ليبيا تنفي وساطة نجل القذافي لدى «القاعدة بالمغرب» لإطلاق سراح سائحين نمساويين

الرئيس التشادي يناشد الزعيم الليبي مجدداً استمرار مساعيه لإحلال السلام والمصالحة في بلاده

TT

نفت ليبيا أمس معلومات وتقارير صحافية زعمت أن المهندس سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي دخل على خط الوساطة لإنهاء أزمة اختطاف تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي»، لسائحين نمساويين الشهر الماضي.

وقال زعيم اليمين المتطرف النمساوي يورغ هايدر أول من أمس ان أحد أبناء الزعيم الليبي معمر القذافي يقوم بالتوسط في مسألة السائحين النمساويين وانه متفائل، بتسوية القضية قريباً. وقال ان سيف الاسلام يتفاوض مع الخاطفين في مالي. وقال متحدث باسمه «معلوماتنا من ليبيا تفيد بأن المفاوضات في مالي وصلت الى مرحلة حاسمة.. وقد يكون هناك قرار حول هذه المسألة خلال الساعات القليلة المقبلة... افراج».

وأصدرت مؤسسة القذافي للتنمية، وهي منظمة غير حكومية يرأسها نجل القذافي، بيانا صحافيا مقتضبا ردا على تلك الانباء، أكدت فيه انها لا تجري لا هي ولا رئيسها سيف الاسلام، أي اتصالات مباشرة او غير مباشرة مع محتجزي رهينتين نمساويين خطفا في تونس الشهر الماضي. وقالت انها تلقت وتلقى رئيسها العديد من الطلبات من المسؤولين النمساويين للتدخل، لكنها لم تقم بأي دور. واعربت المؤسسة في بيانها عن «تعاطفها مع اسر المخطوفين وأملها في انتهاء الخطف في اقرب وقت بسلام». لكن وكالة الانباء النمساوية نقلت امس عن هايدر قوله ردا على نفي المؤسسة «انها ليست مبادرة للمؤسسة انما مبادرة شخصية منه (سيف الاسلام القذافي)... انها تحرك سري».

وأعلن هايدر اول من أمس انه طلب من صديقه القديم سيف الاسلام الذي درس في النمسا، التدخل في ملف الرهينتين النمساويين. كما أجرى المستشار النمساوي الفرد غوسنباور أخيراً اتصالا هاتفيا مفاجئا بالعقيد معمر القذافي وسط تكهنات بأنه ربما قد يكون طلب من القذافي التدخل لإطلاق سراح المخطوفين.

واضطلعت مؤسسة القذافي التي انشأها سيف الاسلام بدور مهم في الافراج عن العديد من الرهائن في المنطقة، وخصوصا تحرير 32 رهينة اوروبية قبل خمسة اعوام كان بينهم عشرة نمساويين. وخطف فولفغانغ ايبنر (51 عاما) واندريا كلويبر (44 عاما) في 22 فبراير (شباط) الماضي عندما كانا يتجولان في جنوب تونس. وافادت مصادر متطابقة ان الخاطفين من «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» قد يكونون اقتادوهما الى شمال مالي. ومدد التنظيم المهلة التي حددها سلفاً لمدة أسبوع بناءً على طلب الطرف المفاوض الذي لم يحدده أو يكشف النقاب عن هويته. وقال في بيان نشره عبر أحد المواقع الالكترونية المحسوبة على «القاعدة»: «إن هذه هي الفرصة الأخيرة لتبرئة الخاطفين ذمتهم أمام عائلتي الرهينتين والشعب النمساوي، ولإعطاء الوقت الكافي لدولة النمسا للاستجابة لما وصفه بمطالبهم المشروعة».

وجاء في نص البيان الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إنكم كما تحرصون على تحرير مواطنيكم، فإننا نحرص كل الحرص على فك أسر إخواننا. وإذا كان مواطناكم يلقيان معاملة حسنة منا لما يوجبه علينا ديننا تجاه الأسرى فإنّ إخواننا يُسامون أبشع أنواع التعذيب والقهر والظلم داخل غياهب السجون».

وحمل الخاطفون دول وحكومات النمسا وتونس والجزائر مسؤولية حياة المختطفين في حال انقضاء المدة وعدم الاستجابة للمطالب، محذرين من أن أي محاولة عسكرية لتحرير الرهائن ستكون فاشلة ومصيرها إعدام المختطفين فوراً.

إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن الرئيس التشادي إدريس دبي ناشد أمس العقيد القذافي في رسالة خطية سلمها وزير المراقبة العامة التشادي إلى عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي بطرابلس، مجددا جهوده من أجل السلام والمصالحة النهائية في تشاد. ولفتت إلى أن دبي أكد حرصه والحكومة التشادية على أن يستمر القذافي في جهوده لوضع نهاية لمسلسل المواجهات والعنف في بلاده، فيما أكد الوزير التشادي لدى لقائه شلقم أهمية العمل على تنفيذ اتفاق سرت للسلام الموقع بين الحكومة التشادية وحركات المعارضة السياسية العسكرية التشادية.