أنصار أوباما يتخوفون من أن يكون مصيره مثل لوثر كينغ.. وكيندي

يحظى بحماية سرية توازي حماية الرئيس الأميركي

أنصار أوباما يرفعون شعارات مؤيدة له في جامعة توليدو بولاية أوهايو اول من امس (رويترز)
TT

هناك قلق كبير بين أنصار السناتور باراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية ينعكس في المناقشات التي تجري من ولاية إلى أخرى، ومن تجمع إلى آخر: هل سيظل في أمان من اعتداء محتمل؟

قالت أختان في كولورادو إنهما تصليان كل يوم من أجل سلامته. وفي نيومكسيكو قالت فتاة إنها أقنعت أمها كي تصوت لصالح أوباما على الرغم من أن أمها تخاف من أن يؤدي فوزه إلى تعرضه للخطر. وفي تجمع عبرت امرأة عن مخاوفها من أن رسالة الأمل والتغيير إضافة إلى أصله العرقي يجعلانه عرضة للعنف، رغم ان أوباما قال سابقا: «أنا لدي أفضل حماية في العالم. لذلك كفوا عن القلق».

مع ذلك فإنهم قلقون ان يعود إلى ذاكرتهم مقتل القس مارتن لوثر كينغ والسيناتور روبرت كيندي عام 1968.

لأوباما حاليا وكلاء يعملون لحمايته وهم يحيطون به منذ 3 مايو (آيار) وهذه أول حماية يحصل عليها مرشح للرئاسة الأميركية. ومع تضخم تجمعاته من حيث الحجم ازدادت الإجراءات الأمنية لحمايته وأصبحت حمايته توازي تقريبا الحماية التي يحظى بها رئيس الولايات المتحدة. وكانت زوجته ميشيل قد عبرت عن قلقها حول سلامته قبل أن ينتخب إلى مجلس الشيوخ. وقبل 3 أعوام قالت إنها كرهت اليوم الذي حصل زوجها فيه على «حماية سرية» لأن ذلك يعني أن هناك تهديدات جادة ضده. وقال أوباما الذي منحته «الحماية السرية» اسم «المارق» كأسلوب يمكّن وكلاء الاستخبارات المعنيين بحمايته التعرف عليه: «إن المسألة الأمنية لسلامتي ليست أمرا أقضي وقتا طويلا أفكر فيه من يوم إلى آخر. أنا اتخذت قرارا للدخول في هذا السباق. وأظن أن أي شخص يقرر خوض السباق من أجل منصب الرئيس يدرك أن هناك مخاطر مثلما هو الحال مع أي شيء آخر».

وقبل فترة قصيرة كان مستشاروه يخشون من عدم مساندة بعض السود له انطلاقا من رغبتهم بحمايته. وكان هناك خوف بشكل خاص في كارولاينا الجنوبية لكن أوباما قال إنه على قناعة بان يتجذر هذا الخوف الى «الخوف من الفشل».

والآن وبعد فوزه بسلسلة من الانتخابات الأولية في شتى أنحاء البلد وتمكن من بناء ائتلاف من الناخبين البيض والسود أصبح الفشل موضوعا أقل شأنا، ولكن مع ذلك فالمخاوف تظل قائمة.

وأثار النائب الديمقراطي بني تومسون، رئيس لجنة أمن الداخل، مخاوف في رسائل بعثها خلال يناير (كانون الثاني) الماضي للمسؤولين المشرفين على «الحماية السرية» لاوباما، قائلا: «إن الاهتمام الكبير بالانتخابات دفعه للتوثق من أن أوباما والمرشحين الآخرين يجب ان توفر لهم حماية أمنية كافية». وقال تومسون: «السيرة الذاتية للسيناتور باراك أوباما تثير تحديات فريدة تتطلب تخوفا خاصا. فهو كأفريقي أميركي شهد بعض أكثر الأيام المخجلة في تاريخ الولايات المتحدة خلال فترة حركة الحقوق المدنية، أعرف شخصيا أن الكراهية الموجودة في نفوس بعض من مواطنينا قادرة على أن تدفع إلى أفعال بشعة من العنف. نحن بحاجة إلى أن ننظر إلى اغتيال القس الدكتور مارتن لوثر كينغ والمرشح الرئاسي لعام 1968 روبرت كنيدي كأمثلة». وفي مقابلة معه رفض تومسون إعطاء تفاصيل عن أية تهديدات محددة لفتت انتباه لجنته أو السلطات. وقال انه كتب الرسالة الى وزارة الأمن الداخلي بدون مناقشتها مع أوباما.

وقال تومسون ان «ترشيحه شيء فريد بالنسبة لهذا البلد ومهم الى حد أن آخر ما يمكن أن يريده المرء له هو امتلاك الفرصة لانجاز دور المرشح الرئاسي المحتمل». وقبل أن يقرر اوباما الترشيح الى الرئاسة ناقش سلامته مع عائلته. وكلفت حملته فريقا من حراس الأمن الخاصين قبل أن يوضع تحت حماية الرقابة السرية. ومنذئذ بات مولعا بالوكلاء الذين يحيطون به ويدعوهم الى مشاهدة مباراة السوبر بول في بيته في شيكاغو ويلعب كرة السلة معهم في الأيام التي ينتظر فيها نتائج الانتخابات. وكان أوباما متحفظا في الحديث عن أمنه أو تلك الفترة في التاريخ الأميركي التي غالبا ما يطرحها الناخبون الذين تجرى مقابلات معهم في أحداث الحملة. وزادت الاشارات الى مصير الرئيس جون كنيدي بعد أن التحقت بحملة اوباما كل من كارولاين كنيدي والسناتور ادوارد كنيدي. وقال أوباما «انني مطلع على التاريخ. من الجلي انها كانت صدمة قومية صعبة التصديق ولكن لم تكن هناك حماية سرية لا لبوبي كنيدي ولا لمارتن لوثر كينغ».

ومن المؤكد أن اغتيال السناتور كنيدي عام 1968 حفز الكونغرس على التفويض بتوفير حماية للمرشحين الرئيسيين لمنصب الرئيس ونائب الرئيس. وفي هذه الحملة توفرت لدى السناتور هيلاري كلينتون حماية سرية منذ البداية لأنها السيدة الأولى السابقة. ولم تكن لأي من المرشحين الآخرين حماية خلال الحملات التمهيدية.

وقال السناتور السابق غاري هارت، الذي تلقى حماية كمنافس في الترشيح الرئاسي للديمقراطيين عامي 1984 و1988، ان «بعض المرشحين أهداف أكبر من غيرهم. ان استحضار الاثارة نفسها المحيطة بجون وروبرت كنيدي يحفز سلبيا وايجابيا». وقال جيرالد بوسنر، وهو مؤلف كتب عن عمليات اغتيال الرئيس كنيدي والدكتور كينغ، انه لا يعتقد أن أوباما يواجه خطرا أكبر بكثير مما يواجهه الرئيس بوش والسيدة كلينتون. وقال ان المخاوف نوقشت بصورة أكثر صراحة لأنه أول مرشح اسود يقترب الى هذا الحد من الفوز بترشيح حزبه له لانتخابات الرئاسة. وقال بوسنر ان «باراك يخيف من يفكرون بيننا باحتمال الاغتيال بطريقة مختلفة. انه يمثل كثيرا من الأمل والتغيير. وهذا هو بالتحديد ما كان أقل تلقيا للاهتمام من جانبين في سنوات الستينات».

وفي دالاس طرحت هذه الذكريات في حديث تلو آخر مع عدد من 17 ألفا من الأشخاص ممن حضروا لرؤية أوباما في تجمع الأسبوع الماضي. وقالت ايموجين كوفن، الناشطة الديمقراطية من دالاس «في مكان قريب من نصب ذكرى جون كنيدي والجميع حولي يتحدثون حوله. وفي خلفية ذهني فان من المحتمل أن يحدث شيء ما». وفي ظهيرة ذلك اليوم مر موكب أوباما في ساحة ديلي، مبنى مستودع الكتب في تكساس، حيث أطلقت الرصاصة القاتلة على الرئيس كنيدي عام 1963. وكان عدد من مساعدي الحملة يتطلعون من نوافذهم ويستوعبون المشهد بصمت. ولم يكن الأمر على ذلك النحو بالنسبة لأوباما الذي قال انه لم يكن يعرف أنه مر بالموقع. ولم يشر أحد في سيارته الى ذلك.

* خدمة «نيويورك تايمز»