مراهقون يعيدون آباءهم وأمهاتهم بـ«القوة الجبرية» إلى مقاعد الدراسة

الشؤون الاجتماعية لـ «الشرق الأوسط»: جزء كبير من شكاوى العنف «كيدية» خاصة بين «المطلقين»

تأكيدات رسمية على أن جزءا كبيرا من شكاوى العنف «كيدية» («الشرق الأوسط»)
TT

وصف مسؤول في وزارة الشؤون الاجتماعية في السعودية، جزءا كبيرا من شكاوى العنف الأسري في السعودية، بأنها «كيدية»، خاصة في الحالات التي تكون بين الأزواج والزوجات المطلقات أو المعلقات.

ودعا الدكتور علي سليمان الحناكي، مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة، وسائل الإعلام المحلية إلى تحري الدقة والبُعد عن الإثارة في ما تنشره عن القضايا التي تمس الأسرة، خصوصا في ما يتعلق بقضايا العنف الأسري، وقال «يجب على وسائل الإعلام أداء الرسالة الموكلة إليها في خدمة الإنسانية والمجتمع بتحري الدقة والبُعد عن الإثارة في ما تنشره عن القضايا التي تمس الأسرة، خصوصا في ما يتعلق بقضايا العنف الأسري».

وبين الحناكي «أنه تأكد بشكل تام أن غالبية الشكاوى التي تثار حولها العديد من الأقاويل، هي شكاوى كيدية، خصوصا في الحالات التي تكون بين الأزواج والزوجات المطلقات أو المعلقات».

وشدد مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة، على ضرورة احتواء المراهقين ومصادقتهم والصبر على مشاكلهم، إضافة إلى «ضرورة التعرف على خصائص فترة المراهقة ولو اقتضى الأمر الالتحاق بدورة من الدورات التدريبية التي أصبحت العديد من المعاهد تنظمها».

وتظل حلقة تربية الأبناء خاصة في سن المراهقة، الحلقة الأكثر صعوبة التي تواجه العائلة، سواء الأب أو الأم، وهو ما دفع ببعض الآباء والأمهات أن يعودوا إلى مقاعد الدراسة بالقوة الجبرية، بعد أن تركوها منذ زمن، وذلك للحصول على دورات تدريبية تنقذ علاقاتهم بأبنائهم المراهقين، وتعمل على تعليمهم وإرشادهم على كيفية التعامل مع الأبناء في سن المراهقة.

وهنا يؤكد الدكتور علي الحناكي «أن الشؤون الاجتماعية في طور دخول معترك الجانب الوقائي وتنظيم الدورات الخاصة بذلك الجانب المهم، جنبا إلى جنب مع عملها في الجوانب العلاجية التي تقع بعد حدوث العنف، الذي تبين من خلال معايشات ميدانية للحوادث الأخيرة، أن الغالبية العظمى من الذين يدّعون أنهم تعرضوا للعنف، هم الذين يقومون بالعنف».

وفي الإطار نفسه، شهدت مدينة جدة بشكل خاص عددا من الدورات أخيرا، التي نظمتها معاهد متخصصة أو جمعيات ناشطة في مجال الأسرة، كان آخرها جمعية الشقائق الخيرية.

ورغم وجود شكاوى كيدية بكثرة، إلا أن ذلك لا ينفي وجود أعداد كبيرة من قضايا العنف الأسري وبشكل متنام، وهو ما دفع باستشاريات نفسيات إلى دعوة الأهالي إلى ضرورة فصل المشاكل والضغوط التي تواجهها الأمهات عن تربية الأبناء داخل المنزل، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن معظم المشاكل وحالات العنف التي انتشرت في الصحف في الفترة الأخيرة، يعد السبب الرئيسي فيها هو الحالة النفسية السيئة للنساء.

تقول أميرة أحمد عبيد باهميم، الاستشارية النفسية «إن أهم الأسباب التي يمكن أن تدفع الأم إلى ممارسة العنف ضد أطفالها، ضغوط الحياة بمختلف أشكالها في المنزل والعمل، وتندرج تحتها الخلافات الزوجية وما تخلفه من أثر نفسي انفعالي على الوالدين، والأم على وجه الخصوص، إضافة إلى جهل الكثير من الأمهات بالطرق السوية للتوجيه والتعامل مع الطفل، وجهلهن في ما يخص مراحل نمو الأطفال، وقلة الوعي الديني والثقافي بأهمية مرحلة الطفولة».

وحول الطرق والأساليب التربوية السوية للحد من ظاهرة العنف ضد الأبناء من جهة الأم، أوضحت الاستشارية أميرة احمد باهميم «أن العديد من الأمور المهمة التي يجب على الأمهات اتباعها، منها تدريب الأم على طرق إزالة المشاعر السلبية والاعتماد على الحوار والإقناع، إضافة إلى تنظيم الوقت والمسؤوليات للأم والطفل، وتوسيع مجال القراءة والاطلاع حول طرق وأساليب التعامل مع الطفل وتربيته وفقاً للكتاب والسنّة».

وأضافت باهميم «يجب على الأمهات أيضا تخصيص وقت كاف للمشاركة والمتابعة واللعب والتعرف على خصائص المرحلة العمرية للطفل».

من جهة أخرى، أكد مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة «أن إدارتنا لا تتهاون ولا تتجاهل أي شكوى ترد إليها، لكنها تسعى في المقام الأول إلى الإرشاد الأسري واتباع أساليب النصح التربوية والتحويل إلى اللجان الخاصة بإصلاح ذات البين، وفي حالة عدم الاستفادة من ذلك يتم إيداع الحالات لدى احد أفراد الأسرة أو الأقارب إلى حين علاج المشكلة، ويعتبر الإيواء في دار الحماية هو آخر خطوة يلجأ إليها».