الجيش الأميركي يبقي 140 ألفا من جنوده في العراق

وزارة الدفاع الأميركية ترشح جنرالا جديدا بدلا من بترايوس نهاية العام

جنود أميركيون ينفذون دورية راجلة في العراق (أ.ف.ب)
TT

أعلن الجنرال كارتر هام، المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الاميركية، أن نحو 140 الف جندي اميركي سيكونون في العراق في اواخر يوليو (تموز) المقبل بعد مغادرة خمسة الوية مقاتلة العراق، اي اكثر من عدد الجنود الذين كانوا في هذا البلد قبل ارسال التعزيزات اليه في يناير (كانون الثاني) 2007.فيما سيرشح جنرالا جديدا لقيادة القوات الأميركية في العراق بدلا من الجنرال بترايوس نهاية العام الحالي.

وقال هذا الجنرال الاميركي في مؤتمر صحافي «في العراق نخطط لكي يكون لنا نحو 140 ألف جندي على الارض في يوليو (تموز)» المقبل. واضاف الجنرال هام مدير العمليات في قيادة اركان الجيوش الاميركية: «وهذا العدد اكبر مما كان لدينا عندما باشرنا ارسال التعزيزات».

وكان عدد الجنود الاميركيين في العراق 132 الفا عندما اتخذ الرئيس الاميركي جورج بوش في يناير (كانون الثاني) 2007 قرار ارسال خمسة ألوية مقاتلة اضافية لتسهيل فرض الأمن في العاصمة العراقية خصوصا، وتمهيد الطريق امام المصالحة السياسية بين الاطراف العراقية. واضاف الجنرال هام «ان تخفيضات اخرى ستحصل» في عديد القوات، لكنه اشار الى انه «من المبكر» الحديث «عن التوقيت والوتيرة» بخصوص هذه الانسحابات، مؤكدا ان الامر يبقى «مرتبطا بالاوضاع على الارض».

وينتشر حاليا في العراق نحو 158 الف جندي، في حين ان العدد الاقصى الذي وصلت اليه القوات الاميركية في العراق هو 170 الف جندي. من جهة أخرى، يبدو أن الجنرال بيتر تشياريلي هو الأكثر احتمالا في ان يكون الضابط الذي يخلف الجنرال ديفيد بترايوس كقائد اعلى للقوات الأميركية في العراق في نهاية العام الحالي، ذلك أن المرشحين الآخرين قد رشحا مؤخرا لموقعين كبيرين في المؤسسة العسكرية الأميركية، حسب ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.

ومنذ توليه منصبه في العراق في فبراير(شباط) 2007 اصبح بترايوس وجها لمسعى الحرب، إذ يتلقى احتراما غير مألوف من البيت الأبيض ويستخدم شهادة رفيعة المستوى في سبتمبر الماضي للوقوف بوجه مساعي الديمقراطيين الرامية الى تقليص الوجود الأميركي في العراق. وقد أشار بترايوس، الذي ينسب اليه على نطاق واسع النجاح الذي حققته «زيادة» القوات التي أدت الى تقليص كبير للعنف في العراق العام الماضي، الى الاهتمام بالانتقال في وقت ما من العام الحالي الى قيادة الجيش الأميركي في أوروبا، حيث يمكنه أن يحاول تجديد وتنشيط حلف الناتو.

وقد رشح الجنرال ستانلي ماكريستال، الضابط المتمرس في العمليات الخاصة الذي اعتبره كبار المسؤولين في ادارة بوش خليفة محتملا لبترايوس في العراق، لكي يكون مديرا لهيئة الأركان المشتركة، وفقا لما أعلنه البنتاغون أول من امس. وذلك منصب رئيسي في اطار البنتاغون على الرغم من أنه ليس بأهمية القائد الأميركي الأعلى للحرب في العراق.

أما المرشح الآخر المحتمل الذي ناقش أمره مسؤولو الادارة فهو الجنرال مارتن ديمبسي؛ فقد رشح في وقت مبكر من الشهر الحالي ليكون القائد الأميركي الأعلى في أوروبا. ويعمل ديمبسي حاليا كمساعد لقائد القيادة الوسطى التي تقع الشرق الأوسط ضمن مسؤوليتها.

وترأس تشياريلي، الذي يعتبر حاليا كبير المساعدين العسكريين لوزير الدفاع روبرت غيتس، فرقة الفرسان الأولى في العراق عام 2004 وأوائل عام 2005، وكان عندئذ المسؤول العسكري الثاني في العراق عام 2006، قبل الجنرال رايموند أوديرنو. وتختلط الآراء في داخل الجيش حيث يشير بعض الضباط الى ان تشياريلي واحد من المدافعين الأوائل عن تغيير الاتجاه في العراق وتبني أساليب كلاسيكية في مكافحة التمرد، بينما يقول آخرون انه في جولته الثانية كان يقف على رأس استراتيجية فاشلة بينما كان العنف يتفاقم. وما يزال بعض المطلعين المتنفذين يؤيدون أن يحل أوديرنو، الذي رشح مؤخرا ليصبح نائب رئيس اركان الجيش، محل بترايوس في وقت لاحق من العام الحالي.

ومن المحتمل أن يؤدي ترشيح ماكريستال الى زيادة تركيز الأركان المشتركة على العراق. وقضى ماكريستال معظم السنوات السبع الماضية في العراق، على الرغم من أنه كلف بمهام في قاعدة فورت براغ بنروث كارولاينا. ويتمتع بذكاء حاد وحسن قوي بعملية التنسيق بين الوكالات المختلفة، وفقا لما قاله كولونيل الجيش المتقاعد روجر كارستينز، الضابط السابق في القوات الخاصة الذي عمل مستشارا لقوات مكافحة الارهاب العراقية ببغداد.