بغداد: قصف صاروخي يستهدف مقر الهاشمي ويقتل 2 من حراسه.. وحظر التجول 3 أيام

البصرة: جيش المهدي يحشد مقاتليه لاحتلال مبنى المحافظة .. وقائد عسكري عراقي يؤكد: قتلنا 120 مسلحا

عراقي يري منشورا دعائيا لعملية «صولة الفرسان» أسقطته طائرة هليكوبتر في البصرة أمس (أ.ب)
TT

شهدت المنطقة الخضراء في بغداد موجة جديدة من الهجمات الصاروخية أمس في وقت تصاعدت اعمال العنف والمواجهات المسلحة بين مسلحي «جيش المهدي» من جهة والقوات الامنية الحكومية التي تساندها القوات الأميركية من جهة اخرى في مناطق متفرقة من بغداد. واستهدف عدد من الصواريخ مقر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي في المنطقة الخضراء، مما أدى الى مقتل اثنين من حراسه. ولم يكن الهاشمي في المقر حيث وقع الهجوم ظهر أمس. وأكدت ابنة نائب الرئيس، لبنى الهاشمي، سقوط صواريخ في «البهو مباشرة خارج المكتب مما ادى الى استشهاد اثنين من الحماية وجرح آخرين». وكانت هذه أحدث هجمات على المنطقة الخضراء مع تصاعد العمليات العسكرية ضد عناصر من «جيش المهدي» التابع الى مقتدى الصدر. وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد أكدت مقتل موظفين مدنيين اميركيين في هجمات استهدفت السفارة الاميركية في بغداد الاسبوع الماضي، بالاضافة الى اصابة 5 موظفين آخرين. وقد طلبت وزارة الخارجية الاميركية من دبلوماسيها في بغداد التحصن في مبنى السفارة خلال الايام المقبلة للحفاظ على سلامتهم.

وأكدت مصادر حكومية عراقية زيادة عدد الهجمات الصاروخية على المنطقة الخضراء، أمس. واضافت ان «هذه الهجمات متوقعة لأن المواجهة تشتد ولكن علينا خوض ما هو ضروري».

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن 5 صواريخ استهدفت مقر الهاشمي، بينما امتنع الناطق باسم القوات المتعددة الجنسية الميجور وينفيلد دانيلسون الافصاح عن عدد الصواريخ. وقال: «لا يمكننا الاعلان عن مثل هذه التفاصيل حيث ان العمليات العسكرية مستمرة»، مضيفاً: «لا يمكن لنا الكشف عن استعداداتنا للرد على هذه الهجمات لأننا لا نريد للعدو ان يعرف خططنا». ولكنه تابع ان «المسؤول عن الهجمات الصاروخية عناصر مارقة ومجرمة منشقة عن جيش المهدي، ونحن لا نلوم جيش المهدي الذي مازال ملتزماً بوقف اطلاق النار ولا نوجه له مسؤولية هذه الهجمات». وقد شاركت طائرات حربية وهيلكوبترات في قصف مواقع المسلحين وبعض المركبات التي تتنقل في المناطق التي تخضع لسيطرة أتباع التيار الصدري وخاصة في مدينة الصدر. وقال الجيش الأميركي في بيان له إن قواته قتلت 27 من المسلحين اثناء اشتباكات وقعت معهم في مناطق متفرقة من بغداد. وبدت بغداد كمدينة أشباح أمس خالية بعد ان تم فرض حظر للتجوال فيها بدأ من الليلة قبل الماضية ويستمر حتى فجر غد. وأعلنت قيادة عمليات بغداد ان الحظر يشمل الأشخاص والمركبات والعربات والدراجات بجميع أنواعها، اعتباراً من الساعة الحادية عشرة من مساء الخميس وحتى الساعة الخامسة من صباح يوم الأحد. وتواصلت الاشتباكات المسلحة في محافظة البصرة أمس بين القوات النظامية وقوات «جيش المهدي»، فيما ذكر شهود عيان ان الميليشيا التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر تحشد مسلحيها استعدادا للاستيلاء على مبنى المحافظة.

واكد عدد من المسلحين ان القوات النظامية في البصرة اتخذت اعتبارا من صباح أمس موقفا دفاعيا، فيما تحولت مبادرة تنظيم الهجمات الى «جيش المهدي»، الذي استعاد وجوده في عدد من المناطق التي سبق ان انسحب منها. واعرب عدد منهم في احاديث لـ«الشرق الاوسط»، ان وجود مجاميع في منطقة الساعي على مقربة من ديوان المحافظة، يعني بالمفهوم العسكري سقوط المبنى بواسطة النار، مؤكدين قدرتهم على احتلال المبنى باعتباره رمزا من رموز الحكومة التي يرأسها نوري المالكي. واضافوا انهم لا يخشون من احتلال المبنى، حيث تحرسه حاليا اعداد من الشرطة المحلية، الذين يتعاطفون مع «جيش المهدي»، وسبق ان تم احتلاله في اوقات سابقة بكل يسر وسهولة، ويبقى احتمال دخول المبنى قائما في اية لحظة. وقال قائد عسكري عراقي كبير أمس ان 120 على الاقل من «مقاتلي الاعداء» قتلوا في معارك البصرة. وقال اللواء علي زيدان قائد القوات البرية في العملية لرويترز هاتفيا من البصرة، انه حتى الان قتل «120 من الاعداء وجرح450».

واعلن متحدث عسكري بريطاني ان طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق قصفت للمرة الاولى منذ بدء المعارك في البصرة في 25 مارس (اذار)، مواقع للمسلحين الشيعة الليلة قبل الماضية. وأوضح القومندان توم هولواي لوكالة الصحافة الفرنسية ان عمليتي قصف نفذتا ضد مجموعات من مطلقي الصواريخ وتجمعات لمسلحين شيعة.

وفي الناصرية اعلن مصدر أمني عراقي مقتل اربعة من عناصر الشرطة على الاقل أمس في مواجهات جديدة بين ميليشيا جيش المهدي الشيعية والقوات العراقية النظامية في الناصرية جنوب العراق. وفي الحلة سقطت 13 قذيفة هاون فجر أمس على مقر القنصلية الأميركية في المدينة التي تبعد 100 كيلومتر جنوب العاصمة بغداد، بحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) .