أمير الرياض يدشن اليوم انطلاق أعمال مشروع «موسوعة الحج والحرمين الشريفين»

ترصد كل ما يتعلق بالحج والحرمين منذ فترة ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر وتنفذها دارة الملك عبد العزيز

الحرم المكي شهد توسعة هائلة عن وضعه السابق في عهد الملك عبد العزيز
TT

يدشن الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز والمشرف العام على مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين اليوم (السبت) في مكة المكرمة انطلاق الأعمال العلمية والبحثية لمشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين التي ستنجزها دارة الملك عبد العزيز بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في مكة المكرمة ويسهم فيها كل من وزارة الحج والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومجموعة بن لادن السعودية التي ترعى هذا الإصدار العلمي الذي سيكون إضافة كبيرة للمكتبة العربية وأدبيات الحج والأماكن المقدسة خاصة انه يحقق الشمولية في محاوره ومادته العلمية ويعتمد التغطية الكاملة من حيث البعد الزمني والمكاني لشعيرة الحج والركن الخامس من أركان الإسلام. واعتبر الأمير سلمان بن عبد العزيز إن مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين عمل جليل وغير مسبوق حيث يوثق ويعطي صورة متكاملة وشاملة عن الحج والحرمين الشريفين في الماضي والحاضر في ما يمكن أن يكون قاعدة معلوماتية ووثائقية محفوظة للأجيال المقبلة.

وقال الأمير سلمان المشرف العام على المشروع في تقديمه للكتيب الخاص بالموسوعة إن من نعم الله على بلادنا المباركة أن شرفنا بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وكل من يفد إليها حاجا أو معتمرا أو زائرا حيث تجند جميع الطاقات والإمكانات في الدولة وتعمل الدراسات اللازمة لتيسير خدمة ضيوف الرحمن وسبل إقامتهم وتنقلهم، مضيفا «فمنذ أن تأسست المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل اّل سعود والاهتمام مستمر ومتميز بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة مواصلة بذلك ما بدأته الدولة السعودية الأولى وحكامها في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) من حيث توفير جميع الخدمات المتعلقة بضيوف الرحمن بعمل التوسعات اللازمة، وإقامة المشروعات الضخمة في المنطقة لاستيعاب الأفواج القادمة من الحجاج والمعتمرين والزوار من كل فج عميق، فنمت المدينتان المقدستان نمواً وتطورا تجاوز كل التوقعات، وأصبح الحاج أو المعتمر يؤدي نسكه بأمن وأمان ويعود بعدها إلى أهله أو وطنه بسلامة واطمئنان بعد أن كان الحاج والمعتمر قبل عهد الدولة السعودية لا يأمن على نفسه وأهله وفضلاً عن ماله وممتلكاته، بل قد لا يعود الحاج سالما بسبب انعدام الأمن». وشدد أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز المشرف العام على مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين على أن هذا التحول سواء على صعيد الأمن والاستقرار، أو ما تشهده المنطقة من تطور وازدهار. وما كان عليه الحج في السابق في العصور الماضية وما سجل ودون لدى المسلمين عن الحج بحاجة إلى توثيق وإعطاء صورة متكاملة وشاملة عن الحج والحرمين الشريفين في الماضي والحاضر في سجل موسوعي متكامل يستفيد منه الكاتب والدارس والمطلع، ويكون قاعدة معلوماتية ووثائق محفوظة للأجيال القادمة ورأى الأمير سلمان أن دارة الملك عبد العزيز أيقنت بأهمية إعداد موسوعة متكاملة وشاملة عن الحج والحرمين الشريفين، فشرعت في القيام بهذا العمل الجليل وغير المسبوق، تحدوها في ذلك الرغبة الأكيدة في خدمة الحج والحرمين الشريفين، وتأكيد الاهتمام بكل ما له علاقة بتاريخ المملكة العربية السعودية والبلاد العربية والإسلامية وعمل الأبحاث والدراسات المتعلقة بشبه الجزيرة العربية وتوثيقها، متعاونة في ذلك مع المؤسسات المعنية والباحثين في العالم العربي والإسلامي من المتخصصين في المؤسسات العلمية. وقدم الأمير سلمان شكره وتقديره لإسهام مجموعة بن لادن في دعم وانجاز هذا المشروع العلمي الكبير.

من جانبه أوضح الدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز ورئيس مشروع موسوعة الحج والحرمين الشريفين بأن هذه المبادرة العلمية تأتي من دارة الملك عبد العزيز انطلاقا من اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بخدمة الإسلام والمسلمين عامة والاهتمام بالأماكن المقدسة بصفة خاصة ضمن جهود الدولة في خدمة التاريخ الإسلامي والمسلمين عامة والإتمام بالأماكن المقدسة بصفة خاصة ضمن جهود الدولة في خدمة التاريخ الإسلامي بما فيه تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية والتصدي للمشاريع العلمية الوطنية بما يخدم حركة البحث العلمي حول التاريخ بجوانبه المختلفة ونشرف في الدارة بتنفيذ هذا المشروع العلمي الذي يخدم مكتبة الحج وبحوثه، وما إشراف الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز على هذا الإصدار الموسوعي وتدشينه لانطلاق العمل إلا دليل على هذا الاهتمام. وتلك الرعاية المستمرة من قادة المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن اّل سعود.

وحول أهمية هذا المشروع الذي يخطط لإنجازه وفق خطوات مجدولة قال الدكتور السماري: الموسوعة ستتطرق بنظرة كاملة للحج من نواح دينية واجتماعية وثقافية واقتصادية وعمرانية فيما يحقق شمولية القراءة التاريخية لهذا الركن الإسلامي العظيم وانعكاساته على المجتمع البشري والمدني، كما أنها ستوثق لتطور الخدمات رقميا وعمليا المقدمة للحجاج عبر التاريخ، وسيستفاد من المؤلفات المختلفة السابقة ضمن مدخلات الموسوعة.

وتهدف الموسوعة إلى رصد تاريخ الحج وتوثيقه منذ فترة ما قبل الإسلام إلى وقتنا الحاضر مع الأخذ بالبعد المكاني والمدن الرئيسية والمراكز العمرانية التابعة لهما أو القريبة منهما، بالإضافة إلى طرق ومسالك الحجاج ومواطنهم، كما تسعى الموسوعة إلى إبراز التطور الذي تم لخدمة الحج والحجاج عبر العصور المختلفة وتكوين قاعدة معلومات خاصة بالحج تكون مصدرا مهما لأي غرض علمي وبحثي بالحج، وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والبيانات والوثائق عن الحجاج في الدول الإسلامية وكتابتها بمنهج علمي موحد.

يشار إلى أن الموسوعة التي ستعتمد على استكتاب عدد من المؤرخين والباحثين والباحثات والوثائق التاريخية عن الحج سواء المحفوظة داخل السعــودية أو خـارجهــــا وبأدبيات الحج المكتــوبة المتوافرة على مر الفترات التاريخية بمــا تحــويه من مصطلحات خاصة بهذا المشعر والرسوم والخرائط والأفلام التسجيلية والروايات الشفهية من حجاج الداخل والخارج تنقسم إلى ثمانية أقسام، يشمل القسم الأول: الحج ما قبل الإسلام، والحج في صدر الإسلام، والحج في العصر الأموي، والحج في العصر العباسي. ويتناول القسم الثاني: الحج في عهد المماليك، والحج في العهد العثماني، والحج في العهد السعودي (الدولة السعودية الأولى)، والحج في عهد الأشراف أما القسم الثالث من الموسوعة فقد خصص للحج في الدولة السعودية الحديثة ويشمل ستة أجزاء (من الحج في عهد الملك عبد العزيز وحتى الحج في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز)، القسم الرابع ويتطرق إلى مكة المكرمة في الماضي وفي الحاضر وتوسعات الحرم المكي قبل العهد السعودي والتوسعات في العهد السعودي، وخصص القسم الخامس للمدينة المنورة في الماضي وفي الحاضر وتوسعات الحرم المدني قبل العهد السعودي وبعده، وسيكون القسم السادس لمعجم الأماكن في الحج، ودروب الحج وطرقه، ومعجم المصطلحات في الحج وبيانات الحج التي تصدرها المؤسسات المعنية بتنظيم حركة الحجاج وتوفير خدماتهم، والمشاعر المقدسة، وأعداد الحجاج، وسيشمل القسم السابع وتوثيقاً لأدوار المؤسسات الخاصة بالحج من مؤسسات الطوافة ووزارة الحج واللجنة العليا للحج ومعهد خادم الحرمين الشريفين، أما القسم الثامن والأخير فسيبحث في خمسة محاور في التصنيف الوصفي لحجاج البيت العتيق من الدول العربية وغير العربية.

وعلى ذات الصعيد يفتتح الأمير سلمان بن عبد العزيز اليوم وعلى هامش تدشين انطلاق أعمال مشروع موسوعة الحج والحرمين وزيارته لجامعة أم القرى بمكة المكرمة معرض الملك عبد العزيز ومكة المكرمة الذي يشتمل على صور تحكي قصة ما تحقق للعاصمة المقدسة وزوار الحرم من أمن ونهضة في عهد الملك المؤسس منذ دخوله مكة المكرمة عام 1924، كما يلقي الأمير سلمان محاضرة في رحاب جامعة أم القرى عن هذا الحدث غير المسبوق.