سائقو شاحنات: إذا أغلقت الحدود العراقية ـ التركية سيموت أولادنا جوعا

رجال أعمال: تجارتنا تواجه المخاطر بسبب الاجتياح التركي

جندي كردي يتحدث مع سائق شاحنة تركي يروم الدخول الى إقليم كردستان في نقطة حدودية بالقرب من زاخو أمس (رويترز)
TT

سيلوبي (تركيا) ـ رويترز: أقدم أزاد اوريك على مخاطرة عندما تخلى عن شواطئ تركيا على البحر الأبيض المتوسط من اجل انشاء شركة تصدير على الحدود مع العراق، لكنه يقول ان تجارته المزدهرة تواجه الان مخاطر نتيجة لهجوم الجيش التركي.

وتدفقت القوات التركية عبر الحدود الى العراق لشن حملة ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، ويخشى السكان الذين يقيمون في منطقة الحدود الجبلية من ان تؤدي هذه العملية الى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العميقة في جنوب شرق تركيا.

وقال اوريك (32 عاما) من مكتبه بأحد الشوارع الخلفية في بلدة سيلوبي التي تبعد بضعة كيلومترات عن بوابة الحدود العراقية في هابور «هذه العملية لها تأثير على الجميع، ليس اقتصاديا فحسب وانما نفسيا وماديا وروحيا».

وقال خليل ارسلان القروي السابق (43 عاما) الذي يمضي وقته بالجلوس في مقهى «الجميع هنا ضد هذه العملية. فهي لن تنهي المتاعب. الحل هو الاعتراف بالاكراد ومنحهم حقوقهم والمساواة». واستفاد كثيرون من عصب الحياة الاقتصادي الحيوي الذي يربط الاكراد في جنوب شرق تركيا باشقائهم عبر الحدود في العراق. وانشأ أوريك شركة يبلغ حجم نشاطها عدة ملايين من الدولارات ويتنوع من مقاومة الافات الى السياحة والصادرات وتصدير سلع تتراوح بين معجون الطماطم الى مستحضرات التجميل الى ما يصفه بأنه «بئر بلا قرار» في السوق العراقية.

وقفزت صادرات تركيا الى العراق بنسبة تسعة في المائة في العام الماضي الى 8. 2 مليار دولار وتأثيرها يمكن ادراكه في انحاء شمال العراق في شكل متاجر سوبرماركت وسلع استهلاكية وشركات انشاءات وتجار من انحاء تركيا. وبينما يشعر رجال الاعمال بالقلق بشأن التكاليف المالية لأحدث هجوم يشنه الجيش عبر الحدود يقول السكان المحليون ان حل المشكلة الكردية يمكن ان يتحقق فقط من خلال الحوار السياسي وليس من خلال عمل عسكري. وقال معروف ايكي نائب رئيس بلدية سيرناك المركز الاداري للاقليم الحدودي «على مدى سنوات عديدة عاش شعبنا مع هذه المعاناة وسط أصوات الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر التي تحلق فوق رؤوسنا». وقال «جرت عمليات كثيرة لكن لا يمكن حل المشاكل بالحرب وانما من خلال الديمقراطية فقط».

وقال ايكي ان الجهود القانونية لاغلاق حزب المجتمع الديمقراطي المؤيد للاكراد بتوجيه اتهامات له بأنه يساعد حزب العمال الكردستاني تضر بجهود في هذا الاتجاه مع تصاعد عدد القتلى في العراق.

ويقول سائقو الشاحنات الذين ينتظرون في طابور لدخول العراق عبر بوابة هابور ان المخاوف من دخول منطقة تشهد قتالا جديدا لا يفوقها سوى احتياجهم لاطعام عائلاتهم.

وقال يوسف دوراك (26 عاما) وهو يستعد لقيادة شاحنة نفط الى القوات الاميركية في تكريت «انني مذعور لكنني مسؤول عن اطعام 13 شخصا في عائلتي لذلك ليس لدي خيار. اذا اغلقت البوابة فاننا سنجوع».