الخرطوم تستقبل مبعوثين من واشنطن وبكين لبحث الأوضاع في دارفور

وسط تفاؤل حذر من الحكومة السودانية

TT

تتزامن غداً في العاصمة السودانية الخرطوم زيارتان للمبعوثين الاميركي ريتشارد وليمسون والصيني ليو كيو جينغ كل باجندته لدفع عملية السلام في اقليم دارفور الذي يشهد في الاونة الاخيرة عنفاً متزايداً، في وقت تطمح الخرطوم لتطبيع علاقاتها مع واشنطن بعد الزيارة التي قام بها وزير خارجية السودان دينق الور اخيراً الى الولايات المتحدة.

ويقول مراقبون ان الزيارتين تضعان الحكومة السودانية امام خيارات في افضلية تجسير العلاقات مع الطرفين، رغم انها تحتفظ بعلاقات ممتازة مع بكين غير ان ـ بحسب المراقبين ـ الاخيرة اصبحت في موقف حرج بعد تزايد انتقادات غربية ازاء العنف المتزايد في دارفور اخيراً. ويعتقد المراقبون ان الخرطوم ترجح زيارة المبعوث الصيني على خلفية ان الاميركي وليمسون جديد على الملف بعد تعيينه خلفاً لمواطنه اندرو ناتسيوس الذي قدم استقالته للرئيس الاميركي جورج بوش مطلع العام الحالي، فضلاً عن انها اول زيارة لوليمسون الى الخرطوم. ولم تشأ السفارة الاميركية التعبير عن تفاؤلها، لكن الدوائر الرسمية في الخرطوم وعلى لسان وزير الدولة للخارجية السوداني السماني الوسيلة عبر عن تفاؤل حذر. وقال ان العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة تسير نحو التطبيع برغبة متبادلة بينهما اساسها الحوار والفهم المشترك، مع ان المبعوث الصيني جينغ اوضح في تصريحات انه سيحث الخرطوم والاطراف المتنازعة في دارفور على ضرورة التوصل الى تسوية سياسية لأزمة الاقليم، لتواجه بلاده الضغوط المتزايدة عليها وهي تستعد للحدث الاولمبي في اغسطس (آب) القادم.

وقال القائم بالاعمال الاميركي في الخرطوم البرتو فرنانديز ان زيارة مبعوث بلاده ترتبط بشكل وثيق مع الزيارة الاخيرة للوفد السوداني برئاسة وزير خارجيته دينق الور اخيراً الى واشنطن، واصفاً تبادل الزيارات للمسؤولين في البلدين بالحساسة والايجابية، وكان حذراً في التعبير عن تفاؤله حول زيارة ويلمسون وقال «لست متفائلاً لكنني اعيش واقعاً».

واعتبر الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق زيارة المبعوث الصيني بالايجابية رغم انها تتزامن مع مبعوث واشنطن، وقال ان هناك وثيقة سيتم التوقيع عليها بخصوص تسلم الدفعة الرابعة من المساعدات الصينية لاقليم دارفور الى جانب بحث العملية السياسية وتفقد قوات بكين الموجودة في دارفور، في مقابل وصف الصادق زيارة مبعوث بوش بالقادم للاستماع، وعبر عن امنياته بان يدفع المبعوث الجديد بعلاقات البلدين الى افاق التطور.

ودفع وزير الدولة بالخارجية السماني الوسيلة بقسط وافر في الحديث عن خلفية الشأن الاميركي السوداني، حيث بنى الوزير العلاقة مع واشنطن على زيارات المسؤولين الاميركيين قبل حلوله هنالك في سبتمبر (ايلول) الماضي. وعبر عن الفهم المشترك كضرورة في العلاقة لما لها من أفضلية في سبل تحقيق السلام، ولم يخف أن لأميركا دورا في اتفاقي (نيفاشا / أبوجا)، خرج بعدهما السودان برؤية جديدة لها معالم خريطة طريق، ذهب عقبها وزير الخارجية السابق لام اكول في اكتوبر (تشرين الأول) الماضي والتقى نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نغروبونتي على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، ثم تطور النقاش لاستمرار الحوار، حيث حظيت مرافقة مستشار رئيس الجمهورية د. مصطفى اسماعيل للوزير ألور بأهمية عكس صورة التوافق بين شريكي حكومة الوحدة الوطنية. ويقول السماني الوسيلة: «السودان موحد والوفد دليل لعكس صورة انجاز قطع شوط في اتفاق سلام الجنوب، وحل الخلافات، مثل قضية ابيي التي لا يتخذ فيها قرار فردي بل قرار بالحوار لحل لا يمثل قنبلة زمانية».

الوفد أيضا تقصى اسباب الموقف الاميركي من تطبيع العلاقة مع السودان ـ يقول الوسيلة ـ  فالبيت الابيض كان قد رهنها سابقا بنشر الهجين، مرونة السودان وجديته في تفعيل الحوار في دارفور من أجل تحقيق السلام ونفاذ سلام نيفاشا، مضيفا أن هنالك سعيا حثيثا متبادلا من الجانبين لتطبيع العلاقات، كما نفى السماني صفة الضدية من كل مؤسسات صنع القرار في أميركا، وطالب الوزير واشنطن بعلاقات قائمة على الشفافية والاحترام، وعبر الوزير عن أهمية ان يفهم الرأي العام الاميركي القضايا التي تهم السودان بقوله: «لم نكن مستسلمين ولم نكن ضيقين منغلقين، لا نريد من حكومة ان تملي علينا تصرفاتنا».