كوبنهاغن تسعى لعدم تكرار الأزمة السابقة حول الرسوم الكاريكاتورية

مظاهرات في باكستان والسودان وفلسطين احتجاجا على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي

سودانيون يتظاهرون وسط العاصمة الخرطوم منددين بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم في الدنمارك(إ.ب.أ)
TT

لاتزال التظاهرت المنددة بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في الدنمارك، تعمّ الكثير من المدن العربية والاسلامية في العالم، في وقت نشر استطلاع للرأي، أظهر ان 60 في المائة من الدنماركيين لا يفهمون لماذا يشعر المسلمون بالإهانة.

وعلى الرغم من انتشار المظاهرات في بلدان عديدة، فقد رأى وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر أمس، ان الدنمارك لاتزال بعيدة عن مواجهة ازمة الرسوم الكاريكاتورية التي اندلعت في 2006، ولكنه اشار الى ان الوضع قد يتغير.

وقال مولر للصحافيين في ختام اجتماع مع لجنة السياسة الخارجية في البرلمان: «اننا بعيدون عن الأزمة السابقة، لكن ذلك قد يتغير، مع اننا نقوم بما في وسعنا لمنع تكرارها». واشار الى ان وزارته على اتصال مستمر مع القادة الروحيين والحكومات في الدول الاسلامية لتفادي ازمة جديدة. وقال «اننا نشرح لهم ان الصحف الدنماركية اعادت نشر احد الرسوم بسبب مخطط لقتل احد الرسامين. واعتقد انهم يتفهمون ذلك ولو ان الرسوم ذاتها تزعجهم».

وفي كراتشي، تجمع امس المئات من الشبان المسلمين الغاضبين واحرقوا الاعلام الدنماركية. وقال شهود: إن حوالي 150 من انصار حزب «جماعة الاسلام» الاصولي تجمعوا خارج مسجد في مدينة كراتشي، ورفعوا يافطات تطلب من باكستان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدنمارك. وكتب على اللافتات «لا نحتاج الى علاقات دبلوماسية مع دولة تجرح مشاعرنا الدينية»، فيما أحرق المتظاهرون اعلاما دنماركية واميركية وهتفوا «الموت لرسام الكاريكاتور».

وترددت في اجواء العاصمة اسلام اباد هتافات «لا للدنمارك»، رددها حوالي 300 طالب من مدارس ومعاهد اسلامية تجمعوا خارج اكبر مسجد في المدينة، بحسب شهود. واحرق المتظاهرون دمية تمثل رسام الكاريكاتور الدنماركي وسط هتافات «لنسحق الدنمارك». و«نحب نبينا».

ونظم حوالي 200 طالب في مدارس دينية تجمعات مشابهة في مدينة مولتان وسط البلاد. وتعهد قادة الاحتجاجات بمواصلة التظاهر. وقال احد المتظاهرين، سيد رياض حسين شاه: «نقوم بهذا الاحتجاج في كافة انحاء البلاد اليوم ولن نتوانى عن التضحية بحياتنا من اجل هذه القضية المقدسة».

وكانت باكستان قد استدعت المندوب الدنماركي في اسلام اباد الثلاثاء الماضي لتسليمه «احتجاجا قويا» على اعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك.

وفي الخرطوم، تظاهر حوالي 200 سوداني احتجاجا، واجتازت المسيرة، التي لم تضم سوى رجال يرتدون الجلباب التقليدي الابيض، المدينة، ووراءهم رتل من السيارات يسير ببطء تحت مراقبة متواصلة من قوات الامن. وطالب المتظاهرون بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدنمارك، ومقاطعة المنتجات الدنماركية ودعوا زعيم القاعدة اسامة بن لادن الى مهاجمة الدنمارك.

ونظم التجمع طلاب المؤتمر الوطني، حزب الرئيس عمر البشير، الذي استقبل نظامه بن لادن في التسعينيات. كذلك، تظاهر حوالي مائتي طفل فلسطيني في رفح، جنوب قطاع غزة، تلبية لدعوة مؤسسة «البرلمان الصغير» التابعة لحركة فتح، مطالبين الصحف الدنماركية بالاعتذار بعد نشر رسومات كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد.

وقال عبد الرؤوف بربخ رئيس البرلمان الصغير لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «هدف التظاهرة التعبير عن احتجاجنا ورفضنا للاساءة للرسول محمد ونطالب بتقديم الصحف المسيئة للمحاكمة والعدالة وتقديم الاعتذار للمسلمين في العالم». وردد المتظاهرون هتافات تندد بالاساءة للنبي منها «كلنا فداك يا رسول الله» و«الى الجحيم يا دنمارك».

كما رفعوا لافتات تطالب بالاعتذار وتقديم ناشري الرسومات للمحاكمة حيث كتب على احداها «لا نقبل باقل من الاعتذار ومحاكمة الصحف المسيئة للنبي». وأحرق عدد من المتظاهرين اعلاما دنماركية واسرائيلية واميركية خلال التظاهرة التي انتهت بهدوء.