سعودي يقص شريط تصنيع السيارات «الوطنية»

أول مشروع شخصي من نوعه.. عبر ورشة «منزلية» وبتكلفة تجاوزت الـ 90 ألف ريال

أيمن الخليفة فخور بسيارته وينوي تطوير موهبته في هذا المجال
TT

ليست سيارة من كرتون أو بلاستيك، بل هي حقيقية صنعها الشاب أيمن الخليفة، كأول مشروع تقني شخصي من نوعه في السعودية، أخذ من عمره نحو 4 سنوات، فيما بلغت التكاليف الإجمالية التي تكبدها لإنجازه نحو 90 ألف ريال.

وذكر أيمن الخليفة لـ«الشرق الأوسط»، إن مشروعه هذا جاء بدافع الهواية والرغبة في التعلم والابتكار، موضحاً أنه أصبح الآن يمتلك ورشة «منزلية» مهيأة بالكامل لإنتاج مجموعة أخرى من السيارات، ومضيفاً أنه يعمل الآن على تصنيع سيارتين برؤية مختلفة ورغبة في الابتكار وترك بصمة «تقنية» مميزة. وبيـَّن أن مشروعه الأول هذا عُرض في العام الماضي خلال معرض للسيارات أقيم في المنطقة الشرقية، حيث جذبت سيارته اهتمام مجموعة من الزوار، مؤكداً أنه سيشارك أيضاً خلال الفترة المقبلة في معرض آخر متخصص في السيارات، من المنتظر إقامته في جدة.

وبدا الخليفة الحاصل على شهادة الثانوية العامة إضافة لمجموعة مختلفة من الدورات، محبطاً مما أسماه «تجاهل» المعنيين والمهتمين بموهبته، نافياً أن يكون قد تلقى أي عرض من إحدى الشركات والمؤسسات المختصة بمجال هوايته، ومتعجباً من حجم الاحتياج الكبير المعلن عنه لحاجة سوق العمل السعودي إلى شباب متخصصين بتصنيع وتقنية وصيانة السيارات، مضيفاً بأن تمويل مشروعه الأول الذي تخطى حدود الـ90 ألف ريال كان بدعم مباشر من والده الذي آمن بقدراته، إلى جانب أصحابه الذين ساعدوه على تخطي بعض المعوقات.

وكانت محافظة سيهات (شرق السعودية) قد احتفت بابنها الخليفة أخيراً عبر المواقع الإلكترونية والملتقيات التي عرضت صور السيارة التي قام بتصنيعها، فيما أرجع الخليفة شكره وامتنانه لأبناء مدينته، معبراً عن طموحه بأن تكون هناك مشاريع وطاقات سعودية قادمة على نطاق أكبر في هذا المجال، إلى الحد الذي يمكن الافتخار فيه بإنتاج وتصنيع سيارات على مستوى عالمي من المواصفات وجديرة بختم «صنع في السعودية»، لتكون مطلوبة في كل دول العالم، بحسب قوله.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة المدن الصناعية مطلع الشهر الماضي عن اتفاق مع الشركة الخليجية لصناعة السيارات على إنشاء أول مصنع لصناعة السيارات في السعودية، بهدف إضافة قوة للاقتصاد الوطني وتنويع تعدد مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على مصادر محدودة وإتاحة الفرص للشباب في الإنجاز، الإبداع، العمل والتعلم فضلا عن توفير الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة، ومن المتوقع أن تنشأ عدة مصانع للسيارات في السعودية خلال العشرة أعوام المقبلة.

جدير بالذكر أن أحدث الاحصاءات كشفت أن احتياج سوق العمل السعودي يصل إلى أكثر من 50 ألف شاب للعمل في مراكز تقنية وصيانة السيارات في المرحلة المقبلة، وأن خطط التنمية المقبلة تحتاج إلى توعية الشباب إلى التوجه للعمل التقني باعتبار أنه لا يقل أهمية عن التخصصات الاخرى التي تعد الاطباء والطيارين والمهندسين. فيما وصل عدد طلاب المعهد العالي السعودي الياباني إلى أكثر من 210 طلاب بدأوا الشهر الماضي التدريب على رأس العمل ولمدة ثمانية أسابيع في مراكز صيانة وتقنية السيارات في أكثر من 26 مدينة سعودية.