إسرائيل تقرر بناء جدار بطول 85 كيلومترا بينها وبين مصر

TT

أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، ان وزارته سترصد مبلغ 100 مليون دولار لبناء جدار على الحدود بين اسرائيل ومصر (بين صحراء النقب وصحراء سيناء)، بطول 85 كيلومترا، لحماية هذه الحدود من عمليات التهريب والتسريب. وقال باراك، خلال زيارة ميدانية الى المنطقة، أمس، ان الجدار سيكون جاهزا في غضون سنتين. وسيبنى بالتنسيق مع السلطات المصرية. واعتبر ان هذا الجدار هو الحل الأمثل لوقف عمليات التهريب الخطيرة الجارية حاليا، التي يتم في اطارها تسرب مسلحين فلسطينيين وادخال الأسلحة والذخيرة والاتجار بالنساء والمخدرات وتسلل المهاجرين الأفارقة من السودان وأريتريا وغيرهما الى اسرائيل.

وسئل باراك عن بقية الحدود، حيث ان طول الحدود يصل الى 380 كيلومترا، فأجاب ان القرار يتعلق حاليا بالمناطق التي يمر فيها المهربون وهي بالأساس المنطقة القريبة من قطاع غزة ومنطقة خليج العقبة. وأكد ان بقية الحدود ستغلق أيضا، إذا استخدمت للتهريب. وينسجم هذا القرار مع تصريحات للجنرال عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، أمس، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، قال فيها ان «تنظيمات الجهاد الارهابية العربية والايرانية وغيرها، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة، تمكنت من استغلال الفوضى التي احدثتها حماس، وأدخلت الى غزة مجموعة كبيرة من خبراء التفجيرات والمهندسين والانتحاريين والمدربين العسكريين، وهؤلاء يعدون لتنفيذ عمليات تفجير كبرى في اسرائيل أو ضد أهداف اسرائيلية في المنطقة».

واضاف يدلين ان استخباراته تقدر أن يستخدم حزب الله اللبناني هذه القوات لتنفيذ عملية ارهاب ضخمة، أو عدة عمليات في آن واحد، بعد انتهاء فترة الحداد على عماد مغنية، وعلى اسرائيل أن تكون جاهزة لذلك. ولكن من غير المستبعد ان يتم الثأر قبل ذلك أيضا حسب قوله. وأضاف: «نحن نبني تقديراتنا على التجارب مع حزب الله. فمعظم التجارب دلت على انهم ينتقمون بعد انتهاء الحداد. ولكن في سنة 1992، انتقموا لاغتيال قائدهم عباس موسوي، بعد 30 يوما فقط بتفجير السفارة الاسرائيلية في الأرجنتين ولم ينتظروا 40 يوما». وعندما سئل عن سبب الثأر من اسرائيل بالذات، مع أنه نسب الى أرملة مغنية اتهام عناصر في سورية وفي حزب الله باغتياله، أجاب يدلين ان «اتهام اسرائيل والانتقام منها هو الأسهل على هذا النوع من التنظيمات وعلى ايران التي تقف وراءها».

وادعى يدلين ان حزب الله يستصعب القيام بعمليات من الحدود الشمالية لأن حرب لبنان الأخيرة في صيف 2006 أوجدت قوة ردع اسرائيلية قوية وتوازنات في غير صالح هذا الحزب. ولذلك سيكون أسهل عليه توجيه الضربة من الجنوب بواسطة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية وأذرع القاعدة التي تسللت الى قطاع غزة حسب زعمه. وايران تدعم حزب الله في هذا التوجه وتدفعه الى تنفيذ عمليات في أسرع وقت، لأنها تريد اشعال المنطقة هنا لاشغال العالم عن خطتها النووية. وقال يدلين ان التقديرات الاسرائيلية ازاء ايران انها ستستطيع الوصول الى انتاج أسلحة نووية فاعلة في الفترة ما بين 10 و15 سنة. ونصح بأن لا يستمر الاسرائيليون في الحديث عن اختلافات في التقدير بين اسرائيل والولايات المتحدة في هذا الموضوع، «لأن تقديراتنا ليست بعيدة عن تقديراتهم».

من جهة ثانية، أخبر قادة الجيش الاسرائيلي في لواء الوسط رئيس الدولة، شيمعون بيريس، الذي قام بزيارتهم أمس، ان التنظيمات المسلحة الفلسطينية في الضفة الغربية، بدأت تسعى لصنع صواريخ محلية لاستخدامها في قصف المدن الاسرائيلية في منطقة الوسط. وعرضوا عليه بعض القطع الحديدية لقذائف حاولوا صنعها في الضفة الغربية وبقايا قذيفتين كان الفلسطينيون قد أطلقوهما في فترتين متباعدتين على مستوطنة «شكيد» قرب نابلس وعلى البلدات الاسرائيلية «تعناخيم» الواقعة شمال الضفة الغربية (على بعد خمسة كيلومترات من جنين).