أميركا تدعم بقوة مشروع خط أنابيب غاز نابوكو من آسيا الى أوروبا

يهدف إلى تنويع مصادر الإمدادات والحد من الاعتماد على روسيا.. ويكلف أكثر من 6 مليارات دولار

مخطط لمسار المشروع من حوض بحر قزوين مرورا بتركيا ثم بلغاريا ورومانيا الى اوروبا («الشرق الاوسط»)
TT

ألقت الولايات المتحدة أمس بثقلها الدبلوماسي كاملا خلف مشروع خط أنابيب نابوكو المتعثر الذي يهدف الى نقل الغاز من حوض بحر قزوين الى وسط أوروبا.

وقال مسؤول أميركي رفيع، ان نابوكو لا يقل أهمية بالنسبة للولايات المتحدة من أجل مساعدة حلفائها الاوروبيين على تنويع مصادر الامدادات والحد من الاعتماد على روسيا عن خط أنابيب باكو ـ تفليس ـ جيهان لنقل النفط في التسعينات.

وأبلغ ماثيو بريزا نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية الصحافيين إثر محادثات مع أندريس بيبالجس مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون الطاقة: «خط أنابيب نابوكو سوف يبنى.. أنا واثق.. لانه ذو جدوى من الناحية التجارية». وأضاف «احاول البناء على النجاح الذي تحقق في العقد الاخير وتوسعة البنية التحتية القائمة بنفس الالتزام والعزيمة».

وقال بريزا ان خط الانابيب المزمع الذي يمتد بطول 3300 كيلومتر ويبدأ من دول القوقاز ويقطع تركيا ثم يمر عبر رومانيا وبلغاريا الى النمسا في وسط أوروبا هو مسار أقل تكلفة بكثير لنقل الغاز من أذربيجان الى أوروبا عن مشروع خط الانابيب المنافس ساوث ستريم الذي تدعو اليه غازبروم الروسية. وتقود شركة (او ام في) النمساوية تحالفا من عدة شركات اوروبية لبناء المشروع. ومن المتوقع ان ينقل خط أنابيب نابوكو المزمع إنشاؤه 31 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الى اوروبا من اجل تقليل الاعتماد على مصدر وحيد للغاز وهو روسيا. ومن المحتمل ان يتم تزويد الخط بامدادات الغاز من ايران واذربيجان وتركمانستان وقزاخستان وربما مصر وسورية. يشار هنا الى أن روسيا تزود نحو 27 دولة اوروبية بربع امدادتها من الغاز و80 في المائة من الغاز الروسي يمر عبر اوكرانيا. وبحسب البيانات التي نشرها موقع نابوكو على الانترنت فان الدول الاوروبية استهلكت 502 مليار متر مكعب من الغاز خلال عام 2005، كان منها 290 مليار متر مكعب مستوردة من عدة جهات خصوصا من روسيا والنرويج وروسيا والجزائر.

وطبقا لبيانات الاتحاد الاوروبي فان الصورة ستتغير في المستقبل حيث ستهتلك اوروبا نحو 816 مليار متر مكعب من الغاز ستستورد منها نحو 80 في المائة بحلول عام 2030. وبين بريزا هنا ان اذربيجان لوحدها من الممكن ان تزود الخط بكافة امدادات الغاز والتي ستقلل اعتماد اوروبا على الغاز الروسي بنحو 25 في المائة، مبينا ان بناء المشروع في العام المقبل وقد يرى النور بغضون 7 سنوات من الان. وقال «نابوكو أكثر جدوى من الناحية التجارية عن أي من المشروعات الاخرى»، مقارنا بين الجهد الدبلوماسي الاميركي لدعم المشروع والحملة المكثفة التي قادتها واشنطن في أواخر التسعينات للنهوض بخط أنابيب باكو ـ تبليس ـ جيهان.

وأوضح بريزا أنه كما كان الامر مع مشروع باكو ـ جيهان فان الولايات المتحدة مهتمة لاسباب سياسية واقتصادية على السواء وسوف تقدم المساعدة للشركاء المنخرطين في المشروع للتنسيق بين قراراتهم. ومن المعروف ان المسؤولين الاميركيين ينتقدون دائما طريقة تعامل شركة غازبروم الروسية ويعتبرون طريقة تعاملها مع الدول الاخرى بانها احتكارية من خلال رفع الاسعار. وأضاف، إن نابوكو، الذي يبدأ اتحاد من ست شركات بناءه العام القادم بتكلفة تقدر بستة مليارات دولار يمكنه نقل الغاز من شمال وغرب العراق بالاضافة الى أذربيجان وحقول بحر قزوين. في المقابل قد تبلغ تكلفة «ساوث ستريم» الذي سيمر تحت البحر الاسود من روسيا الى بلغاريا ثم الى وسط أوروبا مع وصلة عبر البلقان الى ايطاليا من 20 الى 30 مليار دولار حسبما ذكر المسؤول الاميركي. وسيكون نقل الغاز من أذربيجان عبر نابوكو أرخص بنسبة 40 الى 50 في المائة عنه عبر «ساوث ستريم».

وأبدى اعتقاده أن نابوكو سيقام حتى في حالة المضي قدما في مشروع ساوث ستريم نظرا لان هناك الكثير من الطلب المتوقع على الغاز في أوروبا مع تحول بلدان من استخدام محطات كهرباء تعمل بالفحم الى أخرى تعمل بالغاز بهدف تقليل انبعاثات الغاز المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.