صربيا تتحول من الإصرار على سيادتها في كوسوفو إلى المطالبة بإدارة التجمعات الصربية فيها

اتجاه دولي لمنح صربيا وضعا يشبه الصلاحيات التي منحت لتركيا في البوسنة في اتفاق برلين

TT

يبدو ان صربيا غيرت من سياستها حيال كوسوفو، وتحولت من الاصرار على سيادتها إلى المطالبة بإدارة التجمعات الصربية في الدولة الجديدة التي أعلنت عن استقلالها في 17 فبراير (شباط) الماضي، واعترفت بها حتى الآن نحو 40 دولة منها 18 دولة عضوا في الاتحاد الاوروبي. كما تخلت صربيا عن فكرة تقسيم كوسوفو التي تدفع روسيا باتجاهها، مكتفية بالمطالبة بإدارة التجمعات الصربية في الدولة الجديدة ولو مؤقتا.

وجاءت المطالبة الصربية في عرض تقدم به وزير شؤون كوسوفو في حكومة بلغراد سلوبودان سمارجيتش إلى الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة، والذي رفعته بدورها إلى نيويورك. ويبدو أن الرد سيكون إيجابيا ولكنه لن يحقق كل مطالب بلغراد. وقد شدد وزير خارجية صربيا فوك يريميتش على عرض بلاده توقيع اتفاق مع الامم المتحدة يخولها إدارة المناطق ذات الأغلبية الصربية في كوسوفو، والتي تشير التقديرات الى أنها تضم ما بين 120 و136 ألف نسمة. ويبرر الطرف الصربي ذلك بأنه الحل الأنجع لتحاشي وقوع صدامات بين الصرب والالبان كما حدث في 17 مارس (آذار) عام 2004 . وجدد يريميتش موقف بلاده الرافض لاستخدام العنف، واستبعد فكرة تقسيم كوسوفو وبالتالي رفض انفصال الصرب عن الدولة الجديدة. كما تحولت صربيا من محاولة منع الاستقلال إلى محاولة ابطاء عملية الاعتراف باستقلال كوسوفو من خلال الأمل في صدور قرار من المحكمة الدولية يعتبر استقلال كوسوفو غير شرعي. كما أن دعوة مدير غرفة الصناعة والتجارة ووزير خارجية روسيا الأسبق، يفجيني بريماكوف، إلى هجرة الصرب من وسط كوسوفو إلى شماله لن تفضي إلى تقسيم كوسوفو، كما تأمل روسيا. والحل الغربي كما لمّح إلى ذلك أكثر من مسؤول دولي هو منح صربيا وضعا يشبه الصلاحيات التي منحت لتركيا في البوسنة في اتفاق برلين سنة 1878، ويشمل ذلك الإشراف على الشؤون الدينية والثقافية. وقد لمح النائب الاول لرئيس الادارة الدولية التابعة للامم المتحدة لاري روسين عن ترحيبه الخاص بعرض بلغراد واعتبره أساسا للتفاوض مستقبلا بين الامم المتحدة وصربيا، لكنه أكد أن العرض لا يزال في نيويورك ولم يصدر بشأنه أي قرار رسمي.

ويشير العرض الصربي في نظر المتابعين إلى ابتعاد صربيا تدريجيا عن موسكو بعد ظهور رأي يقول إن «على صربيا أن تختار بين موسكو وبروكسل».