مصادر فرنسية ترجح اختيار تونس مقراً للاتحاد المتوسطي

بسبب خلافات المغرب والجزائر و«الوضع الخاص» لليبيا

TT

قالت مصادر فرنسية رسمية إن باريس «لم تحسم بعد أمرها» بشأن العاصمة المتوسطية التي يفترض أن تستضيف أمانة «الاتحاد من أجل المتوسط». وحسب هذه المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، فإن باريس متمسكة بأمرين أساسيين: الأول أن يكون مقر الأمانة في عاصمة تقع على الضفة الجنوبية للمتوسط، والثاني، أن يحظى هذا الخيار بإجماع الدول المعنية.

وكانت هذه المصادر تعلق على الخبر الذي نشرته مجلة «لو نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية أمس وجاء فيه أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، صاحب مشروع الاتحاد المتوسطي، اختار العاصمة التونسية لتكون مقرا للاتحاد. وحسب المجلة المذكورة، فإن ساركوزي يريد بذلك أن «يكافئ» الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على الدعم الذي قدمه للمشروع وبسبب العلاقات القوية القائمة بين الأجهزة الأمنية في البلدين في محاربة الإرهاب.

غير أن الأوساط الفرنسية التي وصفت «اختيار» تونس إذا تأكد، بـ«الذكي»، ردت ذلك إلى رغبة باريس في «تمييز» الدول المغاربية عن طريق منحها مقر الاتحاد. وقالت المصادر إن تونس وحدها «يمكن أن تكون موضع إجماع بسبب الخلافات المستمرة بين المغرب والجزائر والوضع الخاص لليبيا» التي لا يمكن أن تختار عاصمتها مقرا للاتحاد كما أن موريتانيا «ليست دولة متوسطية بالمعنى الجغرافي للكلمة». وبسبب هذه المعطيات، فإن تونس قد تكون هي المقر.

وإضافة إلى عاصمة المقر، فإن السؤال سيطرح بخصوص رئاسة الاتحاد، إذ أن المشروع ينص على وجود رئيسين للاتحاد، واحد أوروبي والثاني متوسطي، أي عربي متوسطي. وإذا كان أمر الرئيس الأوروبي «محسوما» كونه سيعود للرئيس ساركوزي صاحب الفكرة والمروج الأول لها، فإن الرئاسة من الجانب الآخر «ستطرح مشكلة» يتعين العمل على حلها بـ«التفاهم والحوار»، حسب المصادر الفرنسية ذاتها.