السعودية: جراحات إعادة تصنيع «الثدي» تنعش آمال المصابات بالسرطان

فيما تصاب به نحو مليون امرأة سنويا في العالم

TT

تماما كصورة من نصفين أحدهما «مهترئ» والآخر لم تطله يد التعرية، كانت الصور التي فاجأ بها مختصون في مجال جراحات إعادة تصنيع الثدي، بين صور تبين حجم التلف بسبب الاصابة بالسرطان، وأخرى لسيدات قمن بإجراء جراحة تجميلية لاعادة تصنيع الثدي عن طريق الليزر.

الحضور من الجنسين مساء أول من أمس، في أحد المراكز العلاجية في جدة، كانوا أمام عرض حي لحجم التطور الذي لحق بأحد أكثر الأجزاء حساسية لدى السيدات عند الاصابة بالأورام السرطانية، ويعتبر اتخاذ قرار ازالة الثدي للسيطرة على انتشار المرض، من أكثر القرارات «مصيرية» و«صعوبة» ويحتاج لتأهيل نفسي قبل وبعد اجراء العملية.

وطرح البروفيسور ريتشارد ليندر، رئيس قسم الجراحة في كلية الطب بباريس، تقنية جديدة تطبق لأول مرة في السعودية في مجال إجراء العمليات التجميلية للثدي نتيجة إصابته بالأورام الحميدة والخبيثة، مضيفا أن التقنية الجديدة تستند إلى استخدام الليزر المتقدم في إجراء هذه العمليات خاصة الأورام وعلاجات الحروق المتقدمة وعمليات تنسيق الصدر ومناطق البطن بسبب السمنة المفرطة التي ترتفع نسبتها في المجتمعات الخليجية.

ولفت إلى أن ارتفاع نسبة المصابات بسرطان الثدي أدى إلى وجود أبحاث ودراسات علمية ساهمت في إعادة الثقة للمرأة المصابة بعد إجراء عمليات الاستئصال، حيث أصبح بالإمكان إعادة تصنيع الثدي بعد الاستئصال باستخدام تقنيات طبية متقدمة جدا عن طريق الليزر، مشيرا إلى أن نسبة نجاح هذه العمليات عالية جدا وأن عالم الجراحات حقق نجاحات كبيرة في هذا المجال.

من جهته قال الدكتور ضياء ذياب، استشاري الجراحات، إن أورام الثدي تتصدر المرتبة الأولى من بين أنواع السرطان الأخرى التي تصيب السعوديات بنسبة تقدر بنحو 19 في المائة. وأشار إلى أن المنطقة الشرقية تحتل المركز الأول في نسبة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 22 في المائة، ثم الرياض بنسبة 17.5 في المائة، ثم تليها مكة المكرمة وتبوك والقصيم.

وأشار إلى أن الإحصاءات تؤكد أن حوالي 9 في المائة من نساء العالم معرضات للإصابة بأورام سرطانية، وأن هناك مليون حالة تظهر سنويا مصابة بالمرض، وأن معدل الوفاة وصل إلى 400 ألف امرأة، وأوضح رئيس اللجنة المنظمة أن أكثر من 40 في المائة من النساء السعوديات المصابات بسرطان الثدي، لا يكتشف لديهن المرض إلا في مراحل متقدمة جدا، المرحلة الثالثة.

من جهته، نصح الدكتور ياسر بدوري، استشاري الجراحة وزميل الكلية الملكية في بريطانيا، النساء من سن 40 إلى 69 سنة، بضرورة الكشف على الثدي مرة واحدة على الأقل سنويا، إضافة إلى الفحص الذاتي مرة كل شهر.

وأضاف أن من أبرز الأعراض وجود كتلة في الثدي أو ورم في الجهة اليمنى أو العلوية أو وجود الإفرازات الدموية في حلمة الثدي أو وجود الأورام الليمفاوية تحت الإبط أو وجود أعراض عامة مثل فقدان الشهية وضيق التنفس.

وتم عرض عدد من العمليات الجراحية في مجال إعادة بناء الثدي بعد الاستئصال والطرق الطبية الحديثة الأكثر استخداما في العالم.

وكانت بدأت أمس الأول فعاليات الندوة العلمية الأولى عن جراحات الأورام الحميدة والخبيثة للثدي، التي تنظمها وحدة أمراض وجراحات الثدي بجدة، بحضور الدكتور ريتشارد لندر، رئيس قسم الجراحة في كلية الطب بباريس، ومشاركة أكثر من 100 من الأطباء والطبيبات والمتخصصات في مجال جراحات الأورام من مختلف المستشفيات الحكومية في إطار مساهمة السعودية في البرامج التوعوية والتثقيفية والعلاجية لمكافحة ومواجهة أمراض السرطان.