بوش يتوقع أن يتحمل العراقيون قريباً تكلفة الأمن في بلادهم ويهاجم إيران وسورية

قال إن معركة قوات الأمن العراقية ضد الميليشيات الشيعية صعبة

الرئيس الأميركي يتحدث عن الحرب العالمية على الارهاب في متحف القوات الجوية الأميركية في أوهايو أمس (أ.ف.ب)
TT

تحدث الرئيس الأميركي جورج بوش للمرة الأولى عن تحسن امكانيات العراق المالية، بما يتيح له «تحمل تكاليف حفظ الأمن في البلاد»، موجهاً في الوقت نفسه انتقادات لاذعة لموقف الكونغرس الأميركي من تمويل الحرب. وقال بوش ساخراً «إن المسؤولين العراقيين يحققون تقدماً أفضل من الكونغرس»، مضيفا «لقد اجازوا ميزانيتهم، في حين أن الأمر يتطلب وقتاً من الكونغرس لتمرير ميزانيته». وقال بوش الذي كان يتحدث في قاعدة دايتون العسكرية (ولاية اوهايو) «الميزانية في العراق الآن تغطي ثلاثة أرباع  تكاليف القوى الأمنية، وبلغت أزيد من تسعة  مليارات دولار عام 2008 وننتظر من العراق ان يتحمل قريبا التكلفة الكاملة لقواته الأمنية». وقال إن الولايات المتحدة سددت في البداية معظم تكاليف تدريب وتجهيز قوات الأمن العراقية. وأضاف «نتوقع منهم تحمل العبء الكامل لقوات الامن التابعة لهم»، لكن بوش لم يحدد موعداً لذلك.

وبشأن القتال الدائر حالياً بين القوات الحكومية، وجيش المهدي، عبر بوش عن اعتقاده أن القوات العراقية «ستحتاج إلى وقت للقضاء على الميليشيات الشيعية»، مضيفا «ان الارهابيين والمتطرفين، سيدركون ان لا مكان لهم في مجتمع حر وديمقراطي، والأوضاع في العراق تعود إلى طبيعتها». وقال «إن قوات الأمن العراقية، تشن معركة صعبة الآن ضد مقاتلي الميليشيات والمجرمين في البصرة، وكثيرون منهم تلقوا الأسلحة والتدريب والتمويل من ايران»، واصفا قرار رئيس الحكومة العراقية نوري الملكي، بالتصدى للميليشيات الشيعية بأنه جريء. وأكد ان هذا القرار، يبين التقدم الذي حققته قوات الأمن العراقية قائلا «هذه التطورات تبين الطفرة التي حدثت في ما يتعلق بالمكاسب الأمنية، ويدلل على أن الحكومة العراقية ملتزمة بحماية الشعب العراقي». وقال «هناك التزام قوي من جانب الحكومة المركزية في العراق، لتقول ان لا أحد فوق القانون. هذه العملية سوف تستغرق بعض الوقت، والعدو سيحاول ملء شاشات التلفزة بأعمال العنف».

وقال بوش، إن اميركا تقوم بعمل تاريخي في العراق، مدافعا عن قراره زيادة القوات الاميركية هناك، ومعتبرا ان تلك الزيادة أدت الى تقدم العراقيين في تحقيق الأمن، بحيث انتقلوا الى معالجة اوضاعهم السياسية والاقتصادية. وقال «لقد اقتربت اميركا من انتصار استراتيجي في الحرب ضد المتطرفين والإرهابين».

وقال بوش في معرض استعراضه لما تحقق في العراق «حطمنا قبضة تنظيم القاعدة وأضعفنا النفوذ الإيراني الداعم للميليشيات. لقد تقدمنا كثيرا في تحسين الأوضاع الأمنية في عدد من الأحياء المدمرة». وجدد بوش مطالبته لايران وسورية وقف دعم الارهاب والعنف في العراق، كما جدد اتهاماته لإيران بتسليح وتدريب وتمويل عدد من المسلحين الشيعة، الذين يحاربهم الجيش العراقي حاليا، في اشارة الى جيش المهدي بقيادة الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر.

وناشد الدول المجاورة للعراق، ارسال سفراء الى بغداد، قائلا ان هذه التطورات جعلت العراقيين العاديين يتعاونون مع قوات التحالف، وخلال العام الماضي انضم ازيد من 100 الف عراقي الى قوات الامن، معتبرا ان ذلك مؤشر على تنامي قدرات القوات العراقية. واشاد بالتعديلات التي ادخلت على قانون اجتثاث البعث، قائلا «في حقبة من الزمن، لو كنت مرتبطاً مع حزب البعث لا تستطيع التدريس في احدى المدارس، على الرغم من ان هناك حاجة للمعلمين. هذا القانون (الجديد) سوف يسهل نمو المجتمع المدني، ويساعد على التوفيق بين الماضي والحاضر».

وتطرق بوش الى تحسن الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وقال إن الإصلاحات تحتاج الى الانتقال من نظام السيطرة الى اقتصاد السوق الحديث، القائم على منظومة معقدة مما يتطلب بعض الوقت. وقال إن انتاج الطاقة الكهربائية يفوق ما كان عليه قبل الحرب، ولكنه ليس كافيا لتلبية احتياجات العراق، نظرا لتزايد الطلب، كما ان البنى التحتية تحتاج الى رفع مستواها، وخاصة الطاقة وخطوط الأنابيب ومرافق التخزين. وأوضح أن «البطالة لا تزال مرتفعة جدا، والفساد ما زال يشكل تحديا. ولكن الخبر السار، هو ان العراقيين يعترفون بهذه العيوب. انهم يفهمون ما يمكنهم القيام به. ونحن ذاهبون لمساعدتهم على النجاح. وسنرسل لهم خبراء لمساعدتهم على النجاح في تحقيق اهدافهم».