الجميل يتخوف من «إشكالات على الأرض» إذا استمر الفراغ الرئاسي في لبنان

TT

بدأت القوى السياسية في لبنان تعد العدة لمرحلة ما بعد القمة العربية انطلاقا من ان المساعي في اطار مبادرة جامعة الدول العربية ستتجدد، وسيعاود امين عام الجامعة عمرو موسى مهمته للتقريب بين وجهات نظر فريقي الازمة اللبنانية في ما يتعلق بهذه المبادرة التي تدعو في بندها الاول الى انتخاب رئيس للجمهورية، اضافة الى ما تتناوله الاوساط السياسية من مداولات حول اعتزام رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة مجددا الى حوار داخلي بين القيادات السياسية.

وقال الرئيس الاسبق للجمهورية امين الجميل امس، ان المعارضة «لم تكف عن وضع شروط تعجيزية لانتخاب الرئيس الجديد». ودعا الى «عدم ربط هذا الانتخاب بأي شرط من اي نوع كان» لافتا الى «ان كل الشروط التي تطرح تثير تساؤلا اذا كانت المعارضة تريد حقيقة انتخاب رئيس، وتريد حقيقة ان تستقر المؤسسات الدستورية ام انها تسعى الى الفراغ او الانقلاب على الدستور وعلى المؤسسات الوطنية والنظام اللبناني الديمقراطي البرلماني ككل؟». واضاف: «لست ادري اذا كان الامين العام للجامعة العربية، بمساعيه المشكورة، قرر ان يأتي الى لبنان متسلحا بتعهدات جديدة او تطمينات بأنه هذه المرة ستسقط هذه الشروط التعجيزية وسيتمكن من اقناع اعضاء المجلس النيابي بالذهاب الى المجلس وانتخاب الرئيس الجديد».

وعن اعلان الرئيس بري رغبته في احياء الحوار بين القيادات اللبنانية، قال الجميل: «ان المشكلة ليست على الاطلاق في شكل الحوار... ان المشكلة في عدم استعداد فريق من السياسيين، ولاسيما في صفوف المعارضة، لتبني العماد ميشال سليمان قولا وفعلا كمرشح توافقي (لرئاسة الجمهورية) وعدم استعداده للسير بالمؤسسات الدستورية كما يفرض الدستور».

وأعرب الجميل عن خشيته «اذا بقي الوضع على حاله وبسبب الفراغ الرئاسي، ان يُفسح في المجال لما يسمى الطابور الخامس او الفريق الثالث او اي فريق له مصلحة في التوتير ان يصطاد في الماء العكر وان يعمل على تجاوز الهدنة القائمة الان وان نقع في اشكالات على الارض».

من جهة اخرى، عرض امس الرئيس الاسبق للحكومة اللبنانية سليم الحص مرحلة ما بعد القمة مع وفد من تكتل «التغيير والاصلاح» ضم النائبين نبيل نقولا وعباس هاشم والقياديين في «التيار الوطني الحر» بيار رفول ونقولا ابراهيم.

وعقب اللقاء قال النائب هاشم ان العماد ميشال عون كلفهم زيارة القوى السياسية «تحسبا لما بعد القمة، انطلاقا من ان هذه القمة ستفجر التناقضات العربية ـ العربية، لا سمح الله، او ما شابه ذلك. وعلى قوى الخير في هذا الوطن الحبيب ان تلتقي وتتلاقى دائما لايجاد هذه المساحة المشتركة لمنع تداعيات ما هو مخطط لهذه المنطقة ولهذا البلد الحبيب تحديدا». ودعا «الجميع الى الافادة مما طرحه الرئيس بري في ما يتعلق بالعودة الى الحوار».

وسئل اذا كانت جولة الوفد ستشمل قوى الموالاة، فاجاب: «لن نتردد في لقاء اي مسؤول سياسي يملك القدرة على القرار بالحوار خارج نطاق التعنت».

كذلك زار الوفد المكتب السياسي لحركة «امل» حيث اجتمع برئيسه جميل حايك. وتم التأكيد على دعم مبادرة الرئيس بري لاحياء الحوار وعلى رفض الانجرار الى فتنة داخلية.