الأردن: الموقف النهائي من قمة دمشق سيكون متفقا مع الموقف السعودي والمصري

مصادر عمان قالت إن هناك 3 مواقف عربية تجاه القمة

TT

يقوم العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني يوم غد الأربعاء بزيارة قصيرة للسعودية يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وذلك في إطار التشاور والتنسيق بين البلدين حيال مختلف المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خصوصا فيما يتصل بالقمة العربية المقبلة وعملية السلام في المنطقة.

وقال بيان للديوان الملكي الاردني ان مباحثات الملك عبد الله الثاني مع خادم الحرمين الشريفين تأتي قبل زيارة العمل التي يقوم بها الملك عبد الله الثاني في نهاية الشهر الحالي للولايات المتحدة للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش وبحث سبل المضي قدما في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة لتناول مجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وبحث آفاق تعزيز العلاقات الثنائية خصوصا فيما يتصل بالجانب الاقتصادي بين البلدين.

من جهة اخرى اكدت مصادر مطلعة ان موقف الاردن من عقد القمة العربية واضح، وهو مع عقد القمة العربية وانه لن يتأخر عن حضورها شريطة ان تناقش هذه القمة الموضوعات ذات العلاقة بعملية السلام وتداعياتها على الصعيد الداخلي الفلسطيني والإقليمي اضافة الى الموضوع اللبناني وانتخاب رئيس للبنان.

واشارت المصادر الى ان هناك تنسيقا متواصلا مع السعودية ومصر والامارات العربية بشأن الموضوعات التي ستناقشها القمة وهناك مسعى للضغط على سورية مؤكدة ان الموقف النهائي تجاه حضور القمة سيكون متفقا مع الموقف السعودي المصري مع احتفاظ الاردن بعلاقاته الثنائية التي بدأت تأخذ المنحى السليم خاصة ان الاردن له مصالح حيوية مع سورية بصفتها جاره وله علاقات من حيث المياه والتهريب وضبط الحدود وترسيمها والتنسيق الامني وعلاقات اقتصادية اضافة الى العلاقات الاجتماعية التي تربط البلدين.

وأكدت المصادر ان هناك تفهما سعوديا لطبيعة العلاقات الاردنية السورية وكما هو الحال هناك تفهم سوري ازاء الموقف الاردني. وأوضحت المصادر ان هناك ثلاث وجهات نظر حيال القمة التي ستعقد في دمشق، وهي أولاً ان هناك دولا عربية ترى انه يجب الاعداد الجيد للموضوعات التي ستناقشها القمة ويتم الاتفاق عليها من اجل مخاطبة العالم بدلا من قوى اقليمية في المنطقة تأخذ زمام المبادرة.

ووجهة النظر الثانية هي انه على سورية ان تقوم بحل موضوع انتخاب الرئيس في لبنان ومساعدة السلطة الفلسطينية في بسط سيادتها على قطاع غزة وانه اذا لم تقم بذلك فان عدم عقد القمة افضل.

اما وجهة النظر الثالثة فتقول انه اذا ذهبنا الى سورية وسلمناها رئاسة القمة العربية فبذلك نعطيها الضوء الاخضر في لبنان والملف الفلسطيني.

وبالنسبة للتهديدات الاسرائيلية باجتياح غزة وكذلك التصعيد الذي أعقب اغتيال عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله بفتح حرب مفتوحة، رأى المصدر ان ذلك سيقوض عملية السلام التي تتحدث عنها الولايات المتحدة الأميركية عقب مؤتمر انابوليس وكذلك ارجاع المنطقة الى المربع الاول وقد لا يستطيع المرء التكهن بما سيحدث مشيرا الى ان حل هذه القضايا في مكان واحد هو دمشق. وأعرب عن امله ان يتوصل عمرو موسى الى التوفيق بين المعارضة والموالاة وانتخاب رئيس للبنان وإعادة التقارب بين السعودية وسورية كي يتم تسليم رئاسة القمة بينهما. على صعيد اخر يستهل الملك عبد الله الثاني زيارته الى الولايات المتحدة الأميركية، وترافقه الملكة رانيا العبد الله، وتبدأ في الثامن والعشرين من الشهر الحالي وتستمر عدة أيام، بلقاء أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون في مدينة نيويورك يتناول سبل تعزيز الجهود التي تبذلها المنظمة الدولية لحماية السلم العالمي من خلال مساهمتها في حل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وتعزيز أمن واستقرار الشرق الأوسط.

وفي مدينة نيوجيرسي يلقي الملك عبد الله الثاني خطابا في جامعة برنستون برعاية كلية وودرو ويلسون للشؤون الدولية والعامة في التاسع والعشرين من الشهر الحالي يتحدث فيه عن مستقبل العلاقات العربية ـ الأميركية في ضوء التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، خصوصا فيما يتصل بحل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي والذي ينظر إليه الأردن على أنه جوهر الصراع في المنطقة.

ومن نيوجيرسي، يتوجه الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي بوش وأركان الإدارة الاميركية للبحث في سبل دفع عملية السلام في المنطقة وصولا إلى اتفاق سلام شامل يتناول مختلف جوانب النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي ويؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على كامل الأراضي الفلسطينية ويمهد الطريق أمام معالجة الصراع العربي ـ الإسرائيلي على مختلف المسارات. كما سيتناول خلال لقاءاته سبل دعم السلطة الوطنية الفلسطينية لتعزيز قدرات مؤسساتها الوطنية وتخفيف الظروف المعيشية الصعبة التي تواجه الشعب الفلسطيني.

وسيلتقي، خلال إقامته في واشنطن، بعدد من كبار أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب للبحث في آفاق تطوير العلاقات الثنائية والمضي بها قدما بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.

ومن المقرر أن يلتقي أيضا بعدد من أبرز ممثلي المنظمات الإسلامية واليهودية الأميركية للبحث في الدور الذي يمكن لهذه المنظمات القيام به لتقوية فرص تحقيق السلام في المنطقة وتعزيز جسور الحوار والتفاهم والتسامح والتعايش بين العالمين العربي الإسلامي والغربي.