الرياض تستضيف أكبر معرض دولي للكتاب الثلاثاء المقبل

اليابان ضيف شرف للمعرض تقدم عقلها ورسومها المتحركة للزوار

جانب من المؤتمر الصحافي الذي حضرته الصحافة العربية والمحلية والعالمية (تصوير: أحمد يسري)
TT

تشهد مدينة الرياض في الرابع من مارس (آذار) المقبل ولمدة أحد عشر يوما تظاهرة ثقافية كبرى بافتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب بمشاركة 550 دار نشر من مختلف دول العالم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وسيصاحب المعرض نشاط ثقافي يتضمن مجموعة من الفعاليات المختلفة واختار المعرض لهذا العام اليابان كضيفة شرف حيث ستقدم تجربتها في التقنية ومسيرة العلاقات التاريخية التي تربطها بالدول العربية كما سيطلع متابعو الفعاليات الثقافية على العادات والتقاليد اليابانية، كما سيعرض رائد الخط الياباني هوندا كوئيتشي تجربته مع الخط العربي وجمالياته وسيكرم المعرض عدداً من رواد الصحافة السعودية في عهد صحافة الأفراد.

واعتبر الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض أن رعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز لهذا الحدث الثقافي تؤكد اهتمام ودعم القيادة بالكتاب والثقافة بشكل عام ليبقى إنتاج الكتاب مسؤولية مشتركة من الجميع، مشدداً على أن إقامة هذا المعرض في العاصمة السعودية ومشاركة مئات من دور النشر المحلية والعربية والإسلامية والعالمية تعطيان مؤشراً للحراك الثقافي ضمن حراكاتنا المختلفة لخدمة المجتمع.

ورأى السبيل في مؤتمر صحافي عقده أمس بالاشتراك مع عبد الرحمن الهزاع وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإعلام الداخلي، والدكتور عبد العزيز العقيل مدير عام المكتبات بالوزارة ومدير معرض الرياض الدولي للكتاب أن الجانب الإعلامي لعب دوراً أكبر في إنجاح مثل هذه التظاهرات الثقافية.

وأوضح في المؤتمر الصحافي المشترك أن عدد دور النشر المشاركة في المعرض وصل إلى 550 داراً تمثل 22 دولة تعرض 200 ألف عنوان.

وكشف المؤتمرون عن شفافية ومرونة كبيرتين سيتميز بهما المعرض لهذا العام، إلى جانب تسامح كبير،فيما يخص الكتب وما يتضمنه من فعاليات، مشددين على ان الكتب المعروضة والمباعة في المعرض تم فسحها جزئياً ولا يجوز بيعها بكميات تجارية خارج نطاق أرض المعرض كما لا يعني فسحها بشكل مؤقت داخل المعرض السماح بالاستفادة منها تجارياً خارجه أو بعد الانتهاء منه.

وأبان المسؤولون بوزارة الثقافة والإعلام، أن الكتب المعروضة تم التعامل معها وفسحها لصالح المعرض من قبل إدارة الإعلام الداخلي بالوزارة مؤكدين على عدم أحقية أي شخص أو جهة القيام بالاعتراض على وجودها أو الدخول في جدال مع دور النشر والعارضين، مستدركين بأنه تم طبع نماذج تعطى للزوار لكتابة ملاحظاتهم على ما تعرضه دور النشر المشاركة وعرضها على المسؤولين عن تنظيم المعرض.

وأبلغ السبيل في المؤتمر الصحافي أنه لا تساهل مع دور النشر المخالفة لتعليمات وقوانين المعرض وما ينسجم مع السياق والتوجه العام.

وسيشارك في المعرض وأنشطته الثقافية وفعالياته 65 شخصية رجالية ونسائية من مختلف دول العالم وذلك عبر الفعاليات المختلفة التي من أبرزها مشاركون من اليابان، حيث يقدم الياباني هوندا كوئيتشي تجربته مع الخط العربي وجمالياته، في حين يطرح كل من ابراهيم الفوز، أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وملكة أبيض ونورة الشملان تجاربهم مع إصداراتهم الأولى، كما سيقدم كل من سهيل صابان من تركيا وعبد الله العسكر وفايز الحربي قراءةً في الوثائق التاريخية ومفاجآتها، وتحظى ثقافة الإنترنت وآفاق الكتاب الإلكتروني بنصيب من فعاليات المعرض، حيث سيطرح كل من ناصر الحجيلان ونجاح القبلان من السعودية ونادر كاظم من البحرين رؤاهم حول هذا الموضوع.

وسيتم تخصيص موضوع متكامل ضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض عن «السرقات الفكرية» يشارك بها كل من الدكتور عادل الماجد وفاطمة الوهيبي من السعودية ومحيي الدين محسب من مصر،وسيتمكن متابعو الفعاليات من الاستماع إلى تجارب الناشرين من خلال حوار مفتوح عن كيفية نشر الكتاب يشارك بها ثريا بترجي وعبد الرحيم الأحمدي وعبد المحسن القحطاني من السعودية ونبيل مروة من لبنان، كما يتلمس كل من أحمد الحمدان وفهد العليان من السعودية وعماد عزالي من تونس كيفية «صناعة القارئ».

وسيسلط «شويجري هيروشي» من اليابان الضوء على مسيرة العلاقات التاريخية بين بلاده والعالم العربي، كما سيقدم العقل الياباني مصدراً للتقنية ضمن فعالية ستعقد ضمن الأيام الأولى للمعرض يحاضر بها أسومورا توموكو، كما سيستمتع الحضور للفعاليات بمعلومات عن الرسوم المتحركة اليابانية، ماضيها وحاضرها ومستقبلها، يقدمها باللغة اليابانية تاكاماسا ساكوراي.

وسيكون للثقافة العربية حضور من خلال فعالية «الثقافة العربية.. المركز والأطراف» يشارك بها كل من جمال الغيطاني (مصر) وعبد الله الماجد (السعودية)، حسين الواد (تونس)، إبراهيم الزبيدي (العراق).

ووجد المعرض الفرصة ليتحدث الشاعر السوري الكبير سليمان العيسى عن كتابه «أنا وجزيرتنا العربية» وذلك في إحدى أنشطة المعرض الثقافية، كما سيكون للعلاقة بين الثقافة والمال جزء من أنشطة المعرض إذ سيتم تخصيص ندوة متخصصة عن الثقافة والمال يشارك بها حسين العذل (السعودية)، ومبروك المناعي (تونس)، وعبد العزيز البابطين (الكويت)، كما سيكون للحضور الديني مساحة في الفعاليات من خلال موضوع «باب السلام: عنوان أمة ورمز حضارة» باستضافة عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء في السعودية.

ويطرح النشاط الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2008 موضوع الأدب النسائي المغاربي بمشاركة، بسمة عروس (تونس)، رشيدة بن مسعود (المغرب) مهلة أحمد (موريتانيا) نعمان بوقرة (الجزائر)، كما سيكون لواقع المجلات الثقافية في العالم العربي حضور في هذا النشاط باستضافة كل من سليم قلالة (الجزائر)، سيف الرحبي (عمان)، عثمان الصيني (السعودية)، علي جعفر العلاق (العراق).

والمعرض الذي تستمر فعالياته على مدى 10 أيام متتالية، عدا يوم الافتتاح، خصص للجميع خلال الفترات الصباحية من كل يوم، في حين تم تخصيص الفترة المسائية بواقع 6 أيام متفرقة للعائلات وهي الأربعاء، الجمعة، الأحد، الثلاثاء، الخميس، والجمعة على التوالي، مقابل 4 أيام فقط للرجال، وهو الأمر الذي لم يحدث خلال المعارض السابقة التي شهدتها العاصمة.