إجراءات جديدة تضبط «تسعير» الكتب في معرض الرياض الدولي

مصادر في الإعلام لـ«الشرق الأوسط»: رقابة مشددة على المؤلفات التي تمس العقيدة والمجتمع.. وحضور لافت للدور الأجنبية

معرض الرياض الدولي.. كتب أكثر.. تقنية أعلى.. ورقابة أشد (تصوير: إيمان الخطاف)
TT

كشف مصدر مطلع في وزارة الثقافة والإعلام لـ«الشرق الأوسط»، أن معرض الرياض الدولي للكتاب المنتظر تدشينه خلال الفترة من 4 إلى 14 مارس (آذار) المقبل، سيستحدث إجراءات رقابية جديدة للحد من التلاعب في تسعير الكتب، وذلك بعد شكاوى زوار المعرض طيلة السنوات الماضية من الضرر الواقع عليهم جراء التلاعب في الأسعار من قِبل بعض الدور المشاركة.

وتحفظ المصدر الذي خص «الشرق الأوسط»، بالحديث عن المعرض عن إبداء اسمه، مرجعاً ذلك للاتفاق المسبق مع بقية وسائل الإعلام على عدم التصريح لأي مطبوعة لحين عقد المؤتمر الصحافي الخاص بالمعرض، الذي يسبق افتتاحه بأيام، فيما نفى ما أشيع عبر إحدى الصحف عن وجود مرونة عالية في مستوى الرقابة على كتب هذا العام، قائلاً «سيكون هناك تشديد رقابي على بعض الكتب التي تمس العقيدة والمجتمع».

وأفصح المصدر عن أن أهم ما سيميز معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام مقارنةً بالأعوام السابقة، أنه سيكمن في استخدام أحدث الوسائل التقنية، وسيشتمل على تجهيز شاشات عرض ضخمة تعمل في جنبات المعرض، مع تقديم آلية جديدة تسهل على الزوار حمل ونقل الكتب بين الممرات من دون تكدس أو مشقة. في حين أعلن المصدر عن وجود مجموعة كبيرة من دور النشر التي تشارك لأول مرة بالمعرض، خاصة دور نشر الكتاب الأجنبي، قائلاً: «إن حضور كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا سيكون بارزاً في مؤلفات هذا العام».

وحول تنظيم تواقيع الكتاب على إصداراتهم والجدل الاجتماعي الذي تناول بعض الكتابات في السنة الماضية جراء اتخاذ هذه الخطوة، أوضح المصدر أنه للآن لم تتقدم أي دار نشر بطلب منصة لتوقيع أحد كتابها، مرجعاً ذلك للفترة المقبلة التي تسبق افتتاح المعرض بأيام، ومؤكداً على أن تواقيع الكتاب والكاتبات تقوم بانضباط ووفقاً للأنظمة. في حين توقع أن يتضمن معرض هذا العام مجموعة كبيرة من الكتب الصادرة حديثاً وعدداً آخر من الكتب الجديدة التي ستعرض لأول مرة.

من جانب آخر، أعلنت الجهة المنظمة للمعرض في وقت سابق عن أن معرض هذا العام سيحظى بمشاركة ما يزيد على 600 دار نشر عربية وأجنبية، تعرض نحو 250 ألف عنوان عربي وأجنبي، بالإضافة إلى مشاركة اتحادات دور النشر، وجمعيات الناشرين، فيما تحرص وزارة الثقافة والإعلام على إشراك أكبر عدد من الدوائر الحكومية، المؤسسات، الشركات الخاصة، مراكز البحوث العلمية، الجامعات السعودية، ودور النشر السعودية الخاصة، بما يحقق تمثيل كافة الأطياف العلمية والثقافية والأدبية المختلفة التي تصدر سنوياً مئات الكتب والمجلات في مختلف التخصصات.

وأفاد البيان المنشور عبر الموقع الرسمي للمعرض الذي يمثل أهم تظاهرة ثقافية سعودية، أنه من المتوقع أن يحظى معرض هذا العام بقوة شرائية عالية، وأن تنشط حركة البيع والشراء بين الزوار والناشرين بزيادة ملحوظة عن الأعوام السابقة، تماشياً مع انتعاش حركة التأليف والطباعة والنشر والتوزيع التي تشهدها السعودية، خاصة خلال السنتين الأخيرتين التي يرى نقاد ومتابعو الوسط الثقافي المحلي أنها قد سجلت معدلات نمو مرتفعة في عدد مواليد «الكتاب».