوبا بين 21 و26 يناير.

* 1999: تحالف مع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز في 17 يناير.

* 2001: يفقد الوعي أمام الجمهور بعد اصابته بأزمة صحية في 23 يونيو.

* 2003: يأمر باعتقال 75 منشقاً ما بين 18 و20 مارس (آذار).

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»