راؤول كاسترو، 76 عاما، الذي يُرجح انتخابه الأحد رئيساً لكوبا بعد تخلي أخيه الأكبر الزعيم الكوبي فيديل كاسترو أمس عن السلطة، نجح خلال 19 شهرا من توليه السلطة بالانابة في تغيير صورته كعسكري صارم الى اصلاحي حكيم.
ويشغل راؤول كاسترو منصب وزير الدفاع منذ قرابة نصف قرن وهو يقود بيد من حديد مؤسسة الجيش الكوبي الذي يعتبر دعامة نظام شارك في جميع معاركه وتقلباته. وخلال تسعة عشر شهرا منذ مرض شقيقه في يوليو (تموز) 2006، ابدى راؤول ميله الى التغيير البراغماتي «ضمن الاستمرارية» الاشتراكية. وحث الكوبيين في خطاب القاه في 26 يوليو (تموز) 2007 على الخوض في مشاكلهم بـ«صدق وشجاعة»، الامر الذي قام به الملايين اثر ذلك في مواقع العمل والأحياء.
ونبه راؤول كاسترو الى انه لن يتحقق شيء «خارق للعادة»، وان التغيرات ستحصل «رويدا رويدا» لانه يتعين ان يتوصل الكوبيون الى «توافق» على حد قوله. لكن النظام «ينبغي ان يكون اكثر ديمقراطية» كما قال في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، وإن بقيَّ الحزب الشيوعي الحزب الوحيد فيتوجب ان يكون «ديمقراطياً الى أبعد الحدود».
وقد ظل راوول كاسترو طويلا رجل الظل خلافا لأخيه البكر المعروف بحضوره المتوهج. وجمع منذ نصف قرن ألقاب «الرجل الثاني»، كنائب اول لرئيس مجلس الدولة (السلطة التنفيذية) والسكرتير الثاني للحزب الشيوعي الكوبي. وقال عنه فيديل كاسترو عام 2001 «انه بلا ريب الرفيق الذي يملك اكبر سلطة بعدي والخبرة الأفضل. وهو يملك كل المواصفات لخلافتي».
والفوارق التي تميزه عن اخيه فيديل كاسترو لا تقتصر فحسب على قصر قامته وشاربيه الرفيعين، بل هو ايضا لا يجيد فن الخطابة ويبتعد عن الاضواء كما انه يفتقر للجاذبية عكس شقيقه الطويل القامة والجذاب الذي يتمتع بقدرة مشهود له بها على القاء الخطابات الماراثونية. لكنه يعرف كيف يكون وجيزا وواضحا، وهو في الواقع تغيير في الاسلوب يستسيغه الكوبيون.
اما العلاقة بين الشقيقين، فكانت وثيقة على الدوام منذ ان اخذ الشقيق البكر تحت جناحه «الابن الاصغر والاخير» في عائلة كاسترو الذي ولد في الثالث من يونيو (حزيران) 1931 في بيران (جنوب) وتابع بعد الحصول على موافقة الاهل، الدراسات نفسها في افضل كليات اليسوعيين في البلاد. وفي ظل قيادته، قام الجيش الكوبي بدور كبير في السنوات الاخيرة في القطاعات الاساسية للاقتصاد لاسيما في السياحة.