تراشق كلامي عنيف بين فريقي أوباما وكلينتون حول الأزياء والسياسة الخارجية

صورة بالزي الكيني تؤجج ملاسنات الحملة الانتخابية.. وقفطان مغربي ارتدته هيلاري يدخل المعمعة

اوباما يرحب بالجماهير خلال مهرجان انتخابي في أوهايو أمس (أ. ب)
TT

طغت صورة للمرشح الديمقراطي باراك اوباما وهو يرتدي زياً كينياً على ما عداها من مواضيع في الحملة الانتخابية الاميركية وتحولت الى مادة للتراشق الكلامي بين فريقي هيلاري كيلنتون وأوباما، قبيل مناظرة جمعت بينهما الليلة الماضية نظمتها شبكة «إن بي سي»، وهي آخر مناظرة قبل اقتراع مهم سيجري الاسبوع المقبل في أربع ولايات.

وبعد ان نأى اوباما بنفسه جانباً عن التعليق على ما تردد من ان أحد أعضاء فريق هيلاري في الحملة الانتخابية هو الذي ارسل الصورة الى موقع «دراج ريبورت» على شبكة الانترنت، تحدث السيناتور اوباما الى محطة اذاعية في مدينة سان انطونيو في ولاية تكساس التي ستجري فيها انتخابات مفصلية في الرابع من مارس (آذار) المقبل الى جانب ثلاث ولايات اخرى. وقال اوباما «الناخبون يشعرون بالأسى عندما يتابعون هذا النوع من السياسة». وأضاف: «أي شخص يعرف انه سواء تعلق الامر بي شخصياً او السيناتور كيلنتون او بيل كيلنتون حين تكون في رحلة خارجية يطلبون منك ان ترتدي رداءً تقليدياً يمنح لك كهدية».

وتهكم اوباما من منافسته هيلاري قائلا: «اذا تصورنا ان يقوم فريق حملة كيلنتون بتوزيع هذه الصورة باعتبارها صورة سلبية في اليوم نفسه الذي تحدثت فيه السيناتورة كيلنتون عن كيفية معالجة علاقاتنا حول العالم إن ذلك أمر محزن». وكانت هيلاري قد بادرت الى التهكم من عبارات يستعملها اوباما في حملته الانتخابية، وقالت وهي تهزأ برسالة أوباما التي عنوانها «الامل»: «إنه لأمر سهل ان يقف الشخص ليقول يجب ان نبقى سوياً ونتوحد حتى تنفتح السماء وينهمر الضوء ويتحقق الخير في العالم».

وأشارت تعليقات وسائل الاعلام الاميركية الى ان نشر صورة اوباما بالزي الكيني، يقصد منه الايحاء بأنه مسلم خاصة ان والده الكيني الاصل حسين اوباما كان مسلماً. والتقط الصورة مصور يعمل في وكالة «يونايتد بريس» اثناء زيارة اوباما لمدرسة في شمال شرقي كينيا قرب الحدود الصومالية عام 2006. وقالت الوكالة إن الصورة وزعت في ذلك الوقت على جميع مشتركيها، لتنفي عن نفسها الايحاء بانها اخرجتها خصيصاً من ارشيفها في هذا الوقت.

وكان اوباما قد نفى مراراً ان يكون مسلماً مؤكداً مسيحيته، وقال أكثر من مرة إنه لم يكن مسلماً في يوم من الايام، وهو عضو مجلس الكنائس الموحدة للمسيحيين، لكن معلومات غير دقيقة حول «ارتباطاته الاسلامية» وزعت على نطاق واسع عبر الانترنت استناداً الى انه دخل مدرسة اسلامية عندما كان انتقل مع والدته وزوجها المهندس الاندونيسي الاصل الى اندونيسيا. يشار الى ان اثنين من المتطوعين في حملة كيلنتون بولاية ايوا كانا قد أجبرا على الاستقالة بعد ان وزعا رسالة عبر البريد الالكتروني تقول إن اوباما مسلم يريد تحطيم الولايات المتحدة. وتعد المنطقة التي التقطت فيها الصورة جزءا من «دولة الصومال الكبرى» ويطلق عليها في كينيا «الاقليم الشمالي الشرقي وتضم «الدولة الكبرى» التي كان يحلم الصوماليون بتوحيدها ايام حكم الرئيس الصومالي الاسبق سياد بري، الصومال الحالي وأرض الصومال وجيبوتي واوغادين في اثيوبيا.

وقال مصدر في فريق حملة باراك اوباما الانتخابية لـ«الشرق الاوسط» إنه «لا أحد انتقد السيناتور هيلاري عندما ارتدت الزي المغربي (القفطان) اثناء زيارات متكررة للمغرب». ونفت ماغي ويليامز مديرة الحملة الانتخابية لهيلاري الاتهامات القائلة إن احد اعضاء الحملة هو الذي ارسل الصورة الى موقع «دراج ريبورت» الذي اشار الى ان لديه نسخة من رسالة بريد الكتروني ارسلها أحد اعضاء فريق هيلاري مع الصورة، لكن إدارة الموقع رفضت الافصاح عن اسم الشخص. وقالت ويليامز «رد فعل فريق باراك أوباما يثير حيرة الناخبين ويؤجج مشاعرهم، وإذا أرادت حملة أوباما الإيحاء بان صورة له بملابس كينية تقليدية تثير الانقسام فعلى أفراد الفريق أن يشعروا بالخزي والعار». وأضافت «لقد ارتدت هيلاري كلينتون الملابس التقليدية للبلاد التي زارتها، ووزعت صورها على نطاق واسع». وقال هوارد ولفسون المتحدث الصحافي باسم هيلاري: «أود التوضيح بجلاء لسنا معنيين بالأمر، وفريق الحملة لا يعرف اي شيء عن الموضوع». وأضاف: «لم يطلع أحدنا على رسالة البريد الالكتروني واذا استطاع اي شخص ان يقوم بتحقيق مستقل يبين ان الموقع اعتمد على رسالة ما، نحن سنرحب بذلك».

وانتقد ديفيد بلوف مدير حملة اوباما بدوره فريق حملة كيلنتون، وقال في هذا السياق: «انه الفريق الأكثر عارا والذي يؤجج العداء أكثر من اي طرف في هذه الانتخابات». وتحدث جنرال الجو المتقاعد سكوت غراتيون الذي رافق اوباما في رحلته الى كينيا عن ملابسات الموضوع، وقال إن السيناتور اوباما زار تلك المنطقة ليتعرف على الكيفية التي تنظم بها القبائل نفسها. وأوضح قائلا: «من أجل هذا الغرض منح السيناتور الزي الذي يقدم هدية للضيوف الكبار، لذلك أراد أوباما ان يرتديه وهو أمر نفعله جميعاً».

وفي موضوع آخر انتقدت هيلاري كيلنتون مواقف باراك اوباما في مجال السياسة الخارجية وقالت إنه «أهوج ومواقفه غير مستقرة». وقالت هيلاري «انه يتقلب من موقف الشخص الذي يعتقد ان الوساطات واللقاءات دون شروط مسبقة يمكنها ان تحل بعض مشاكل العالم المعقدة، الى الاعتقاد بكيفية هوجاء ان عملا عسكريا أحادي الجانب (ضد بعض الدول) دون التنسيق مع حلفائنا في أكثر مناطق العالم حساسية يمكن ان يحل المشاكل». وقالت هيلاري إن الولايات المتحدة تحتاج الى قيادة حكيمة في عالم خطر، مشيرة الى ان اوباما يحتاج الى «دليل يشتمل على تعليمات في السياسة الخارجية» لإبقاء اميركا آمنة، وقالت إن اوباما يشبه في هذا المضمار الرئيس الاميركي جورج بوش عندما تولى الحكم عام 2001.

وكان أوباما قد قال في وقت سابق إنه على استعداد للقاء مع قادة كوبا او ايران وجميع اعداء اميركا من دون شروط مسبقة، وانه على استعداد كذلك لارسال قوات اميركية الى باكستان اذا تأكد انها تمثل ملاذاً آمناً للارهابيين. وعقبت سوزان رايس كبيرة مستشاري أوباما للشؤون الخارجية على تصريحات هيلاري قائلة «بينت سيناتور نيويورك عن قصر نظر حول عدد من القضايا ويشمل ذلك تصويتها لصالح غزو العراق ومساندتها لمشروع قرار يعتبر الحرس الوطني الايراني منظمة ارهابية... ونحن نتطلع الى هيلاري كلينتون لتقدم لنا توضيحات لماذا وكيف كانت مواقفها خاطئة».