تراجع الدولار الى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع مقابل اليورو أمس حيث أجج تراجع في مؤشر للنشاط الصناعي مخاوف المستثمرين من ركود اميركي وتناقض مع نمو قوي لقطاع الخدمات في منطقة اليورو.
وتتوقع الاسواق الاميركية الان خفضا بواقع 50 نقطة أساس في الاجتماع التالي لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) في مارس (اذار) ليصل سعر الفائدة الى 2.50 في المائة مع احتمال ضعيف لخفض أكبر يبلغ 75 نقطة أساس.
ويأتي هذا بعد خفض قوي على غير المعتاد بلغ مجموعه 125 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) مع محاولة البنك المركزي درء خطر ركود أكبر اقتصاد في العالم.
وقال لرويترز ستيفن باتلر مدير معاملات الصرف الاجنبي لدى سكوشيا كابيتال في تورونتو «هذا استمرار لبيع الدولار الذي بدأ أمس عندما حصلنا على بيانات بنك فيلادلفيا الاحتياطي الاتحادي».
وقال باتلر «نحتاج الان الى تجاوز 1.4875 دولار لرؤية الموجة التالية من شراء اليورو. بعد 1.4875 دولار أعتقد أن الاسواق ستتطلع الى 1.50 دولار».
وتلقى اليورو دعما في وقت سابق من الجلسة بعدما ارتفع مؤشر معهد مديري المشتريات لقطاع الخدمات في منطقة اليورو الى 52.3 في فبراير (شباط) من 50.6 الشهر السابق مبتعدا أكثر بذلك عن مستوى 50 الفاصل بين الانكماش والنمو مما ينال من توقعات خفض الفائدة قريبا.
وصعد اليورو الى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مسجلا 1.4861 دولار قبل أن يتراجع قليلا الى 1.4839 دولار، لكنه لايزال مرتفعا 0.2 في المائة عن الاقفال السابق.
وسحب ارتفاع اليورو مؤشر الدولار قرب أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع مسجلا 75.357. وكانت أحدث قراءة للمؤشر 75.508 منخفضا 0.1 في المائة عن اليوم السابق. ونزل الدولار 0.1 في المائة الى 107.15 ين في حين سجلت العملة الاوروبية ارتفاعا طفيفا الى 159.04 ين. واستمد الين بعض الدعم من ضعف أسواق الاسهم وتجاهل أنباء خفض الحكومة اليابانية تقييمها للاقتصاد.
من جهته تعزز الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الضعيف أمس بفضل بيانات قوية لمبيعات التجزئة البريطانية من الجلسة السابقة مما قلص التوقعات بشأن المدى الذي قد يذهب اليه بنك انجلترا (البنك المركزي) في خفض أسعار الفائدة.
وقالت لرويترز لينا كوميليفا خبيرة أسواق مجموعة السبع لدى توليت بريبون «الاقتصاد البريطاني لا يتباطأ بالسرعة التي كان عليها في الماضي وفي الوقت ذاته يرتفع التضخم مما يترك مجالا محدودا أمام بنك انجلترا لخفض أسعار الفائدة».
وارتفع الاسترليني 0.25 في المائة مقابل الدولار الذي يشهد تراجعا عاما الى 1.9683 دولار. واستقر اليورو عند 75.41 بنس.
لكن كوميليفا استبعدت استمرار مكاسب الاسترليني، وقالت في هذا السياق «ما من سبب يدعو الى التفاؤل بشأن النمو، ومن المرجح أن يشهد الاسترليني مزيدا من الضعف في المستقبل».
وتلقت العملة البريطانية ضربة في وقت سابق هذا الاسبوع عندما أعلنت الحكومة تأميم بنك الاقراض العقاري المتعثر نورذرن روك وتعرضت لصفعة أخرى عندما شطب اليانس اند ليستر 185 مليون استرليني في أصول عالية المخاطر.
وقال سايمون ديرك مدير ابحاث العملة لدى بنك اوف نيويورك ميلون «تضافرت الانباء السيئة في القطاع المصرفي وبالنظر الى أهميته للاقتصاد البريطاني (..) أتوقع أن يرتفع اليورو الى 80 بنسا».