أبرمت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية أمس الأول عقدا مع شركة) سي آر ايه إنترناشيونال)، المتخصصة في تقديم الخدمات الاستشارية، وذلك بهدف تقديم خدمات استشارية تشمل تطوير وثيقة تأهيل اتحاد الشركات التي سوف تقوم بتطوير مدينة سدير. كما ستعمل الشركة على تطوير وثيقة المنافسة على تطوير مدينة سدير وتحديد المعايير اللازمة لتكون مدينة حضرية متكاملة الخدمات، وستساهم كذلك في التسويق والتعريف بالمشروع.
وقال الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، المدير العام للهيئة، إن التوقيع مع (سي آر ايه إنترناشيونال» (CRAI) في هذه المرحلة يهدف إلى تقليص العامل الزمني بحيث يكون اختيار المطور القادر والمناسب لأعمال تطوير المدينة متزامنا مع الانتهاء من المخطط العام.
وسبق أن أبرمت الهيئة قبل أربعة شهور مع الشركة الاستشارية العالمية « جورانق»، ومقرها سنغافورة، لعمل المخطط العام للمدينة لتصبح مدينة حضرية متكاملة الخدمات، وخصوصاً أن للشركة الاستشارية خبرة في تطوير مدينة حضرية متكاملة ومتميزة في الصين مقاربة لحجم مدينة سدير. ومن المتوقع أن ينتهي المخطط العام بنهاية شهر يونيو (حزيران) من العام الحالي. يلي ذلك مباشرة العمل على اختيار اتحاد الشركات التي ستطور المشروع، وليكون العمل متزامنا بتخصيص المصانع الراغبة في الاستثمار والعمل في سدير.
ويشغل مشروع مدينة سدير الصناعية مساحة كلية تبلغ 258 مليون متر مربع، بطول 31 كلم بمحاذاة طريق الرياض القصيم السريع وتبعد 120 كلم تقريبا عن مدينة الرياض و160 كلم تقريبا عن منطقة القصيم. وبين الربيعة انه سيتم تقسيم المدينة إلى مناطق مختلفة تجارية وتقنية وسكنية وترفيهية وتعليمية وصناعية بمستوى راق جداً، موضحا ان المشروع يستهدف بناء مدينة مستقبلية من الطراز المتقدم على مستوى التكنولوجيا حيث تحتوي على صناعات متطورة وغير تقليدية. ويأتي التعاقد مع الشركة الاستشارية لوضع أسلوب علمي حديث وبتطبيق الأساليب التقنية العالية لعمل وثائق ومستندات التأهيل بأسلوب عالي الشفافية لمن لديهم القدرة والكفاءة في القيام بأعمال التطوير للبنية التحتية للمدينة.
ويتوقع أن تجذب المدينة استثمارات كبيرة في مجالات اقتصادية وصناعية وتعليمية وخدماتية وبمستويات عالمية. وقسم الدكتور الربيعة العقد الموقع مع «سي آر ايه إنترناشيونال» إلى أربع مراحل متتالية هي استنباط أسلوب تأهيل المطورين ومطابقة ذلك مع الرؤية المستقبلية والتصور العام للمدينة، وإعداد وطلب العروض من المطورين المؤهلين بأفضل الأساليب العلنية ثم تأتي مرحلة الطرح وما يلزمها من إجابة لاستفسارات المتقدمين.
واخيرا التفاوض والاختيار للمطور بناء على الأدوات العلمية والمعدة لتتوافق مع أهمية المشروع. وللوصول لهذا الهدف خلال الفترة الزمنية المتوقعة لإنهاء المخطط للتصور العام للمدينة وذلك في نهاية الربع الثاني من العام الحالي مما يعد تحديا وانجازا في عالم تخطيط المدن.
وفي توضيح لالتزامات الهيئة، أكد الربيعة تولي الهيئة قيادة الدراسة ومتابعة مراحل العمل من خلال منظور الإستراتيجية العامة والرؤية الخاصة للمشروع. وأخيرا يعتبر المشروع من اكبر التحديات بالمنطقة ومن المتوقع أن يخلق فرصا وظيفية عديدة للمواطنين في مراحله المختلفة وحتى قيام مدينة تكون ضمن كوكبة المدن الصناعية الحضارية الذكية بلمسات إنسانية تتناسب مع قيم المجتمع السعودية وخصوصيته.