يبدو أن الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب والأحجار الكريمة الذي بلغ أعلى مدى له، الثلاثاء الماضي، منذ 25 عاماً، ساهم في تحويل أنظار السعوديات عن بريق واجهات محلات الذهب والألماس إلى وجهة أكثر واقعية وثباتاً وربما أكثر إغراءً بربح سريع وقطاع نشط وحيوي قابل للنمو، ليتخذن من أركان وأجنحة معرض جدة للعقار والإسكان محطة للتسوق وإمعان التفكير في استثمار جديد.
الاهتمام غير المسبوق والتوجه إلى سوق العقار والاستفادة من برامج التمويل التي تتيحها البنوك وشركات العقار، الذي بدا جليا في المعرض، أشار إليه الكثير من زواره ومن المشاركين فيه على حد سواء، وتراوحت اهتمامات السيدات بين الأراضي في مناطق بعيدة وذات بعد استثماري، والوحدات السكنية بكافة أنواعها، إلا أن مدير التسويق في شركة كيان العقارية، إياد الحاطي علق بدوره على أن المشاركة النسائية لا تزال بسيطة نسبياً بالمقارنة مع حضور الرجل في هذه القطاعات.
وأرجع حاطي ذلك إلى كون أنه وعلى الرغم من أن السيدات لديهن توجه كبير ورؤوس أموال نائمة، إلا أنهن لسن صاحبات قرار، وتنقصهن الخبرة في مجال العقار، وهو ما يجعل الرجال أكثر إقبالا منهن، وفي الوقت نفسه فإن مشاركة السيدات في جدة وتوجههن للاستثمارات العقارية أكبر من بقية المناطق وهو أمر مثبت بالإحصاءات التي توضح ارتفاعا كبيرا في مشاركة السيدات في المعرض وهذا القطاع منذ 5 أعوام، وهو ما دفع شركته وغيرها من الشركات العاملة في مجال العقار إلى افتتاح أقسام نسائية خاصة لتسويق الأصول الثابتة كالأراضي، وحتى الوحدات السكنية للسيدات.
وأشار إلى أن إقبال السيدات في المعرض يمكن أن يوصف بالإقبال العائلي، حيث تزور العائلة ككل المعرض وتفكر في قرار الاستثمار العقاري بشكل جماعي، أكثر من كونه قرارا مستقلا للسيدة، إلا أن هذا لا يمنع من التنبؤ بأن تظهر السيدات كقوة قادمة لا يستهان بها في السنوات القليلة المقبلة في مجال العقار والاستثمارات العقارية وفقاً للإحصاءات كما يقول حاطي.
إحدى زائرات المعرض، منى الحربي، وهي معلمة، أكدت اهتمامها بمجال العقار لكونه قطاعا نشطا وأرباحه كبيرة، وكشفت عن هدفها الحقيقي في التجول في أرجاء المعرض بحثاً عن صفقة جيدة، لشراء شقة خاصة بها ترغب في استثمارها عن طريق تأجيرها، ولفتت إلى أن الكثير من صديقاتها وزميلاتها في العمل يلجأن إلى هذا الخيار كنوع من أنواع الاستثمار المريح والمضمون، وهو الأمر الذي لفت انتباه المسوقين العقاريين أيضاً وجعلهم أكثر اهتماماً بالزائرات. وعلى الرغم من إدراج محاضرات توعوية وتثقيفية في مجالات البناء والهندسة والجدوى الاستثمارية والاقتصادية للقطاعات العقارية المنتعشة، إلا أن اهتمام الزائرات بدا محصوراً بالمعرض واستكشاف الفرص المتاحة عبر زيارة الأركان والأجنحة المختلفة لكبريات شركات العقار، وهو ما علله أحد المهندسين المشاركين في المعرض بأنه توجه المشتري المعتاد، ونمطه، في حين أن الاهتمام بفحوى المحاضرات الهندسية أمر يسترعي اهتمام المهندسين، والمطورين العقاريين والمختصين بالبناء، والمقاولين أكثر.