دحلان: أنا خارج فتح «ما بسواش» وسأترشح لمركزية الحركة.. أما الرئاسة فلا

في لقاء في منزله برام الله مع مراسلي الصحافة العربية في لندن

TT

يعيش محمد دحلان الذي كان يوصف بالرجل القوي في فتح، في شقة عادية في رام الله، مع عدد اقل من الحراسات. وفي بيته استضاف مجموعة من الصحافيين العرب العاملين في الصحف العربية الصادرة في لندن، بينها «الشرق الاوسط» قائلا، «كلنا مهزومون»، نافيا ما اشيع عن عزمه الانفصال عن فتح بقوله: «انا بقول لك، انا في داخل فتح اسمي، محمد دحلان، وخارج فتح بسواش، وفتح لنا جميعا، ولا أحد يحتكر فتح». لكنه تجنب مهاجمة زعامات فتح. ويرى دحلان في إصلاح فتح، انقاذا للقضية الفلسطينية التي قال انها تعيش في خطر حقيقي، وهو يعتقد ان الاصلاح سيضمن العودة للطريق الصحيح، غير انه يعرف انه ليس سهلا، وان كان مطمئنا من انه «لن يكون هناك انشقاق في فتح». ويراهن دحلان على المؤتمر العام السادس لفتح الذي يراه ضرورة لا غنى عنها، محاولا التخفيف من هواجس، بعض الفتحاويين باعادة انتاج اللجنة المركزية لنفسها من جديد، وقال «المؤتمر سيد نفسه، سنحاول قدر الامكان ان يكون فيه انصاف، لو صلح المؤتمر 50% (فهذا شيء) ممتاز». وأكد دحلان ترشيح نفسه للجنة المركزية وقال «نعم ان شاء الله». أما للرئاسة، فقال لا. وفي رده حول الاسباب قال «أنا حر». واضاف، «اصير رئيس على ايش، في مأساه يا رجل».

ولا يعتقد دحلان ان اللجنة المركزية فاقدة للشرعية، وقال «نحن نعيش في ظروف استثنائية، واذا ما اردنا ان ننزع الشرعيات، فكلنا غير شرعيين، بما في ذلك المجلسان التشريعي والوطني، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير». واضاف «نظامنا السياسي غير مستقر، والوضع في غاية الخطورة ولا أحد منتصر». وتابع «كلنا مهزومون، نحن وحماس». وفي محاولة منه للاستدراك اضاف " لا اريد ان يفهم انني اريد الاحباط، النظام السياسي مأزوم، كل الوضع مأزوم فتح وحماس مأزومين".

ورغم سيطرة حماس العسكرية على قطاع غزة، لا يقر دحلان بالنصر لها، وقال «لا تعتقد ان حماس منتصرة». واتهمها باحتلال «الشعب الفلسطيني بالوكالة، وتجره من فقر لفقر ومن قهر لقهر».

ويرجع دحلان اسباب هزيمة فتح للدمار الذي لحق بالمؤسسة الأمنية، مقرا بانها «لم تكن جاهزة للمعركة». وردا على سؤال لـ«الشرق الاوسط» ما اذا كان ذلك يعني ان السلطة سمحت لحماس بالسيطرة، قال «مش بالضبط، قاتل من قاتل ودافع من دافع، ولكن فش فلسفة ان نقتتل على موقع او مبنى، أوكي بدها تسيطر، شوفو شو بيصير».

ورغم ان دحلان أكد انه لا يحترم برنامج حماس السياسي، قال «لكن لم اغلط وقلت انو حماس يجب الا تكون في النظام السياسي، المطلب، وهو ليس شرطا، ان تتراجع حماس عن الانقلاب بكل مكوناته السياسية والامنية». ولا يوافق دحلان اذا ما تراجعت حماس، على عودة فتح لتمسك بزمام السلطة، وقال «الهدف ليس ان تعود فتح، بالعكس، انا ضد عودة فتح للاجهزة الامنية». وحول عودة التوافق بين حماس وفتح قال «فش حاجة في السياسة مستحيلة، إلا ان حماس أسيرة لمواقفها وكوادرها وانقلابها الذي افرز مراكز قوى ونفوذا وعصابات وبلطجة وسجونا واجهزة امنية وسرية، واجهزة تابعة لـ(اسماعيل) هنية واخرى لابو مصعب (سعيد صيام) واخرى لـ(محمود) الزهار، وبسبب كل هذه التراكمات، انا اعتقد ان حماس غير قادرة على الحل، رغم ان ابو مازن اكثر شخص عقله بارد في التعامل مع حماس، ولدية الرغبة في العودة للوفاق والوئام، ومطلوب من حماس ان تساعده، مش تظل تتهموا». ويعتقد دحلان ان المفاوضات التي تجري اليوم تأخذ من جماهيرية فتح، قائلا: «المفاوضات استنزفت ولم يبق شيء لم نناقشه، كل القضايا الجوهرية، ناقشناها بالتفصيل الممل، المسألة تحتاج الى قرارات سياسية اسرائيلية، واسرائيل ليست لها مصلحة ولا تريد ولا ترغب في ان تنهي الصراع السياسي بينها وبين السلطة». ويدلل دحلان على عدم رغبة اسرائيل «بعدم اعطائها شيئا للرئيس ابو مازن».

ويوافق دحلان على انه يجب اعادة صياغة النظام السياسي الفلسطيني كله امام هذا الموقف الاسرائيلي، باستعادة اللحمة الداخلية بعد تراجع حماس، وتشكيل موقف موحد في المفاوضات. وقال «انا لست ضد استمرار المفاوضات لكنها لن توصلنا لحل». موضحا «ان حدود الاتفاق واضحة، ولا يملك احد التراجع عما كنا نناقشه في السابق، وما كان اقره الرئيس عرفات».