خوزيه ثاباتيرو.. قانوني أقرب الى الولاية الثانية

ثاباتيرو يدلي بصوته في الانتخابات امس (إ.ب.ا)
TT

ترأس خوزيه لويس رودريغيز ثاباتيرو مجلس الوزراء الاسباني منذ 14 مارس (اذار) 2004 عندما فاز «حزب العمال الاشتراكي الاسباني» الذي يتزعمه بالانتخابات العامة، منهيا ولايتين متتاليتين ?«حزب الشعب» (المحافظ) بزعامة رئيس الوزراء السابق خوزيه ماريا أثنار.

ولد ثاباتيرو في 4 أغسطس (اب) 1960 في فالادوليد، وهي مدينة صناعية في شمال وسط اسبانيا، لأبيه المحامي خوان غارثيا ـ لوزانو، وأمه بيريفيكاثيون ثاباتيرو. ونشأ في ليون، عاصمة الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه في شمال غرب البلاد وحيث منشأ أسرته الميسورة واليسارية التوجه على تعاقب أجيالها. وله شقيق أكبر يدعى خوان.

عام 1966 بدأ ثاباتيرو تعليمه الابتدائي في مدرسة دينية. وفي 1970 التحق بكلية ليونيث، المدرسة الثانوية الخاصة الوحيدة في ليون وقتها. ثم درس القانون في جامعة ليون التي تخرج فيها عام 1982. وبعد تخرجه عمل محاضرا مساعدا في القانون الدستوري في الجامعة نفسها حتى عام 1986. لكنه كان يدرّس فيها جزءا من الوقت بلا أجر حتى 1991 عندما قرر المستشارون القانونيون للجامعة، ان وضعه كمحاضر يتضارب مع وضعه نائبا في البرلمان (انتخب اليه في 1986). وقد ظل يقول إن حبه للسياسة لا يعدله الا حبه للبحث والتدريس.

وعام 1981 التقى ثاباتيرو بسونسوليس اسبنوزا في ليون للمرة الأولى. وتزوجها في 27 يناير (كانون الثاني) 1990. فأنجبت له بنتين هما لورا (عام 1993) وألبا (1995). ويذكر ان ثاباتيرو لم يخضع للتجنيد العسكري (الإجباري بموجب القانون الاسباني) بسبب وضعه كطالب جامعي ثم محاضر مساعد ثم محاضر فنائب برلماني. انخرط ثاباتيرو في صفوف الاشتراكيين/ الشيوعيين منذ سن السادسة عشرة وشارك في حملتهم في أول انتخابات ديمقراطية بعد حكم الجنرال فرانكو في 1977. وتمرس في العمل الحزبي بحيث انتخب عام 1986 الى برلمان ليون الإقليمي ليصبح العضو الأصغر سنا فيه. وأعيد انتخابه في انتخابات الأعوام 1989 و1993 و1996 و2000.

وفي 1988 انتخب سكرتيرا عاما إقليميا لحزب العمال الاشتراكي في ليون. وأظهر كفاءة عالية في هذا المنصب فأعيد انتخابه بأغلبيتن كاسحتين في كل من انتخابات 1994 و1997. وفي الانتخابات العامة في مارس 2000، خسر الحزب للمرة الثانية على التوالي أمام «حزب الشعب». وبعد أربعة أشهر أعلن ثاباتيرو ترشحه لمنصب السكرتير العام الفيدرالي لحزبه. ففاز بالتزكية وتلقى التهاني فورا من زعماء الكتل الاشتراكية الأوروبية وعلى رأسهم رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان، والمستشار الألماني غيرهارد شرودر، إضافة الى خصمه السياسي خوزيه ماريا أثنار. في 11 مارس 2004 ـ قبل ثلاثة أيام من إجراء الانتخابات العامة ـ شهدت اسبانيا أسوأ عملية إرهابية في تاريخها الحديث عندما فجرت قنابل في عدد من قطارات الركاب مما أدى الى مقتل 191 شخصا وجرح مئات آخرين. وألقيت اللائمة أولا على منظمة «ايتا» الإرهابية التي تسعى لاستقلال إقليم الباسك. لكن شريط كاسيت مسجلا بالعربية عثر عليه قرب إحدى محطات القطار قاد الى الكشف عن ان «القاعدة» هي المسؤولة، وأن العملية جاءت انتقاما لوجود قوات اسبانية في العراق. عندها جدد ثاباتيرو، على خلفية الصدمة والغضب اللذين اجتاحا البلاد، معارضته حرب العراق ووعده بأنه سيسحب القوات الاسبانية (وقوامها 1300 مقاتل) في حال فوزه.. وهو ما حدث. بعد تسلمه رئاسة الوزراء في 15 مارس 2004 ركز ثاباتيرو جهوده الداخلية على إيجاد حلول للقضايا الاجتماعية الشائكة بما فيها الطلاق، وتشكيل محاكم خاصة للنظر في جرائم العنف ضد النساء، وزواج المثليين، وقانون الكفالة الرامي لمساعة المعوزين وغير القادرين على الاعتماد على أنفسهم في توفير معيشتهم اليومية، وتقنين أوضاع المهاجرين غير الشرعيين.

* وحدة ابحاث «الشرق الأوسط»