البنتاغون يبدأ مناقشاته حول مستقبل القوات في العراق.. وسط خلافات «طفيفة»

غيتس يؤيد وقفا مؤقتا في التخفيضات بعد يوليو.. وفالون يختلف مع بترايوس

TT

بدأت أول من امس في واشنطن سلسلة من المناقشات حول تحديد عدد القوات الأميركية في العراق مستقبلا بعد أن طرح ضباط أميركيون كبار استراتيجية على وزير الدفاع روبرت غيتس، وهذه تشمل توصيات بإيقاف تخفيض عدد القوات لفترة تستمر إلى ستة أسابيع خلال الربع الثالث من سنة 2008.

وخلال مؤتمر عبر الفيديو في مقر وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» تمت مناقشة التقدم الذي تحقق في العراق سياسيا وعسكريا واقتصاديا. وحسب وكالة اسوشييتد برس، استمع غيتس ورئيس هيئة الأركان الأدميرال مايك مولن، الى شرح من قائد القيادة الوسطى الجنرال ويليام فالون وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس.

ولم يتحدث المسؤولون كثيرا حول المناقشات، لكن ليس هناك أي مؤشر على أن بترايوس تراجع عن طلبه تأجيلا قصيرا لتخفيض عدد القوات الأميركية في العراق بعد يوليو (تموز) المقبل من أجل تقييم التأثير الذي يتركه خفض القوات على مستويات العنف في العراق.

ومازالت هناك أسئلة لم تقدم لها إجابات بعد مثل: كم هي فترة التوقف قبل التمكن من تقييم الاتجاهات الأمنية؛ وكم سيكون عدد الجنود الذين سيعودون إلى بلدهم حالما تنتهي فترة التريث تلك؛ وهل سيسمح ذلك للبنتاغون بتقليل فترة نشر القوات البرية من 15 شهرا إلى 12 شهرا.

وقال السكرتير الصحافي للبنتاغون جف موريل، إن «هذا اللقاء كان فرصة لوزير الدفاع كي يجدد معلوماته بما يخص التفكير والتحليل الحاليين في الطريقة التي سيتم اتباعها في العراق من الادميرال فالون والجنرال بترايوس». وأضاف أنه بينما كان هذا الاجتماع هو الأحدث بالنسبة للقادة، فإنه لا يعني عدم تطور التفكير حتى ذهاب بترايوس أمام الكونغرس يوم 8 أبريل (نيسان) المقبل.

لكن بعض المسؤولين العسكريين الذين تكلموا، شرط عدم الكشف عن هوياتهم، أفادوا بوقوع خلافات طفيفة بين فالون وبترايوس حول الاستراتيجية الأولية. كذلك أعطى مسؤولون آخرون تقديرات مختلفة لفترة توقف سحب القوات من العراق، حيث أعطى بعضهم فترة تتراوح ما بين 4 إلى 8 أسابيع، لكن الأغلبية يميلون إلى الرقم الأخير.

وأيد غيتس فكرة التوقف، لكنه قال أيضا إن الفترة يجب أن تكون قصيرة وهو يريد الاستمرار في تقليص عدد الوحدات في العراق بعد انتهاء فترة التوقف التي تهدف لتقييم الوضع في العراق.

من جانب آخر، قال مولن إن أي توقف عن تقليص القوات يجب أن يتوازن مع الإجهاد الذي لحق بالقوة أيضا إلى جانب الضرورات العسكرية للتعامل مع تهديدات أخرى في العالم. وقال الجنرال جورج كيسي رئيس أركان القوة البرية، إنه عبر عن هواجسه حول الإجهاد الناجم عن طول فترة انتشار القوات التي تخوض الحرب في العراق، وهذا وضع إرهاقا إضافيا على كاهل جنوده وعائلاتهم. وعبر قائد فيلق المارينز جيمس كونواي عن مخاوف متماثلة بما يخص رجاله. في الوقت نفسه كرر القادة العسكريون قولهم ألا يريدون أي شيء يهدد المكاسب التي حققوها في العراق.

وحاليا هناك 158 ألف جندي أميركي في العراق، ومن المتوقع أن ينخفض هذا العدد إلى حوالي 140 ألفا قبل انتهاء يوليو(تموز)، حينما تتم إعادة القوات التي أضيفت خلال العام الماضي. وهذا الرقم يزيد بثمانية آلاف عما كان عليه عدد الجنود الأميركيون في يناير(كانون الثاني) 2007 حينما أصدر الرئيس بوش قرارا بإرسال 5 كتائب إضافية إلى العراق لإيقاف العنف هناك.