الاتحاد الأفريقي يعين مبعوثا خاصا لجنوب السودان لتفعيل اتفاق السلام

قطاع الطرق يهددون توزيع المساعدات الغذائية في دارفور

TT

عين رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري وزير الخارجية النيجيري عليمي عدنيجي، مبعوثا خاصا للاتحاد مهمته تفعيل اتفاق السلام في جنوب السودان كما اعلن الاتحاد امس. وقال الاتحاد في بيان ان «هذا الاجراء يأتي عقب قرارات مجلس السلام والأمن في الاتحاد الافريقي الصادرة في 24 اغسطس(آب) و29 نوفمبر(تشرين الثاني) والتي دعت المفوضية خصوصا الى اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتأمين الدعم الكامل لتفعيل اتفاقية السلام الشامل، ومن ضمنها تعيين مبعوث خاص».

وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان وحكومة الخرطوم قد وقعتا في التاسع من يناير(كانون الثاني) 2005 في نيروبي اتفاقية السلام الشامل التي أنهت 21 عاما من الحرب الاهلية في جنوب السودان أسفرت عن أكثر من 1.5 مليون قتيل. وتولى عدنيجي بين 2003 و2007 وزارتي الخارجية والداخلية في بلاده، وكان بين 1988 و2002 ممثلا خاصا للامين العام للامم المتحدة في جمهورية افريقيا الوسطى وسيراليون، كما اوضح البيان.

وأضاف الاتحاد الافريقي في بيانه «بوصفه مبعوثا خاصا سيعمل السفير عدنيجي بشكل وثيق مع حكومة السودان وحكومة جنوب السودان.. للتأكد من ان الاتحاد الافريقي يواكب تماما الطرفين في جهودهما الرامية الى تطبيق ناجح لاتفاقية السلام الشامل ولتعزيز السلام الدائم والمصالحة في السودان». وأعلن الاتحاد الافريقي في البيان انه اتخذ اجراءات «لفتح مكتب ارتباط للاتحاد الافريقي في الخرطوم، مع مكتب في جوبا»، عاصمة جنوب السودان، في اطار متابعة تطبيق هذه الاتفاقية.

الى ذلك، قالت وكالات بالأمم المتحدة، أمس، ان جماعات مسلحة في دارفور تسرق شاحنات المساعدات الانسانية وتخطف سائقيها مما يهدد اطعام 2. 3 مليون سوداني.

وتضيف الوكالات أن قنابل أسقطت هذا الشهر على ثلاث بلدات في دارفور قرب الحدود مع تشاد في اطار هجوم للحكومة السودانية لطرد متمردين من المنطقة أدى الى مزيد من انعدام الامن في الاقليم. وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة، إن 30 من شاحناته و18 سائقا محليا اختفوا في اقليم دارفور هذا العام الى الآن. وقال ان هذا الرقم يشمل أربع شاحنات وسائقيها أفرج عنهم في وقت سابق من هذا الاسبوع.

وقالت كريستين برثيوم المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي في مؤتمر صحفي في جنيف «لا يزال 26 من شاحناتنا و14 سائقا مفقودين. نشاط قطع الطرق في تزايد. وعادة ما يوقف مسلحون الشاحنات ويطلبون نقودا من السائقين». وسرق نحو 400 طن من المساعدات الغذائية من برنامج الاغذية العالمي منذ يناير في دارفور. لكن توزيع الاغذية من خلال البرنامج مستمر لاسيما في مخيمات مكتظة بمدنيين فروا من القتال بين الحكومة والمتمردين منذ أوائل عام 2003.

وقالت برثيوم «نواجه خطر ألا نتمكن من الحفاظ على هذا التدفق الضروري للشاحنات لتوصيل مساعدات غذائية لدارفور، حيث نقدم مساعدات لما بين 1. 2 مليون و2. 3 مليون شخص اعتمادا على الموسم». وقالت وكالات إغاثة هذا الاسبوع إن تجدد القتال في دارفور وتشاد المجاورة أجبر آلافا آخرين من المدنيين على الفرار مما هدد بحدوث أزمة انسانية أشد.

وأعلن الجيش السوداني عن عملية «تطهير» في المنطقة الجبلية التي يسيطر عليها المتمردون لفتح الطريق أمام عمال الاغاثة ولتخليص المنطقة من متمردي دارفور وتشاد قائلا انهم يهاجمون المدنيين. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، إن موظفيها وجدوا «مستوى عاليا من الدمار» في سيربا، وهي واحدة من البلدات الثلاث التي استهدفتها غارات الجيش السوداني في الثامن من فبراير والتي يقول متمردون انها قتلت 15 مدنيا.

وقال رون ردموند المتحدث باسم المفوضية العليا «هناك قتال دائر في دارفور وبعض هؤلاء الناس يشعرون بالأمان بالبقاء حيث هم الآن اكثر مما لو تحركوا. كما يشكون من هجمات منتشرة على نطاق عام لقطاع الطرق ومن غياب القانون». وفي شرق تشاد كانت قافلة مساعدات تحاول الوصول الى منطقة بيراك الحدودية حيث تجمع لاجئون سودانيون بعد الفرار من القصف في دارفور، لكنها اضطرت الى العودة امس لتجدد القتال الذي كان يمكن سماعه في الجانب السوداني من الحدود. وقال ردموند ان المفوضية العليا لم تتمكن من نقل آلاف من اللاجئين السودانيين الذين عبروا الى شرق تشاد بعيدا عن منطقة الحدود المضطربة نظرا لانعدام الأمن.