في الوقت الذي سجلت فيه الصين أمس ثاني حالة وفاة بشرية جراء الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور في هذا العام، وهي الحالة التاسعة عشرة من نوعها، قالت وكالة الادوية الاوروبية إنها أوصت بالموافقة على لقاح بريباندريكس الذي أنتجته شركة جلاكسوسميثكلاين وهو الاول قبل انتشار وباء محتمل للانفلونزا.
ومن المقرر استخدام هذا اللقاح قبل تفشي الوباء أو أثناء الاعلان رسميا عن انتشار وباء انفلونزا، وقد ابتكر اللقاح لتحفيز استجابة مناعية مقاومة لسلالة (اتش5ان1) لفيروس انفلونزا الطيور التي يخشى الخبراء من تحورها لتفجر وباء انفلونزا يهدد حياة الملايين من سكان المعمورة.
وعادة ما تقر المفوضية الاوروبية التوصيات التي تصدرها لجنة المنتجات الدوائية للاستخدام البشري التابعة لوكالة الادوية التي مقرها لندن بالموافقة على تسويق عقاقير في غضون شهرين من اصدارها. ويضع الضوء الاخضر من اللجنة أكبر شركة أوروبية لتصنيع الادوية في مقدمة الشركات المنافسة في السباق الذي يستهدف الفوز بترخيص لانتاج اللقاح الذي قالت حكومات عديدة في أنحاء العالم بالفعل انها تعتزم تخزين كميات منه.
وقال جان ستيفن رئيس قسم اللقاح في شركة جلاكسو لرويترز «انه يعكس الاعتراف المتنامي بتلقيح ما قبل الوباء كاستراتيجية هامة لمواجهة خطر الوباء المحتمل الحالي لسلالة (اتش5ان1)».
وتعمل شركات أخرى بينها سانوفي افينتس ونوفارتيس ايه جي لانتاج لقاحات لانفلونزا الطيور أيضا، ويقول محللون في صناعة العقاقير ان مثل هذه المنتجات قد تمثل فرصا لمبيعات تتجاوز مليار دولار. ومن المتوقع ان يعطي لقاح جلاكسو درجة من الوقاية الى ان يتيسر ابتكار لقاح أكثر قدرة على مواجهة الوباء، وهي عملية قد تستغرق ما بين أربعة الى ستة أشهر من الوقت الذي يتم فيه التعرف على سلالة فيروس الوباء. ويحتوي اللقاح الجديد على اضافة خاصة تسمح باستخدام قدر قليل جدا من المكون النشط به في كل جرعة.
يشار الى ان أحد التحديات الاساسية أمام انتاج لقاح لملايين الاشخاص في انحاء العالم هو كيف تنتج أكبر عدد من الجرعات من أقل قدر من مادة الانتيجين أو المكون النشط للقاح.
ولايزال انتشار سلالة «اتش5ان1» لفيروس انفلونزا الطيور قاصرا على الطيور بصفة أساسية، لكن العلماء يقولون انها مصدر محتمل للوباء العالمي القادم المتوقع للانفلونزا بين البشر في حالة نجاحه في التحور الى هيئة تمكنه من الانتقال بسهولة من شخص الى اخر.