المالكي يعرض على مسلحي البصرة المال مقابل تسليم سلاحهم

التيار الصدري يدعو الجيش إلى إلقاء السلاح ويتهمه بـ«إثارة الفتنة»

TT

بدخول عملية «صولة الفرسان» التي تخوضها القوات الامنية العراقية بإشراف مباشر من قبل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي يومها الرابع، اعتبر سياسيون مقربون من الحكومة  المبادرة التي تقدم بها المالكي والتي عرض فيها تقديم مكافآت مالية مقابل تسليم المسلحين الذين يقاتلون ضد قواته في مدينة البصرة جنوب البلاد لأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة بأنها خطوة صادقة من قبل الحكومة لإنهاء الأزمة بالطرق السلمية. وفي رد فعل على مبادرة المالكي، دعا التيار الصدري القوات الامنية الى إلقاء السلاح. وعرض المالكي في بيان وزعه مكتبه الإعلامي وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، امس، تقديم مكافآت مالية للمسلحين الذين يقاتلون ضد القوات الحكومية في مدينة البصرة جنوب البلاد، مقابل تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة، داعيا جميع حائزي الأسلحة الثقيلة والمتوسطة تسليم أسلحتهم للجهات الامنية، مقابل مكافئة مالية ابتداء من يوم أمس ولغاية 8 ابريل (نيسان) المقبل.

وأوضح البيان أن هذه جاءت تأكيدا على أهداف عمليات البصرة بمتابعة الخارجين على القانون والمطلوبين للقضاء، واستجابة لضرورة وأهمية معالجة المظاهر المسلحة غير المشروعة وما ترتبه من إخلال بالأمن وتعريض حياة وممتلكات المواطنين للخطر، وحرصا من الدولة في إعطاء فرصة لعدم التعقب والمساءلة القانونية.

من جهتها، رأت رئاسة الجمهورية العراقية انه كان على الحكومة ان تتخذ اجراءات حاسمة لاستعادة الامن والنظام في مدينة البصرة قبل استفحال نشاط العصابات المسلحة والإرهابية فيها، وهو ما يعتبره البعض انتقادا علنيا للحكومة.

ودعت الرئاسة، في بيان لها تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، المواطنين والعشائر والكتل السياسية الوقوف جنبا الى جنب مع القوات الامنية في سعيها للقضاء على المظاهر المسلحة كافة وعودة البصرة الى الطريق المنشود في الأمن والرخاء والبناء والإعمار. وأضاف البيان «نؤكد أن التوجيهات المركزية تقتضي بعدم استهداف تيار بعينه او جهة بعينها وانما العملية العسكرية منصبة على الاطراف الخارجة عن القانون بغض النظر عن انتماءاتها»، موضحا أن الرئيس جلال طالباني ونائبيه يجرون اتصالات متواصلة مع المالكي للاطلاع على آخر مجريات الاحداث.

وأكد البيان ان مجلس الرئاسة وبالتنسيق والتعاون مع بقية مؤسسات الدولة يراقب الوضع عن كثب ويأمل ان تنتهي الظروف غير الطبيعية في المستقبل القريب.

الى ذلك، وزعت في حسينية الحسنين في منطقة الحيانية في محافظة البصرة جنوب العراق، بيانات تدعو الجيش العراقي والشرطة الى تسليم اسلحتهم وعدم مقاتلة «أبناء جلدتهم وإسقاط الضحايا من الاطفال والنساء والشيوخ». وقال عقيل البهادلي القيادي في التيار الصدري في محافظة البصرة والناطق باسم مكتب الشهيد الصدر في المحافظة، ان صلاة جماعية نظمت في حسينية الحسنين بين اطياف الشعب الواحد تهدف الى رص الصفوف وعدم التفرقة بين الشيعة والشيعة والسنة والشيعة، وأكد البهادلي في اتصال هاتفي مع «الشرق الاوسط» من منطقة الحيانية في مدينة البصرة، أن اهالي البصرة ممن شاركوا في هذه الصلاة وزعوا بيانا دعوا فيه الجيش العراقي الى تسليم أسلحته، وأكد أن «البيان نبه العوائل العراقية الى ان ما يقوم به الحرس الوطني بإمرة رئيس الوزراء لإيقاظ نار الفتة والتقاتل بين مكونات الشعب العراقي»، وأضاف البهادلي، أن أفراد جيش المهدي منتشرون الآن في كل شوارع المدينة بينما يتخذ افراد القوات الحكومية من سطوح البنايات الحكومية مقرات لهم وان القناصين يعتلون هذه الاماكن ايضا وخصوصا على بناية الشرطة ومقر الرياضة والشباب التي يسيطر عليها حزب الدعوة.

وأكد البهادلي أن «العوائل العراقية في محافظة البصرة تشكوا من انعدام الخدمات والأغذية والمياه الصالحة للشرب اضافة الى الخدمات الطبية، وان ما يحصل ينذر بوقوع كارثة إنسانية». وطالب البهادلي بأن «يلتفت المجتمع الدولي لما يفعله المالكي بأبناء البصرة ومناطق اخرى من العراق وان يقولوا كلمة الحق بوجه الباطل الذي يحصل».