لـ7 أشهر.. العاصمة السعودية تفتقد خدمات أضخم «موقع معارض» بانتظار أكبر «صالة متخصصة»

«غرفة الرياض» تؤكد مقدرتها على إنهائه بحلول العام المقبل .. وشركة «معارض الرياض» مستمرة في إقامة معارضها

مجسم لمركز معارض الرياض الدولي الجديد عرض خلال فعاليات مؤتمر السفر والسياحة الذي انتهى الأسبوع الماضي في الرياض («الشرق الاوسط»)
TT

باتت العاصمة السعودية الرياض على بعد أسابيع قليلة من خلوها مؤقتا من صالة عرض متخصصة في إقامة المعارض والمؤتمرات لفترة يرشح أن تمتد إلى 7 أشهر، في وقت لا يزال العمل جار على إنشاء مركز معارض الرياض الدولي المزمع الانتهاء منه بداية العام 2009. وينتظر أن تسلم شركة معارض الرياض المحدودة، أكبر الشركات المتخصصة في صناعة المعارض وتنظيمها في السعودية، الموقع الذي تقام عليه فعاليات المعارض ويصنف كأكبر مساحة معارض متخصصة، حيث تنتهي المهلة الرسمية المقررة التي قضتها الشركة في الاستثمار على مساحة الأرض المتاحة لها وستقوم بالانتقال إلى مكاتبها الجديدة وإنهاء كافة متعلقاتها بالمركز. وقال لـ«الشرق الأوسط» محمد الحسيني نائب مدير عام شركة معارض الرياض المحدودة إن الشركة ستتجه خلال الأشهر المقبلة وتحديدا خلال مايو (أيار) المقبل لترك المكان المقام عليه أرض المعارض حاليا في وقت يتوقع معه الانتهاء من مركز المعارض الدولي خلال الفترة المقبلة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

وذكر الحسيني أن الاستعدادات قائمة للتحرك من الموقع واتجاه موظفي ومكاتب الشركة نحو المكاتب الجديدة المعدة كمقر لشركة معارض الرياض المحدودة مع انتهاء الفترة المحددة، مشددا على أن أجندة المعارض التي تزخر بها الشركة ستستمر في مواعيدها دون إخلال.

وأكد الحسيني أنه مهما كانت الظروف فسيتم المضي في إقامة المعارض المعدة بحسب جدولتها وسط التفاؤل الكبير بالانتهاء من إعداد مركز المعارض الجديد، مشيرا إلى أن إمكانيات شركة معارض الرياض ضخمة وخياراتها متعددة وبالتالي تمكنها من استيفاء كافة الاستحقاقات والمناسبات المقبلة من دون اضطراب.

وتُعرف شركة معارض الرياض المحدودة بأنها واحدة من كبريات الشركات المنظمة للمعارض على مستوى السعودية بل شهدت توسعا في نشاطاتها حتى أصبح لها عددا من المكاتب الخارجية إضافة إلى قدراتها الفائقة في ترتيب وتنظيم الأنشطة التجارية والاقتصادية المختلفة من المعارض مما مكنها من تمّلك قائمة ضخمة من قاعدة البيانات الثرية مع الشركات والمصانع والمؤسسات الداخلية والخارجية.

كما التصق اسم شركة معارض الرياض بموقع أرض المعارض الذي تديره وهي الموقع الوحيد المتخصص في العاصمة لإقامة المعارض التجارية عليه، الكائن على طريق الملك فهد، الشريان الرئيسي، لمدينة الرياض، حيث استثمرته الشركة لفترة طويلة من الزمن وستنهي علاقتها النهائية خلال شهرين من الآن.

وأكد الحسيني أن الشركة سعدت كثيرا بالتوجه لتشييد أضخم مركز معارض سيتم بناؤه حاليا في الرياض من قبل الغرفة التجارية الصناعية بالرياض، إذ لفت إلى أن الشركة ستفعل برامجها وتزيد من جرعة حيوية أداءها مع المركز الجديد، لاسيما مع قدرتها التنظيمية العالية وامتلاكها للإمكانيات والخبرة اللازمة في صناعة المعارض.

أمام ذلك، يتوقع أن تمتد فترة افتقاد مدينة الرياض لمركز معارض متخصص قرابة 7 أشهر بالنظر إلى ما أشارت إليه المصادر المشرفة المباشرة على بناء مركز المعارض الرياض الدولي حيث ذكرت لـ«الشرق الأوسط» عن توقعاتها ببدء استخدامه فعليا مع بداية العام المقبل 2009.

وذكر محمد السليمان الشايع مدير مركز معارض الرياض الدولي أن العمل لا يزال على قدم وساق للانتهاء من مشروع المركز الذي سيمثل حين الانتهاء منه واحدا من معالم المدينة المهمة، مشيرا إلى أنه سيدفع إلى خدمة الاقتصاد الوطني ويتواكب مع ضخامة وحجم قطاع الأعمال والتجارة في العاصمة الرياض.

وجاءت فكرة تأسيس أرض معارض من الغرفة التجارية الصناعية بالرياض التي حشدت للمشروع كافة ما يتطلبه من موارد مالية وبشرية بعد أن رأت الحاجة الماسة لمدينة الرياض لوجود صالة عملاقة دولية يمكنها أن تدفع بالأنشطة الاقتصاد إلى مزيد من التقدم والتطور وتنمي علاقاتها بالشركات والمنشآت العالمية.

وكانت الشركات المتخصصة في تنظيم المعارض ترقُب الانتهاء من هذا المشروع لاسيما مع تأخر إطلاقه فبعد أن كان المتوقع أن ينتهي منه خلال سبتمبر (أيلول) من العام 2006، عاد القائمون عليه لتأجيله نظير وجود تعديلات وصفت بأنها مهمة وستعطي للمشروع إضافة عملية وحيوية.

ويقع مشروع مركز معارض الرياض الدولي في مكان استراتيجي حيث يحده من الشرق طريق الدائري الشرقي وشمالا طريق الملك عبد الله، وسط وجود كافة الخدمات اللازمة من أهمها قربه النسبي مع مطار الملك عبد العزيز الدولي، وتوفر خدمات الإسكان والفندقة والشقق المفروشة. وأفاد الشايع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن المركز الجديد سيتم إدارته من قبل «غرفة الرياض» حيث تم تجهيز كادر وظيفي متخصص في تنظيم المعارض والمؤتمرات وفق معايير ومواصفات دولية، مؤكدا أن الغرفة تسعى لأن يكون هذا المركز مساهما لرفع مستوى صناعة المعارض في البلاد.

وأفصح الشايع عن وجود اتفاقيات ثنائية قامت بها إدارة مركز معارض الرياض الدولي مع مجموعة من الأجهزة والجهات ذات العلاقة من شأنها أن تزيد من فعاليات المعارض ليتلاءم مع ما تمثله الرياض من ثقل اقتصادي ويتناسب مع الخطط الإستراتيجية التي تضعها الدولة. وكشف الشايع عن انتهاء الاتصال مع كبريات مراكز المعارض في عدد من دول العالم المتقدم أبرزها مركز معارض ميونخ الشهير حيث تم عقد مذكرة تفاهم للخدمات الاستشارية تصب في صالح مركز معارض الرياض الدولي، مشيرا إلى أن المذكرة ستشمل التعاون على مستوى دولي ومحلي.

وأفاد الشايع أن مركز المعارض العملاق سيمكن من إقامة أضخم المعارض وأكبرها بل يمكّن استضافة أكثر من معرض أو فعالية في آن واحد نظير المساحة المهولة المقدرة حاليا بنحو 15 ألف متر مربع خلال المرحلة الأولى، مبينا أنها تفي بمتطلبات الحاجة الحالية في وقت تظل خطط التوسع قائمة لإمكانية المساحة الإضافية.

وبين الشايع أن مركز المعارض يضم حاليا 13 قاعة تخدم المؤتمرات ومدرج كبير يستوعب 1000 كرسي ومطعم يقدم خدمات التموين والإعاشة على أعلى مستوى، ومواقف سيارات بسعة 1500 سيارة، وتقديم خدمات لوجستية وتقنية (سلكية ولاسلكية)، إضافة إلى توفير مقاولات التجهيزات، مشددا على اهتمام مجلس إدارة غرفة الرياض بهذا المشروع وتشكيل فريق عمل متفرغ من أبرز رجال الأعمال المختصين للإشراف على التنفيذ والتشغيل ومتابعة تنفيذ المشروع على كافة المستويات وبأعلى وأفضل المعايير، إضافة إلى الجهود المستمرة من جهاز الأمانة في الغرفة الذي اجتهد لتذليل كافة العقبات والصعوبات والتواصل مع الجهات الرسمية.

ونفى أن يكون إنشاء مركز المعارض منافسا بل يرى أن العلاقة مع شركات تنظيم المعارض سيكون تكامليا ومساعدا على توسيع برامجها.