واشنطن تنفي وجود جدول زمني لتطبيع العلاقات مع الخرطوم

مبعوث الرئيس بوش يلتقي في الخرطوم الرئيس البشير ومساعديه ورئيس المخابرات

TT

أرسلت واشنطن والخرطوم إشارات متناقضة حول مسألة تطبيع العلاقات بين البلدين، ووصفت وزارة الخارجية الأميركية التقارير التي أفادت في الخرطوم بوضع جدول زمني لإعادة العلاقات بين البلدين بأنها «غير صحيحة». وقال توم كيسي، نائب المتحدث الصحافي باسم الخارجية الاميركية «هناك تقارير نسبت الى مسؤولين سودانيين قولهم بوجود جدول زمني جديد لتطبيع علاقات اميركا مع السودان وهذا ليس صحيحاً».

وكان دينق ألور، وزير الخارجية السوداني، أعلن من الخرطوم اول من أمس عن وجود جدول زمني لتطبيع العلاقات يمتد من 4 الى 6 اشهر، وأضاف أن «التطبيع من الممكن أن يتضمن اعادة السفير الأميركي الى السودان ورفع بعض العقوبات أو كلها وشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب». ووردت تصريحات ألور الذي زار واشنطن في وقت سابق من الشهر الحالي، يرافقه الدكتور مصطفى إسماعيل، مستشار الرئيس السوداني للشؤون الخارجية، بعد اجتماعه في الخرطوم مع ريتشارد وليامسون مبعوث الرئيس الأميركي جورج بوش للسودان.

ومن المقرر ان يلتقي وليامسون مع اسماعيل كذلك في الخرطوم، لكن معلومات توفرت في واشنطن تشير الى انه سيلتقي كذلك مع نافع على نافع، مستشار الرئيس السوداني الذي يتولى ملف دارفور، وكذلك مع صلاح عبد الله غوش، مدير جهاز المخابرات السودانية، كما سيستقبل من طرف الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وهو ما يؤشر الى ان الخرطوم تعتزم التعامل بايجابية مع اول زيارة يقوم بها مبعوث الرئيس الأميركي جورج بوش الجديد الى الخرطوم، وكان وليامسون خلف اندرو ناتسيوس الذي استقال في وقت سابق وانتقد معالجة إدارة بوش لأزمة دارفور.

لكن توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الأميركية حدد شروطاً أميركية لتطبيع العلاقات مع الخرطوم، وقال كاسي «إن موقف الادارة الاميركية من الامر (التطبيع) يبقى ثابتاً، ونحن نتوقع تحقيق تقدم في علاقاتنا الثنائية مع السودان، وذلك بازالة الحكومة السودانية المعوقات الموجودة وتتعاون تعاوناً كاملاً مع انتشار القوات الهجين بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، واتخاذ خطوات حاسمة لإيقاف العنف من طرف مليشيا الجنجويد وآخرين في دارفور، وهذه هي سياستنا على المدى الطويل». وقال كيسي إن وليامسون وصل الى الخرطوم يوم الاحد الماضي وفي جدول اعماله خلال اسبوع اللقاء مع مسؤولين سودانيين حكوميين ومسؤولين من الامم المتحدة وبعض الشركاء ومنظمات حكومية كما انه من المقرر ان يزور دارفور وجنوب السودان». وكان الوفد الحكومي السوداني الذي زار واشنطن منتصف الشهر الحالي والتقى وليامسون اضافة الى جنداي فريزر، مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الأفريقية، وكذلك جون نغروبونتي نائب الوزيرة، وتوجت لقاءات الوفد باللقاء مع كوندليزا رايس. وأحيطت اجتماعات الوفد بالتكتم، وطبقاً لمعلومات «الشرق الأوسط» طلب الجانب الأميركي من الوفد السوداني إبقاء الصحافة بعيداً عن هذه الاجتماعات وعدم الادلاء بتصريحات، على الرغم من ان مصادر الخارجية الأميركية ادلت بتصريحات مقتضبة عن تلك الاجتماعات، وفي هذا الصدد اشار اليها شين ماكورماك، المتحدث الصحافي باسم الخارجية الاميركية، اشارة مقتضبة خلال أحد لقاءاته اليومية مع المراسلين. والمرجح ان الوفد السوداني تلقى تطمينات شفوية بامكانية تطبيع العلاقات، وفي هذا السياق تم الاتفاق على ان يزور وليامسون الخرطوم لبحث بعض التفاصيل، لكن الملاحظ ان واشنطن ردت على أول تصريح حكومي سوداني حول وضع جدول زمني للتطبيع بكيفية سلبية حيث اكدت بجلاء عدم وجود أي اتفاق على التطبيع، على الرغم من ان واشنطن لم تحدد على وجه التحديد نوعية المعيقات التي تعرقل تحسين علاقات متردية.

وما تزال واشنطن تتعامل بمعايير متابينة مع حكومة الخرطوم وحكومة الجنوب، وفي المعلومات المتوفرة ان مسؤولين التقوا مصطفى عثمان اسماعيل بكيفية منفصلة عندما كان في واشنطن. وكانت سفارة السودان في واشنطن ممثلة في السفير جون أكيج شاركت في اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين، كما ان بعثة الجنوب في العاصمة الاميركية شاركت كذلك في تلك اللقاءات، لكن الجانبين تكتما حول ما دار في لقاءات واشنطن.