اعترف نحو 40 في المائة من السعوديين المشاركين في استطلاع للرأي أجرته الهيئة العامة للغذاء والدواء أخيراً، عبر موقعها الإلكتروني بقصور معلوماتهم الغذائية المتعلقة بخطورة الدمج بين الأغذية الجاهزة للأكل واللحوم النيئة، وتكديسها داخل عربات التسوق في محلات «السوبرماركت».
وتناول الاستطلاع مدى وعي الأفراد بأهمية الفصل بين الأغذية الجاهزة للتناول واللحوم أو الدجاج النيئ أثناء التسوق، حيث اتضح أن 40.74 في المائة من إجمالي المشاركين في الاستطلاع، هم ممن يقومون بالفصل ويعون أهميته، في حين تبين أن نفس النسبة من المشاركين وهي 40.74 في المائة لا يقومون بذلك ولا يعون أهميته، وجاء بينهم نسبة 18.52 في المائة من المشاركين الذين يقومون بالفصل بين الأغذية الجاهزة للتناول واللحوم أو الدجاج النيئ أثناء التسوق أحياناً وليس دائماً.
أمام ذلك، علقت شكرية أبوعلي، محاضرة في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك فيصل، لـ«الشرق الأوسط» بالقول إن ثقافة السعوديين الاستهلاكية أضعفت من قيمة المعلومات الغذائية ومدى أهمية التقيد بها. وأضافت أن الدراسات العلمية الحديثة أوضحت أن عدم فصل الأغذية المطبوخة أو الجاهزة للأكل عن اللحوم النيئة، يعد من أبرز الممارسات «الخطرة» على الصحة، مرجعة ذلك لكونه قد يؤدي إلى انتقال الجراثيم منها إلى الأغذية المعدة للأكل المباشر، ويرفع من احتمالية التعرض لأمراض عديدة، كالإصابة بالتسمم والإسهال.
وترى أبوعلي ضرورة أن لا تقتصر مهمة عمال «السوبرماركت» على تقديم المنتج للمستهلك، بل تتجاوزه إلى الدور التوعوي وإرفاق مطويات تثقيفية جنباً إلى جنب مع المنشورات الدعائية، وأردفت بأن هناك قصورا معرفيا لدى بعض ربات البيوت، اللاتي يحرصن على تحضير المنتج النهائي (الأكل) من دون التقيد باتباع إجراءات السلامة، مما يعرض الأطعمة الغذائية للتلوث، موضحة أن ذلك يشمل أيضا استخدام نفس ألواح التقطيع أو السكاكين المعدة للحوم مع الخضراوات، ومناولة الأطعمة الجاهزة مع النيئة باليد من دون غسلها، إلى جانب إغفال درجات الحرارة المناسبة سواء عند شراء الأطعمة أو عند تخزينها.
من جهتها، حذرت الهيئة العامة للغذاء والدواء كافة المستهلكين عبر موقعها الإلكتروني من خطورة الاقتراب من منتجات ثلاجات الأغذية المبردة والمجمدة ذات الحمولة الزائدة أو الحرارة المرتفعة، فيما نصحت بعدم شراء أية عبوة مفتوحة أو تالفة، وعدم شراء الأغذية من أقسام البيع التي لا تفصل الأغذية المطبوخة عن اللحوم النيئة، إلى جانب تجنب شراء الأغذية التي يظهر عليها علامات الفساد، والأغذية المكشوفة.
وفي سياق متصل، تعتزم الجمعية السعودية للغذاء والتغذية عقد دورة تخطيط الوجبات الغذائية في الفترة من 3 إلى 5 مارس (آذار) المقبل، في مدينة الرياض، التي تتناول عرض مفهوم الوجبات المتزنة والتخطيط باستخدام الجداول الغذائية والتخطيط الفردي والبدائل الغذائية، إلى جانب التعرف على المسموح والممنوع غذائياً للحالات المرضية الخاصة، وذلك بهدف التعزيز من قيمة الثقافة الغذائية بين أفراد المجتمع.