هاولز بحث تعاون بريطانيا مع السعودية لمكافحة الإرهاب وحماية إمدادات النفط

لندن: أخطأنا عندما صورنا العراق منقسماً بين شيعة وسنة وأكراد

TT

صرح وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط كيم هاولز بأن بلاده تتطلع للمزيد من التعاون مع السعودية في مواجهة الارهاب وحماية الامدادات النفطية من الهجمات، مضيفاً ان بامكان المملكة المتحدة ان تتعلم الكثير من برامج الرياض الخاصة باصلاح المدانين بقضايا ارهاب «عبر الحوار مع رجال الدين». والتقى هاولز بمجموعة من الصحافيين في لندن أمس ليتحدث عن زيارته الى السعودية وعمان حيث ناقش ابرز الملفات التي تخص الشرق الاوسط. وقال هاولز انه التقى بالأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي حيث تمت مناقشة «عملية السلام في الشرق الاوسط وعلاقة السعودية بالغرب بشكل عام وكيف يرى سمو الأمير تطور هذه العلاقة». ولفت الى ان «هناك قلقا كبيرا في السعودية إزاء تهريب الاشخاص من اليمن وتحدثنا عن سبل لتقوية الاقتصاد اليمني لتوفير فرص عمل للشباب اليمني». واكد هاولز ان بلاده ستعمل مع السعودية لدعم الاقتصاد اليمني. وأمنياً، لفت هاولز الى ان لقاءه بمساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز تناول سبل مكافحة الارهاب والتطرف. وقال: «كان من الواضح من خلال الحوار مع الأمير محمد بأن السعودية لديها رغبة كبيرة للتعاون مع شركاء اخرين لمكافحة الارهاب والتطرف». واضاف: «لديهم برنامج مهم في ما يخص تحدي الأفكار التي تؤثر على الشباب للالتحاق بالانظمة الارهابية». واوضح ان اللقاء بحث «التحديات المشتركة التي نواجهها من الارهاب وعمليات اجرام اخرى مثل تهريب الاشخاص والمخدارات». وتابع انه بحث مع الأمير محمد «سبل تعاوننا لصد عمليات الارهابيين والهجمات المحتملة ضد مصادر الطاقة». وأكد ان بالاضافة الى حماية الامدادات النفطية، تسعى بريطانياً لـ«ايجاد وسيلة لمحاورة الشباب بطريقة فكرية» كي لا ينجروا الى المنظمات المتطرفة. ومن جهة اخرى، عبر هاولز عن تفاؤله حول مستقبل العراق عقب زيارته اربيل وبغداد والبصرة الاسبوع الماضي، قائلاً: «الكلام الذي سمعته هناك مشجعاً جداً» في ما يخص المحافظة على وحدة العراق وتأسيس الاقاليم الجديدة فيه. واكد هاولز ان تأسيس الاقاليم الجديدة في العراق لن تكون على اسس طائفية وعرقية بين شيعة وسنة واكراد، قائلاً: «هذه التقسيمات خاطئة ومبنية على سوء فهم خاصة منا نحن في الغرب... فكان من السهل علينا النظر الى العراق بأنه منقسماً بين شيعة وسنة واكراد، والعراق ليس كذلك فكانت هذه طريقة كسولة وخاطئة لتعريف العراق». ورداً على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول التطور السياسي في العراق، قال هاولز: «الوضع تغير كثيراً هناك عما رأيته من 3 سنوات من الزيارات هناك»، موضحاً: «هناك انفتاح وتحدث عن نقل السلطة من المركز الى المحافظات وهناك اهتمام بالتجربة البريطانية وخاصة في ما يخص تفويض المجالس المحلية والبرلمان في ويلز واسكوتلندا وايرلندا الشمالية». واضاف: «انا متشجع جداً بسبب ذلك، فالكل الذي التقيته في اربيل اصروا على انهم عراقيون اولاً واكراد ثانياً ولكن لديهم امال كبيرة بان يديروا شؤونهم بأنفسهم». وعن التوغل التركي في العراق، قال هاولز: «لقد تحدث وزير الخارجية (البريطاني ديفيد ميليباند) مع نظيره التركي (علي بابجان) في هذا الشأن». واضاف: «علينا احترام الحدود العراقية ولكن علينا التشديد على العراقيين بأنه لا يمكن للدولة السياسية العراقية بأن تسمح للارهابيين باستخدام اراضيها لقتل الاخرين وعليهم فعل شيء بهذا الشأن». وتعليقاً على الزيارة المرتقبة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لبغداد، قال هاولز: «نحن نرحب بتوثيق العلاقات بين ايران والعراق، فالعقود الاخيرة من التاريخ السيئ ينبع من الحرب المأساوية بين البلدين، ولكن هناك ايضاً جهات من العلاقة تقلقني ايضاً ولقد عبرت عنها سابقاً». وأضاف: «ما أثار انتباهي في هذه الزيارة هو تعبير العراقيين، اكثر من اية مرة سبقت، عن رغبتهم في مواجهة الفكرة بأن العراق مقسم بين مصالح شيعية وسنية». وأضاف: «امل ان تكون ايران منتمية الى هذه الروح الجديدة»، موضحاً ان «مازالت هناك تقارير بأن بعض القنابل المستخدمة لديها بصمات تقنية حزب الله وبعض القادة الارهابيين في ايران، ولكن اتوقع ان ايران تتيقن بأنها بحاجة للتعايش مع جارتها ومن المشجع ان اعمال العنف اقل بكثير من مستويات العام الماضي». وعن لبنان، قال هاولز الذي التقى برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في لندن الاسبوع الماضي ان «الوضع يبدو صعباً جداً جداً» بعد ارجاء انتخاب رئيس لبناني مجدداً. واضاف: «لقد اصبحت شخصيات لديها نوايا حسنة تشعر بحيرة كبيرة من التأخير والتدخل في الشؤون اللبنانية من السوريين والايرانيين». وتابع: «لقاءاتي في مسقط والرياض وبغداد عكست تصورات حول صعوبة ذهاب قادة عرب الى القمة العربية من دون رئيس لبناني».