قائد بـ«القسام» يؤكد إرسال مقاتلين للتدريب في إيران تحت إشراف الحرس الثوري

التقرير الاستخباراتي الإسرائيلي يرسم صورة قاتمة ويعتبر إيران التهديد الرئيسي

TT

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، انه تتوفر لدى اسرائيل «لردود الملائمة، والخبرة والقوة والبسالة» للتعامل مع جميع المخاطر والتهديدات التي تحدق بها. وقال أولمرت في مستهل جلسة الحكومة الاسرائيلية امس ان بلاده قادرة على مواجهة كل التهديدات وكل الأخطار المتعلقة بأمنها وأمن مواطنيها». وجاءت اقوال اولمرت بعد ساعات من تصريحات اخرى له، توعد خلالها، بتحقيق «الردع» في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية «على غرار ما تحقق أمام المقاومة اللبنانية». رغم انه، لم يستبعد كذلك «الخيار الدبلوماسي».

وزعم أولمرت، أنه حقق الردع في لبنان، بدليل وقف إطلاق الصواريخ خلال الثمانية عشر شهرا الماضية، وقال مساء السبت، في احتفالية بمسرح «حولون» بمناسبة حلول يوم المرأة الدولي«هناك علاقة مباشرة بين إطلاق الصواريخ والعملية. فكلاهما يهدفان إلى تحويل حياتنا إلى حياة غير محتملة ومنغصه، ولكن هذا لن يحدث. وتابع «كما حققنا ردعا مقابل حزب الله الذي لم يجرؤ على إطلاق حتى ولو صاروخ واحد في الثمانية عشر شهررا الأخيرة لأنه يعرف ماذا سيكلفه ذلك. سنحقق الردع مقابل عصابات القتل، ومقابل حماس».

واتهم اولمرت جهات لم يسمها بالعمل على منع التوصل الى السلام، قائلا «هناك من يسعون لمنعنا من فرصة التوصل إلى سلام، إلا أننا مررنا بفترات أصعب من تلك»، مضيفا «ستستخدم إسرائيل جميع الوسائل، العسكرية والدبلوماسية، من أجل الدفاع عن نفسها وعن أمنها».

وفي جلسة الحكومة امس، اعتبر اولمرت ان منفذ عملية القدس، لم يستهدف المعهد الديني من باب الصدفة «اذ انه كان على علم بان هذا المعهد يعد رمزا للحركة الصهيونية الدينية».

الى ذلك، نقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس عن قائد في كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس تأكيده لأول مرة إرسال مقاتلين الى ايران للتدريب هناك، مشيرا الى انهم يعودون بقدرات وخبرات عالية.

وقالت الصحيفة التي التقت هذا القائد شرط عدم ذكر اسمه حتى لا يتعرض للملاحقة، ان هناك 150 مقاتلا من كتائب القسام حاليا في ايران للتدرب على يد الحرس الثوري الايراني، وان الحركة ترسل المقاتلين الى هناك منذ ان انسحبت اسرائيل من غزة عام 2005 للتدرب على التكتيك وتكنولوجيا الاسلحة، بينما يذهب آخرون الى سورية. وقال انه تم ارسال 7 دفعات الى ايران حتى الآن حيث يتدربون في برامج تتراوح مدتها بين 45 يوما و6 أشهر، وان الواعدين منهم يبقون فترة أطولَ. وقال إن بين الـ150 الموجودين في ايران، سيذهب البعض الذين لم يثبتوا قدراتهم القتالية الى وحدات الأبحاث في حماس. واضاف ان الظروف قاسية في هذه التدريبات حيث لا يسمح لهم بالخروج من المعسكرات إلا مرة واحدة اسبوعياً، وفي مجموعات برفقة الامن الايراني. وقال ان 650 تدربوا في سورية بإشراف مدربين تدربوا هم ايضا في ايران وحاليا يوجد في سورية 62 مقاتلا. واكد أن هؤلاء يعودون بخبرات قتالية عالية في تفجير الألغام والقنابل ورمي الصواريخ. كما اشار الى أن الجناح العسكري لحماس يضم 15 الف مقاتل، ويعدل وضعيته ليصبح على غرار حزب الله اللبناني. ويسافر هؤلاء عبر مصر الى سورية ثم إيران التي لا تختم جوازات سفرهم لأسباب أمنية.

في غضون ذلك استمعت الحكومة الاسرائيلية أمس الى التقارير السنوية لأجهزة الاستخبارات التي قال مصدر رسمي انها ترسم صورة قاتمة للتهديدات وان التهديد الرئيسي لإسرائيل مصدره ايران. وقال مسؤول اسرائيلي رسمي لوكالة الصحافة الفرنسية ان الاستخبارات ترسم «صورة قاتمة للتهديدات الاستراتيجية المحيطة بإسرائيل». وقال المصدر ان الحكومة استمعت الى تقارير لجهاز الاستخبارات (الموساد) والاستخبارات العسكرية وجهاز تقييم الشؤون الخارجية وجهاز الامن الداخلي (شين بت) حول التهديدات التي تمثلها ايران وحزب الله اللبناني وحركة حماس. وأشار الى ان اجهزة الاستخبارات ركزت على التهديد الذي تمثله ايران التي تتهمها اسرائيل بالسعي لحيازة القنبلة الذرية.

وقال مسؤول اسرائيلي كبير شارك في الاجتماع ان «التهديد الاستراتيجي الرئيسي مصدره ايران وبرنامجها النووي والدور المحوري الذي تلعبه داخل محور الدول العربية والمسلمين المتشددين». وأضاف ان «ايران ماضية في تطوير قدراتها النووية غير آبهة بالقرارات الدولية. كما تواصل تطوير صواريخها البالستية ذات المدى البعيد». وأشار الى ان اجهزة الاستخبارات تحدثت عن «تعزيز التعاون والصلات العسكرية بين ايران وسورية من جهة وبين حزب الله والمنظمات الفلسطينية من جهة ثانية».

وتابع أن «احتمالات حصول هجوم كبير على اسرائيل خلال 2008 ضعيفة، الا ان احتمال استئناف الاعمال الحربية بين حزب الله وإسرائيل تتزايد».

وقالت اجهزة الاستخبارات ان «الجبهة الاكثر نشاطا حاليا هي جبهة غزة مع اطلاق الصواريخ وإرهاب حماس». وقال المسؤول «في حال أرادت اسرائيل اطلاق عملية كبيرة في غزة، فقد يؤدي ذلك الى اعمال عنف على جبهات اخرى، لا سيما من جانب حزب الله». وكان مسؤول في وزارة الدفاع قال قبل الاجتماع ان «حماس لا تزال قوية جدا في الضفة الغربية وهناك خطر حقيقي بان تسيطر عليها». وأضاف المسؤول رافضا الكشف عن هويته «من دون العمليات التي ينفذها الجيش يوميا ضد حماس، يمكن ان يحصل مثل هذا السيناريو». وقال مسؤول وزارة الدفاع «نسمع ايضا عن عودة تسلح حزب الله والتهديد الذي يمثله على الحدود الاسرائيلية الشمالية». وكان الاجتماع التقييمي هذا مقررا قبل العملية التي شهدتها القدس الغربية الخميس وتسببت بمقتل ثمانية من طلاب مدرسة دينية يهودية.