«حزب الشعب» يعلن عن ائتلاف مع حزب نواز شريف ويرفض إشراك أحزاب موالية للرئيس

الأحزاب الإسلامية منيت بخسارة كبيرة ولم تحصد إلا مقعدا واحدا حتى الآن

TT

برز حزب الشعب الباكستاني، الذي كانت تقوده بي نظير بوتو، باعتباره أكبر حزب في الانتخابات البرلمانية الباكستانية، مما يجعل من الجلي أنه سيشكل حكومة ائتلاف مع أحزاب سياسية صغيرة أخرى في البرلمان الباكستاني. وقد أعلن رئيس حزب الشعب علي آصف زاريداري، زوج الزعيمة التي اغتليت بي نظير بوتو، في وقت متأخر من مساء أمس أنه سيشكل ائتلافا مع رئيس الوزراء السابق نواز شريف.

وقال في مؤتمر صحافي في إسلام اباد: «سنشكل حكومة توافق وطني ستضم كل قوة ديموقراطية». وردا على سؤال حول ما إذا كان سيقبل ضم أعضاء من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية ـ جناح المشرف، قال «نحن غير مهتمين بأي شخص كان جزءا من الحكومة السابقة» وأضاف: «لقد اتصلت بشريف وتحدثنا عن تشكيل ائتلاف، واتفقنا على ذلك».

وحصل حزب الشعب الباكستاني حتى الآن على ما يزيد عن 80 مقعدا، ويأتي بعده حزب الرابطة الإسلامية ـ نواز شريف، الذي حصل على 64 مقعدا في البرلمان. وهناك أحزاب إقليمية مثل حزب عوامي الموجود في الإقليم الحدودي الغربي لباكستان، الذي حصل على 10 مقاعد في البرلمان، وحزب إقليمي آخر هو الحركة القومية المتحدة الذي يدعم مشرف والذي يوجد في كراتشي وقد حصل على 9 مقاعد. ومن المنتظر الاعلان عن نتيجة حوالي 40 مقعدا متبقية من قبل لجنة الانتخابات في باكستان.

ومنيت الأحزاب الإسلامية المتشددة التي حققت اختراقا واضحا في الانتخابات التشريعية التي جرت في 2002، بهزيمة كبرى. وأفادت نتائج رسمية مؤقتة للانتخابات التي جرت وسط موجة من التفجيرات التي قام بها ناشطون اسلاميون موالون لتنظيم «القاعدة»، تشمل 140 من 272 من مقاعد الجمعية الوطنية، ان هذه الأحزاب الاصولية لم تحصل رلا على مقعد واحد. وكان مجلس العمل المتحد، التحالف الذي يضم عددا من الأحزاب التي يدعم بعضها شفهيا على الأقل تنظيم «القاعدة» وحركة طالبان، يشغل خمسين مقعدا في مجلس النواب منذ انتخابات 2002 التي حقق فيها اختراقا لا سابق له. وكان على رأس واحدة من الولايات الأربع في البلاد، الولاية الحدودية الشمالية الغربية التي أصبحت معقلا لمقاتلي طالبان الباكستانيين ونظرائهم الأفغان والمقاتلين الأجانب التابعين لتنظيم «القاعدة».

وتبدو الصورة في اليوم الثاني من الانتخابات البرلمانية أكثر وضوحا، وباتت الهزيمة الساحقة التي منيت بها الرابطة الإسلامية المؤيدة لمشرف حقيقة واضحة في المشهد السياسي الباكستاني، بعد أن خسر بعض من حلفاء مشرف السياسيين البارزين الانتخابات، ومن بينهم رئيس البرلمان تشودري أمير حسين، وتشودري شوجات حسين رئيس الرابطة الإسلامية المؤيدة لمشرف، وشيخ رشيد أحمد وزير الفيدرالية السابق الذي كان قد فاز في ستة دورات انتخابية متتالية، وتشودري دانيال عزيز رئيس المكتب القومي لإعادة الإعمار، وقد واجهوا هزيمة ساحقة على أيدي خصومهم ومعظمهم من الرابطة الإسلامية ـ جماعة نواز، التي يقودها رئيس الوزراء السابق نواز شريف. وأبلغ تشودري برويز إلاهي، زعيم الرابطة الإسلامية المؤيدة لمشرف، والذي ضمن لنفسه مقعدا برلمانيا من منطقة أتوك، الصحافيين ان حزبه اعترف بالهزيمة في الانتخابات، وقال: «نحن نقر بالهزيمة بقلوب مفتوحة وسنلعب الآن دور المعارضة». ويتقاسم حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تقوده بي نظير بوتو والرابطة الإسلامية التي يقودها نواز شريف أكثر من نصف مقاعد البرلمان الباكستاني وهو ما يكفي لتشكيل حكومة ائتلاف. ويقول محللون سياسيون إن باكستان مهيأة في الوقت الحالي لحكومة ائتلاف يمكن أن تتحدى شرعية مشرف كرئيس.

ومن الناحية القانونية، فإن الانتخابات البرلمانية ليست لها صلة بالرئيس مشرف، إلا أن غالبية المحللين السياسيين يرون أن الهزيمة الواضحة لمؤيديه جعلت موقفه أكثر حرجا. وقال الصحافي والمحلل السياسي سهيل ناصر إن ائتلافا بين حزب الشعب الباكستاني والرابطة الإسلامية بقيادة نواز شريف، يعني بوضوح أن الائتلاف الجديد لا يرغب في تعايش سلمي مع الرئيس مشرف.