موغابي يسعى للبقاء في السلطة بكل الوسائل وسيناريو الانتخابات الكينية قد يتكرر في زيمبابوي اليوم

TT

يسعى رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، الذي يحكم البلاد منذ 28 عاما، الى الفوز بولاية جديدة تمتد لخمس سنوات أخرى، مستخدما كل الوسائل. ويتوجه الناخبون اليوم الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد و210 أعضاء في مجلس النواب و60 عضوا في مجلس الشيوخ، في وقت تتصاعد فيه مخاوف المعارضة من عمليات التزوير والترهيب التي ستمارسها السلطة لإبقاء موغابي، 84 عاما، في مركزه لولاية جديدة، في تكرار لمشهد الانتخابات الكينية الاخيرة.

ونشرت صحيفة «هيرالد» الرسمية في زيمبابوي أمس استطلاعات للرأي أظهرت ان موغابي سيحقق فوزا ساحقا في انتخابات اليوم على منافسيه، وهي نتائج تناقض استطلاع رأي آخر أجراه معهد «الرأي العام» في وقت سابق من الشهر الحالي، وأظهر خسارة موغابي بفارق كبير.

ونقلت «هيرالد» ان الاستطلاع الذي شارك فيه 10322 ناخبا وأجرته جامعة زيمبابوي أظهر فوز موغابي بنسبة 56 بالمائة من الاصوات مقارنة بنسبة تتراوح بين 26 و27% لزعيم «الحركة من أجل التغيير الديمقراطي» مورغان تسفانجيراي، ونسبة تتراوح بين 13 و14% لوزير المالية السابق سيمبا ماكوني الذي يخوض انتخابات الرئاسة كمستقل.

وأوضح الاستطلاع أيضا أن حزب «زانو ي إف» الحاكم سيحقق فوزا كبيرا في انتخابات مجلس الشيوخ والنواب التي تعقد الى جانب انتخابات الرئاسة وكذلك في انتخابات المجالس المحلية.

وكان استطلاع آخر أجراه معهد «الرأي العام» قد أظهر أن تسفانجيراي سيتقدم على موغابي حيث سيحصل على نسبة 3.28% من الاصوات فيما يحصل موغابي على نسبة 3.20%. وينظر المراقبون إلى استطلاعات الرأي في زيمبابوي بعين الريبة والشك، ويعتبرون أن مناخ الخوف الذي سببه عقد من الحكم القمعي لموغابي يعني أن الكثير من الاشخاص سيرفضون المشاركة في استطلاع الرأي أو سيقررون عدم الكشف عن اختياراتهم الحقيقية.

وجاء الكشف عن استطلاع الرأي في وقت حذر فيه مرشحو المعارضة في بيان مشترك من تناقضات في لوائح الناخبين تفسح المجال لعمليات تزوير. وقال البيان: «ان مصداقية ونزاهة الانتخابات في موضع شك كبير». وأعلن المرشحون انه في مقاطعة هاتكليف، احدى مقاطعات جنوب هراري، تبين ان أكثر من 75 ناخبا مسجلا على لوائح الناخبين هم «ناخبون أشباح» وان عناوين منازلهم التي سجلوا بها غير صحيحة وان المنازل خالية ولا يسكن فيها أحد. وأضاف مرشحو المعارضة أن هذه المقاطعة هي مثال لما يحصل في باقي المناطق، وقالوا إن «هذا دليل واضح على ان السلطة تريد ان تسرق الانتخابات منا». إلا ان موغابي نفى الاتهامات وقال في حديث تلفزيوني: «انهم يختلقون اكاذيب. انها اكاذيب». وأشار المرشحون الى انهم يملكون قوائم انتخابية تضم آلاف الاسماء المزورة، إنْ بعناوين خاطئة أو اسماء مرشحين قد توفوا أو مرشحين «أشباح». ومن بين الاسماء التي لا تزال على القوائم الانتخابية اسم إيان سميث الذي توفي العام الماضي، وكان آخر رئيس وزراء أبيض لروديسيا، الاسم الذي كانت تعرف به زيمبابوي قبل الاستقلال في العام 1980. كذلك في القوائم الانتخابية اسم أحد وزراء سميث، ديزموند لادنر بورك، الذي توفي قبل أكثر من 30 عاما. وتقول لجنة الانتخابات ان 5.9 مليون شخص يعتبرون من الناخبين، علما بان عدد سكان زيمبابوي لا يزيد عن 9 ملايين شخص في حين ان 5 ملايين يعيشون في الخارج بسبب الوضع الاقتصادي والكبت السياسي، ونصف سكان زيمبابوي المتبقين هم من الاطفال، أي ليسوا من الناخبين. وقد كشف المرشح المعارض تسفانجيراي لوائح للصحافيين، جرى تسريبها من ملفات السلطة، تشير الى ان اللجنة الانتخابية طلبت 9 ملايين ورقة اقتراع، في تلميح الى ان الاوراق الاضافية سيجري استعمالها لعمليات تزوير. ووضعت مجموعة مستقلة تدعى «الديمقراطية لزيمبابوي الآن» على موقعها الالكتروني إعلانا يقول ان كل من يقدم دلالات على عمليات تزوير يحصل على ما يعادل 500 دولار اميركي من الاموال. وقالت المجموعة إنها تلقت اشارات من قائد في الجيش وضابطين في القوات الجوية، قالوا انه سيتم استعمال الجيش لتزوير الآلاف من اوراق الاقتراع. وقالت المجموعة إنها مررت المعلومات الى مراقبي الانتخابات. ومع توقعات المعارضة بتزوير نتائج الانتخابات، تتصاعد المخاوف من ان تتحول زيمبابوي الى كينيا التي شهدت صراعا دمويا بين السلطة والمعارضة على خلفية فوز الرئيس مواي كيباكي بولاية جديدة واتهام المعارض له بتزوير الانتخابات. إلا ان المحلل السياسي مواليتسي مبكي قال لوكالة الاسوشييتد بريس إنه لا يتوقع اندلاع أعمال شبيهة في زيمبابوي، ولكنه توقع «ان يفوز موغابي بالطريقة نفسها التي فاز بها كيباكي في الانتخابات في كينيا، عبر إضافة اصوات مزورة سيزعم أنها صوتت له».