ملياردير بريطاني يصف تجربته مع النجاح بسائق تاكسي «مثابر»

«جدة الاقتصادي» يختتم أعماله بمشاركة ألفي شخص في قيادة طائرة المنتدى تفاعليا

TT

قاد نحو ألفي شخص غصت بهم القاعة الرئيسية لجلسات منتدى الاقتصادي، طائرة تفاعلية عبر أجهزة التحكم الآلي، تجاوزوا خلالها 6 مراحل تعبر عن مفردات عنوان المنتدى، وهي الرسالة التي أراد منظمو المنتدى تحقيقها، في قيادة الفكر القادم عبر نسيج من التحالفات والشراكات.

وخلال الجلسة الختامية للمنتدى الاقتصادي، تواصل مسلسل الكشف عن التصورات المستقبلية لحياة البشر التي هي في خط تصاعدي نحو التسارع التقني وكسر كل الحواجز الزمانية والمكانية.

وعبّر خبراء عالميون في قطاع الاتصالات، كيف أن أكثر من 12 في المائة من وقت الإنسان يذهب في التحادث عبر الجهاز النقال، وكيف سيصبح التلفزيون بشكله التقليدي من حكايات الماضي، حيث ستحل الخدمات التفاعلية عبر حركة الإنسان لترافقه في كل تحركاته، أي أنه لا حاجة للجلوس على الأريكة لساعات من أجل مشاهدة فيلم هنا أو سباق للفروسية هناك.

وأعطى دخول الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، منتصف الجلسة جوا بروتوكوليا، منح خلاله جائزة المسؤولية الاجتماعية في قطاع البنوك للبنك الأهلي التجاري، فيما بدا الفيصل متفاعلا بالتصفيق مع دعوات مسؤولي الغرفة التجارية في جدة بدعم خط المسؤولية الاجتماعية، وأن الكرة الآن في ملعب القطاع الأهلي ليتحمل مسؤولياته أمامه مجتمعه ومستقبل أجياله.

وأكد صالح التركي، رئيس الغرفة التجارية الصناعية في جدة، عزمهم على تحقيق مطالب الفيصل، بأن تكون الخطوة نحو العالم الأول، عملا لا قولا، في وقت ظهرت فيه السعودية الدكتورة حياة سندي، وهي باحثة في جامعة هارفرد، ومتخصصة في التقنية الحيوية، لتتحدث عن تجربتها، وتدعو رجال الأعمال الى الاستثمار في العقول الشابة والأفكار الخلاقة، مشيرة الى أنها رغم قلقها من رجال الأعمال، لكنها ترى بأن الفرصة ربما تكون مواتية للقيام بمشاريع يمكنها خدمة البشرية، داعية الى كسر الحواجز للوصول الى عالم من القياديين.

اللافت في الجلسة الختامية، كان هو الحضور الكبير قياسا بما قبلها من جلسات، إذ نجحت اللجنة المنظمة في جعل فكرة المنتدى قائمة على البناء الهرمي (من البيت الى العالم) لتصل في رأس الهرم الى القيادة، وهو ما زاد من تفاعل الحضور مع الألعاب التفاعلية للطيران بالمنتدى عبر محاور انماء الثروة بالشراكات والتحالفات بنجاح.

كما زاد حضور الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، مالك العلامة التجارية الشهيرة «فيرجن»، ليتحدث ببساطة كيف أن تجربته مع النجاح لا تختلف عن تجربة سائق تاكسي ناجح من خلال مثابرته، وأن القيادة تكبر مع المسؤولية، مشيرا الى أن العلامة التجارية ليست مجرد طابع بل هي ضمان جودة والتزام.

وداعب برانسون الحضور، في شرح مفهومه للعلامة التجارية، بأن أحد اجداده كان يوسم ماشيته، أي تماما كما يحدث عند سكان الصحراء من البدو عندما يوسمون إبلهم لتميزها عن غيرها، مضيفا أن على القادة في كل مكان يحملوا واجباتهم أمام من حولهم.

المنتدى الاقتصادي ترك النهاية مفتوحة لعشرات الأسئلة التي طرحها المتحدثون، وناقشها معهم خبراء في الاقتصاد والإعلام والتكنولوجيا والعلوم الحيوية، غير أن المحتوى العلمي للمنتدى في نسخته التاسعة، اتفق الكثير من المشاركين على أنه كان «وجبة دسمة» من المعرفة والحقائق. واتفق كثير منهم على تميز الدورة التاسعة عن سابقاتها من الدورات السابقة، فيما بدت أخطاء التنظيم في بعض الترتيبات الاعلامية، وتضارب مواعيد الجلسات مع مؤتمرات صحافية، غير أن الانطباع العام جاء في ثنايا حديث الضيوف من أن المنتدى بات ماركة مسجلة. فيما أشار رئيس غرفة جدة الى أن المنتدى ملك لمدينة جدة، وليست الغرفة سوى مشرفة عليه، وهي الاشارة التي وصفها بعض الحضور بـ«الهدف الذهبي» لحسم مباراة الانتقادات، والمشاركة في العام القادم بشكل اجتماعي ومؤسساتي أكبر.