السعودية: 26.6 مليار دولار حجم الإنفاق السياحي حتى عام 2020

انطلاق اليوم الأول للجلسات بعرض 16 ورقة عمل

TT

توقعت الهيئة العليا للسياحة في السعودية، أن يصل حجم الإنفاق في الرحلات السياحية المحلية والوافدة إلى أكثر من 100 مليار ريال (26.6 مليار دولار) حتى عام 2020؛ وذلك مع ارتفاع نسبة النمو في الحركة السياحية للبلاد.

وتعمل السعودية خلال الفترة المقبلة إلى الاستفادة من مميزات الاستثمار السياحي الداخلي، وذلك عن طريق الهيئة العليا للسياحة، التي تعمل جاهدة إلى اكتشاف كنوز التراث والطبيعة والتاريخ، وذلك عن طريق إثراء الساحة السياحية بعناصر جاذبة تتميز بها السعودية عن غيرها.

وبما ان السعودية تتمتع بموقع جغرافي متميز يربط بين قارات العالم الثالث، فإن التاريخ أيضاً يميزها من خلال الحضارات التي مرت على الجزيرة العربية، فهي ملتقى قلوب أكثر من مليار مسلم بوجود الحرمين الشريفين، وتحتضن مناطق ومواقع تاريخية لها في كتب التاريخ بصمات متعددة. وتعول الهيئة العليا للسياحة على توافر الموارد الطبيعية المتنوعة، ومصادر الطاقة التي تعد ميزة نسبية وأحد العوامل الأساسية لتدفق الاستثمارات، إضافة إلى تطور البنية التحتية، من شبكات طرق، وموانئ، ومطارات، واتصالات، بالإضافة إلى الاستقرار السياسي والأمنى الذي تتمتع به السعودية، والبيئة الاقتصادية المتمثلة في نظام السوق الحر الذي تتبعه البلاد يشكل بيئة مواتية لتحفيز الاستثمار.

ولتفعيل حضور السعودية سياحياً نظمت الهيئة العليا للسياحة الملتقى الأول للسفر والاستثمار السياحي، والذي دشنه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض يوم أمس في فندق الفيصلية ويستمر حتى الثامن والعشرين من مارس (آذار) الحالي، حيث ستتم مناقشة عدد من المحاور التي تهدف إلى تحقيق شعار الملتقى «السياحة للجميع.. شراكة لتنمية مستدامة»، من خلال النهوض بصناعة السياحة في مجالات الإيواء، والخدمات السياحية، وفرص الاستثمار السياحي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على صناعة السياحة ومعوقات الاستثمار السياحي والتجارب العالمية.

وسيناقش اليوم عدد من الخبراء في صناعة الاستثمار والسياحة عددا من المحاور، وسيطرح «رويت تولر» المدير التنفيذي لشركة فاست فيوتشر قضية مستقبل السفر والسياحة في الشرق الأوسط؛ وذلك خلال المحور الأول الذي يحمل عنوان «الإحصاءات السياحية أرقام وحقائق»، حيث يناقش تولر قضية إيجاد رؤية شاملة للسفر والسياحة حتى عام 2020، وذلك من خلال تعريف محركات السياحة العالمية بخريطة السفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مناقشة المقدرة على تجاوز الصعوبات والمعوقات التي قد تواجه صناعة السياحة في المنطقة.

وفي نفس الوقت، سيناقش الدكتور احمد الخليفي مساعد مدير عام الأبحاث الاقتصادية والإحصاء في مؤسسة النقد العربي السعودي، أهمية دور إيجاد المعلومة الاقتصادية في تطوير صناعة السياحة، بالإضافة إلى إيجاد دور تكميلي للتعريف بمجالات السياحة في السعودية، كما يبين خلال ورقة العمل إلى أهمية إلقاء الضوء على أهم النشاطات الاقتصادية في قطاع السياحة كالرحلات والليالي السياحية، وحجم الإنفاق على السياحة محلياً وخارجياً، ومقارنة نشاطات السياحة مع الدول الأخرى.

كما سيبين الدكتور الخليفي حجم إسهام السياحة في الناتج المحلي والتي بلغت نحو 3% في عام 2006، وتوقعات نمو، مع الوصول إلى رصد الآثار الاقتصادية الايجابية في الوقت الحالي والمستقبل، وأهمية استمرار رصد النشاط السياحي في التقرير السنوي لمؤسسة النقد.

كما سيطرح الدكتور محمد السحيباني من قسم الاقتصاد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التجربة السعودية في حساب السياحة الفرعي والتي تتضمن مفاهيم وتعاريف وتصنيفات ومعايير وحسابات وجداول لعرض تقديرات العرض والطلب السياحيين في إطار شامل ومتكامل، وتحديد حجم ونسبة إسهام قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني. ويناقش بييش ماثر المدير العام لشركة نيلسون للشرق الأوسط وشمال أفريقيا نجاح الاقتصاديات الواعدة، وذلك ضمن حضور السياحة كواحدة من أكبر القطاعات الاقتصادية.

ويناقش المحور الثاني من جلسة اليوم ما توفره «آثار المملكة من فرص واعدة»، حيث يتحدث الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري استشاري جامعة الملك سعود «الآثار في المملكة.. مورد من موارد السياحة الثقافية»، حيث سيتحدث الدكتور طيب عن احتضان السعودية للعديد من المواقع الأثرية التي من الممكن تأهيلها لتصبح من موارد السياحة الثقافية.

كما تبحث الجلسة الثانية موضوع «الحرف والصناعات اليدوية بالسعودية» للدكتور فهد الحسين الأستاذ المساعد في كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود، حيث تسعى الورقة للتعرف على اتجاهات السوق الدولية للاستثمار السياحي في قطاع الحرف التقليدية، من خلال ما تشير إليه البيانات المقدمة من منظمة السياحة العالمية أن القطاع يستحوذ على نحو 20% من سوق السياحة العالمية، الأمر الذي يوضح أن الاستثمار في الحرف التقليدية أصبح أداة أساسية في تنويع قاعدة الاستثمار الاقتصادي للدول، واستغلال الموارد الذاتية. ويعرض المهندس احمد السلطان أمين منطقة القصيم تجربة الحرف اليدوية في منطقة القصيم، ويوضح المهندس السلطان آلية عمل الحرف اليدوية واستهدافها وأسواقها ونشاطاتها المختلفة، كما سيتطرق الدكتور سعد الراشد مستشار الأمين العام للتراث في الهيئة العليا للسياحة للمتاحف في السعودية ووضعها في البلاد، وما تحتويه.

وسيحمل المحور الثالث عنوان «الاستثمار السياحي الواقع والفرص»، وسيشمل على 5 من أوراق العمل، منها «الاستثمار السياحي في السعودية» التي سيقدمها الدكتور عواد العواد نائب محافظ الهيئة العامة للاستثمار والتي سيتحدث فيها عن المعايير والمؤشرات المعتمدة في تقارير التنافسية الدولية والتي تم تبنيها لتحسين البيئة الاستثمارية في السعودية بالتعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية، واستعراض أهم التطورات والإنجازات التي تحققت في مجال تحسين البيئة الاستثمارية في المملكة «الأنظمة، الإجراءات»، التي تساهم في تسهيل أقامة المشروعات الاستثمارية في السعودية في المجالات المختلفة ومنها المجال السياحي.

بالإضافة إلى الحديث عن وجه التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص لتنمية الاستثمارات السياحية في البلاد ومتطلبات النهوض بقطاع السياحة في السعودية.