روسيا تنفي تهديدها باستخدام القوة في كوسوفو

50 ألف متطوع صربي مستعدون للدفاع عن الإقليم

TT

أكد ممثل روسيا لدى حلف شمال الأطلسي، ديميتري روغوزين، أمس على أن بلاده لن تستخدم القوة في كوسوفو لصالح الحليف الصربي، وأن ذلك لن يحصل أبدا. وفي نفس الوقت أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف، أن موسكو ستواصل دعمها لما وصفه بسيادة صربيا على كوسوفو. بينما أشار المنسق الأعلى للشؤون الأمنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا إلى أن «مكان صربيا محجوز داخل الاتحاد الاوروبي إذا تعاونت معنا بخصوص كوسوفو». وقد التقى وزير شؤون كوسوفو في حكومة بلغراد برئيس الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة في بريشتينا أمس، ودعا الصرب للبقاء في منازلهم بكوسوفو.

وعلى صعيد التطورات الاقليمية المرتبطة بكوسوفو أدان عضو مجلس الرئاسة البوسني حارث سيلاجيتش إعلان برلمان صرب البوسنة بحث الانفصال، وطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته تجاه بلاده وحماية وحدتها الترابية. بينما استمرت الاحتجاجات الصربية في ميتروفيتسا وانتقلت إلى ما وراء الحدود لا سيما روسيا والنرويج. ولم تكتف بعض المنظمات الصربية بذلك بل دعت للحرب في كوسوفو بعد اعلان قدامى المحاربين عن وجود 50 ألف متطوع مستعدين للحرب في كوسوفو.

من جهة أخرى قال سفير روسيا لدى حلف شمال الأطلسي، ديميتري روغوزين ، إن «روسيا لن تستخدم القوة العسكرية لحل مشكلة اعلان استقلال كوسوفو من طرف واحد» وتابع في حوار مع التلفزيون الروسي، ونقلته وكالة «ريا نوفوستي» الروسية أمس أن «التدخل العسكري لا يحدث أبدا»، واتهم وسائل الاعلام بتحريف ما قاله يوم 22 فبراير الحالي في بروكسل، عندما نقلت على لسانه تلميحا باللجوء للقوة لإلغاء استقلال كوسوفو، وفرض السيادة الصربية عليها. وأكد أن «روسيا تعمل على حل كل المشاكل العالقة عبر مجلس الأمن الذي تتمتع فيه بالعضوية الدائمة». ومن جهته قال نائب رئيس الوزراء الروسي، ديميتري مدفيديف، في مؤتمر صحافي عقده أمس ببلغراد إن «روسيا ستواصل دعمها للسيادة الصربية على كوسوفو، وهذا موقف مبدئي لن نتزحزح عنه» وقال إنه جاء إلى العاصمة الصربية «لتأكيد هذا الموقف الذي يلقى الدعم والتأييد من الشعب الروسي وفي مقدمته الرئيس فلاديمير بوتين». وقد التقى المسؤول الروسي بالرئيس الصربي بوريس طاديتش ورئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا. ولم تكن الزيارة لإعلان الدعم الروسي لصربيا مجددا، وإنما لتوقيع بعض العقود المهمة المتعلقة بالغاز وبالصناعات النفطية الثقيلة. ولم يشر ميدفيديف إلى الحرب أو القوة. وكانت بعض وسائل الاعلام قد ضخمت من التصريحات الروسية وصورت الوضع كما لو أنه على شفير الحرب. وقد اكتفت السلطات الصربية بدعوة الولايات المتحدة الأميركية إلى إلغاء قرار إعلان استقلال كوسوفو. وكان رئيس الوزراء الصربي قد ذكر في وقت سابق أن «على الولايات المتحدة الأميركية أن تلغي قرار اعلان استقلال كوسوفو»، واصفا كوسوفو بـ«الدولة المكذوبة داخل حدود صربيا» أو «الاكذوبة» وهي أقرب التعبيرات للغة الصربية، لأن لفظ «مزيفة» لها ترجمة أخرى . كما دعا مجلس الأمن لـ«تأكيد قرار 1244 المتعلق بالوضع المؤقت في كوسوفو وتأكيد سيادة صربيا وسلامة حدودها» على حد تعبيره . في غضون ذلك أجرى وزير شؤون كوسوفو في حكومة بلغراد سلوبودان سمارجيتش أمس محادثات مع يواكيم ريكير، رئيس الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة، التي ستواصل أعمالها حتى شهر يونيو المقبل موعد تسلم البعثة الأوروبية مهامها رسميا في كوسوفو، رغم وجودها حاليا على الميدان. وقد تطرق اللقاء للوضع في كوسوفو بعد اعلان الاستقلال يوم 17 فبراير الجاري، حيث طالب الوزير الصربي من الادارة الدولية توفير الحماية اللازمة لصرب الاقليم ولا سيما في بريشتينا والمناطق البعيدة عن كبرى التجمعت الصربية في كوسوفو. كما حث الصرب خلال زيارات لمنازل بعضهم على البقاء في كوسوفو.