تحول الشعار الذي اعتمده منتدى جدة «إنماء الثروات عبر الشراكات والتحالفات» إلى حقيقة واقعة ليس في جدة وحسب، بل في أنحاء السعودية. ان الأيام الثلاثة الماضية لم تكن أياما عادية في السعودية، بل كانت أياما اقتصادية بكل المقاييس، فمع قص شريط منتدى جدة الاقتصادي، كان مجلس الوزراء السعودي يعلن تأسيس ثلاث شركات للهاتف الثابت في البلاد.
ولم تمر ساعات حتى أعلن عن أضخم اندماج في تجارة التجزئة للمواد الاستهلاكية في السعودية في المواد الاستهلاكية بين مجموعة صافولا وبين «المخازن الكبرى».
المنتدى الاقتصادي تزامن مع أحداث اقتصادية، كبيرة وأخرى متوسطة وصغيرة غابت حتى عن التغطيات الإعلامية باعتبار منتدى جدة حظي بالنصيب الأكبر من تلك التغطيات. المنتدى دعى الكيانات الصغيرة في السعودية بشكل خاص، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام إلى الاستعداد لمتطلبات المرحلة المقبلة، من خلال تأسيس كيانات قوية ذات أسس متينة قادرة على مواجهة فتح الأسواق من خلال الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، التي فتحت لكبرى الشركات العالمية للدخول إلى أي أسواق تشاء.
إلى ذلك يتوقع ان تشهد منطقة الشرق الأوسط تحالفات واندماجات مختلفة على كافة الأصعدة مع شركات عالمية للعمل على الاستفادة من الفترة الحالية للمنطقة، في ظل الطفرة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع فتح الأسواق وإيجاد فرص استثمارية متعددة، بدأت بجذب الأنظار لها من قبل الشركات العالمية. من جهة أخرى بين الأمير عبد العزيز بن أحمد بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة اتحاد عذيب للاتصالات أن الاتحاد سيستثمر نحو 3.75 مليار ريال (مليار دولار) لأعمال الشركة خلال الخمس سنوات مقبلة، وذلك بعد بدء الشركة أعمالها في السوق السعودية بعد الموافقة على تأسيسها يوم أمس، متوقعاً أن يتم تشغيل الهاتف الثابت الثاني بالسعودية خلال الربع الثالث من العام الميلادي الجاري. وأكد خلال الإعلان عن تأسيس شركة اتحاد عذيب للاتصالات والمكون من مجموعة عذيب وشركة النهلة السعوديتين، وشركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية «بتلكو» كشركة مساهمة سعودية، على هامش منتدى جدة الاقتصادي التاسع الذي اختتم فعالياته أمس بمركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات، أن الحصول على رخصة الاتصالات الثابتة يأتي تتويجاً لسلسلة من الجهود كللت بالنجاح.
وأكد أن اتحاد عذيب ملتزم منذ أن تقدم بطلب الحصول على الرخصة على تقديم أفضل الخدمات بأداء متميز للاتصالات الثابتة العامة وبأسعار منافسة وهو ما سيلمسه المستفيدون من هذه الخدمة في مع بدء عمل الشركة في المشروع.
وبين أن الاتحاد سيعمل على البدء في المدن الرئيسية المنطقة الوسطى والغربية والشرقية على أن تكتمل تغطية المناطق السعودية المتبقية، مبيناً أن طرح الشركة سيكون من خلال 25 في المائة من رأسمال الشركة الجديدة للاكتتاب العام فيما يتقاسم المؤسسون 65 في المائة من رأس المال و10 في المائة مقسمة بين جهتين أخريين هما مؤسسة التقاعد والتأمينات، حيث سيبلغ رأس المال نحو مليار ريال (266 مليون دولار) تم دفعه، ورأس المال المرخص يصل إلى 2 مليار ريال (533 مليون دولار). وأكد أن الاتحاد سيعمل في المقام الأول على تقديم خدمات جيدة للمشتركين، حيث أن المنافسة ستساهم بشكل كبير في تخفيض الأسعار وبالتالي سيكون ذلك لصالح المشتركين، مبيناً أن الشركة ستعمل منذ انطلاقتها في السوق السعودية على تثبيت أقدامها من خلال خدمة جيدة.
وبين الأمير عبد العزيز أن تركيز الشركة ينصب الآن على السوق السعودي، وهو ما تم إنشاء الاتحاد من اجله، في حين ان دخول أسواق أخرى سيكون في حال سمح النظام لهم.
من جهته ذكر سامي باروم العضو المنتدب لشركة صافولا أن الأسواق العالمية أصبحت سوقاً واحدة، الأمر الذي يدفع الشركات المحلية إلى الاندماج او التحالف لإقامة كيانات محلية إقليمية قادرة على مواجهة المرحلة المقبلة في ظل دخول شركات عالمية للأسواق المحلية، مبيناً أن الشركات المحلية أولى بسوقها من الشركات العالمية، مما يدفعها إلى الاندماج لعمل اساسات وكيانات قوية.