الجيش الأميركي يعتقل صحافيا عراقيا يعمل في قناة فضائية يملكها الحكيم

مسؤول أميركي أفاد بأن الصحافي يملك معلومات عن أنشطة «إجرامية» تدعمها إيران

TT

قال الجيش الاميركي أمس إنه احتجز صحافيا يعمل في قناة «الفرات» الفضائية التي يمولها المجلس الاعلى الاسلامي العراقي بزعامة عبد العزيز الحكيم، لانه قد يملك معلومات عن «أنشطة إجرامية ترعاها ايران». وأدان المجلس الاعلى عملية الاعتقال ووصف ما حصل بانه «نكبة». ويتهم الجيش الاميركي ايران بتمويل وتسليح ميليشيات شيعية «مارقة» تشن هجمات على القوات الاميركية والعراقية وهو اتهام تنفيه طهران. وشدد الجيش الاميركي من حملته لقتل او اعتقال أفراد هذه الميليشيات.

واعتقل حافظ البشارة مدير الاخبار والبرامج السياسية في قناة «الفرات» التلفزيونية اثناء مداهمة لمنزله كما اعتقل ابنه الذي يتهمه الجيش بمهاجمة قوات اميركية وعراقية والانتماء الى جماعات تدعمها ايران. وقال الجيش الاميركي في بادئ الامر إن البشارة احتجز بعد العثور على سلاح آلي غير مرخص في بيته.

وفي رسالة بالبريد الالكتروني ردا على اسئلة وجههتا وكالة رويترز قال الجيش الاميركي ان البشارة احتجز في عملية لاعتقال ابنه الذي ذكر بيان سابق انه يشتبه في انه عضو مخابرات في ميليشيا.

وقال الميجر براد ليتون المتحدث باسم الجيش الاميركي «قدرت قوات التحالف أنه (البشارة) لديه معلومات مهمة عن انشطة اجرامية ترعاها ايران واحتجز».

وصرح ليتون بانه سيتم استجواب الصحافي العراقي خلال اليومين او الثلاثة القادمين لتحديد حجم تورطه. وأضاف ليتون «إذا لم يكن هناك سبب محتمل يربط بينه وبين الانشطة الاجرامية سيطلق سراحه (البشارة) في أسرع وقت ممكن».

وقال الجيش الاميركي في بيان سابق انه يشتبه في ان ابن البشارة هو عضو مخابرات «للجماعات الخاصة» وهو تعبير يستخدمه الجيش الاميركي للاشارة الى خلايا تدعمها ايران وانه ساعد في هجمات ضد القوات الاميركية والعراقية.

وطالبت نقابة الصحافيين العراقيين باطلاق سراح البشارة وانتقدت المداهمة التي قام بها الجيش الاميركي والتي تضمنت ايضا تفتيشا لمكاتب قناة «الفرات» في حي الكرادة بوسط بغداد في وقت متأخر من ليل الجمعة. وقال جبار طراد نائب رئيس النقابة ان الصحافيين العراقيين يدينون القوات الاميركية لإغارتها على مؤسسة اعلامية عراقية، قائلا ان هذه المؤسسات يحميها الدستور. ويمتلك قناة «الفرات» المجلس الاعلى الاسلامي العراقي اكبر الاحزاب الشيعية في حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ويتزعمه عبد العزيز الحكيم، وهو واحد من اكثر السياسيين العراقيين تأثيرا الذي تتودد اليه واشنطن، واجتمع مع الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض في نوفمبر (تشرين الثاني).

ومن جهته، قال احمد شاكر، معاون مدير الاخبار السياسية في قناة «الفرات» الفضائية انه قبل ايام داهمت القوات الاميركية قناة «الفرات» الفضائية وسبق المداهمة تطويق للمنطقة التي تقع فيها القناة ببغداد وبعد نصف ساعة تمت مداهمة منزل مدير الاخبار حافظ. وقال شاكر لـ«الشرق الاوسط» ان ابن مدير الاخبار وهو طالب جامعي اعتقل ايضا مع والده وانه هو المستهدف وتمت مداهمة منزله واعتقل والده معه «وهي مجرد تحقيقات وسيتم الافراج عنهم بعدها». ومن جهته، قال الشيخ جلال الدين الصغير، القيادي في المجلس الاعلى، لـ«الشرق الاوسط» انه «مهما يكن سبب الاعتقال كنا نريد في مثل هكذا قضايا ان تأخذ الاجراءات الامنية مداها، فضلاً عن قيام القوات الامنية العراقية بالمهمة ووفقاً للقانون العراقي ومن ثم احالتها الى القضاء العراقي». وقال الصغير ان الاعتقال من قبل الاميركيين يعد «انتهاكاً للمؤسسات العراقية ولا يعطي رسالة خير». واعتبر الاجراءات الاميركية «نكبة من نكبات ما يحدث في البلاد».