مطالب بالتعريف بالممتلكات السياحية.. ودعم صناعة الحرف اليدوية

تشكل 20% من إيراد السوق العالمي

مسن منهمك في عمله وهو يمارس إحدى الحرف اليدوية (تصوير: خالد الخميس)
TT

بعد أن أصبحت الصناعات الحرفة اليدوية السعودية، تشكل حيزاً في نفوس السعوديين لخصوصيتها وارتباطها بالماضي، حرص المهتمون بهذه الصناعة من الجنسين، على ضرورة إبراز الدور الذي من الممكن أن تلعبه في دعم عجلة التنمية السياحية السعودية في ظل حرص زوار المملكة على اكتشاف تلك الصناعات التي تُحاكي الماضي الخاص على مستوى المنطقة. اهتمام السعوديين بالحرف اليدوية، باختلاف الفئات العمرية، بات واضحاً وملموساً، وهو ما دعا بعض المناطق السعودية إلى إنشاء مراكز لهذه الحرف، أصبحت محل ارتياد لزوارها، جعل الهيئة العليا للسياحة تخصص عددا من الأجنحة لمزاولي تلك الحرف، رجالاً ونساءً، في خطوةٍ منها لإبراز دور تلك الصناعات في دعم الحركة السياحية الداخلية.

صناعة الحرف اليدوية، لاقت تأييداً من قبل المشاركين في جلسات عمل اليوم الأول لملتقى السفر والاستثمار السياحي في الرياض، حيث شدد متحدثو الجلسات على دعم دور الحرف اليدوية الخاصة بالسعودية، لتشكيلها 20 بالمائة من سوق السياحة العالمية، باعتباره مورداً ثقافياً خاصا بالهوية السعودية.

وأشار الدكتور عبد الرحمن الأنصاري، مستشار إداري جامعة الملك سعود، إلى أن السعودية تزخر بمجموعة من المواقع الأثرية التي من الممكن تأهيلها لتصبح من موارد السياحة الثقافية في السعودية، مُحدداً مجموعة من المواقع الأثرية، يأتي في مقدمها (مدائن صالح)، والأبراج والأسوار مثل (أبراج سدوس)، وبرجا (برزان) في منطقة حائل، و(برج الشنانة)، و(قصر كاف) في منطقة الجوف، إضافةً إلى قصور الملك عبد العزيز في محافظات الخرج وقرية العليا والأحساء.

وقال الدكتور فهد الحسين، إن التعريف بالتراث الحرفي والصناعات التقليدية السعودية، يأتي داعماً لجذب رجال الأعمال، والمستثمرين، إلى سوقٍ سعودية مختصة جديدة، لإبراز الحرف اليدوية السعودية، التي من الممكن أن تكون داعماً بدورها للحركة السياحية الداخلية.

وأكد الحسين أن الاستثمار في الحرف اليدوية، بات أداة أساسية لتنويع القاعدة الاستثمارية الاقتصادية للدول، واستغلال الموارد الذاتية، مُستدلاً بالبيانات المقدمة من منظمة السياحة العالمية، التي أكدت أن قطاع الحرف التقليدية يستحوذ على جزء من الدخل وناتج الحركة السياحية العالمية.

واستعرض المهندس أحمد السلطان، تجربة الحرف اليدوية في منطقة القصيم، من خلال مركز الحرف والصناعات اليدوية ببريده الذي يضم أكثر من 48 محلاً، و20 حرفة يدوية، وهو يأتي دلالةً على نشاط صناعة الحرف اليدوية في السعودية، مشدداً على الأخذ بتجربة منطقة القصيم، التي بات مركز حرفها اليدوية، معلماً من معالم المنطقة، ويستقطب الكثير من زوار المنطقة، الأمر الذي يُساعد ويساهم في زيادة الحركة السياحية المناطقية، التي من خلالها تسعى كل منطقة لإبراز هويتها الخاصة لزائريها. وشدد الحضور على الاهتمام والعناية بدرب زبيدة (طريق الحج القادم من الشمال قديماً)، باعتباره أحد المعالم التاريخية السعودية، والتي بدورها من الممكن أن تكون وجهةً سياحية، فيما ستسعى الجهات الحكومية السعودية ممثلةً بوزارة النقل، وبدعم من الهيئة العليا للسياحة، لسفلتة الطريق الشاهد على حركة الحجاج في العصور القديمة.