رايس تجمع غدا باراك وفياض لإعطاء دفعة جديدة لتفاهمات أنابوليس

في زيارة يقال إنها ستكون مختلفة عن سابقاتها

متظاهر فلسطيني يصرخ في وجه جندي إسرائيلي خلال اعمال احتجاجية ضد جدار الفصل في بلدة بلعين قرب رام الله امس (أ. ب)
TT

أكدت مصادر سياسية في اسرائيل، أمس، ان الزيارة الجديدة لوزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، للمنطقة ستكون مختلفة عن سابقاتها وانها ستتخذ طابع التوبيخ للاسرائيليين والفلسطينيين بسبب عرقلة تفاهمات أنابوليس. وحسب المصادر ستعقد رايس اجتماعا مشتركا بين رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، من أجل ترجمة تلك التفاهمات على أرض الواقع.

وقالت المصادر ان الأجواء السائدة في واشنطن، تبدو ضبابية غاضبة، خصوصا على الطرف الاسرائيلي. ويسود في البيت الأبيض الشعور بأن باراك شخصيا يحاول اجهاض خطة الرئيس جورج بوش، لاحراز اتفاق مبادئ حول التسوية الدائمة قبيل نهاية السنة. ويسعى لتأجيل الجهود من أجل الاتفاق الشامل الى عهد الرئيس الأميركي المقبل، وأنه أفصح عن خطته هذه خلال لقائه مع المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة جون ماكين، في القدس كرئيس قادم ورافقه في رحلة جوية فوق سماء اسرائيل ليظهر له كم هي مشاكلها الأمنية كبيرة وحساسة.

يذكر ان رايس ستصل الى اسرائيل مساء اليوم، وستلتقي مع رئيس الوزراء، ايهود أولمرت. وصباح غد، ستلتقي نظيرتها الاسرائيلية، تسيبي لفني، وستعقدان معا مؤتمرا صحافيا في ختام لقائهما. ثم ترأس رايس اجتماع فياض ـ باراك في القدس، وسيكون هذا الاجتماع الثاني بين الرجلين خلال خمسة ايام. وعلى غير عادتها، لن تلتقي رايس مع رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو. وستمضي رايس بعد غد في رام الله، حيث تلتقي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، أحمد قريع (أبو علاء). ومن المحتمل أن تغادر من هناك الى الأردن. وحسب المصادر الاسرائيلية المذكورة فإن زيارة رايس ستكون مغايرة للزيارات السابقة وانها ستتسم بالصرامة والحزم، اذ تريد أن تخرج منها بنتائج ملموسة على الأرض وليس ليوم أو يومين، بل لفترة طويلة الى الأمام. وهي تريد أن يصل الرئيس بوش الى اسرائيل في مايو (أيار) المقبل، للمشاركة في احتفالاتها بمرور 60 سنة على قيامها، والأجواء السلمية في المنطقة سائدة والتقدم في المفاوضات ملموس على الأرض. وستقول لمستقبليها في القدس ورام الله ان الرئيس بوش سيعود من زيارته غاضبا جدا إذا لم يجد الطرفين جادين للغاية في الحفاظ على تفاهمات أنابوليس وفي التقدم لتطبيقها.

ويبدو ان باراك كان قد فهم التلميحات الأميركية الأخيرة، خصوصا ان نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، أبلغه خلال لقائهما مطلع الأسبوع الماضي بتذمرات واشنطن منه. فاستضاف فياض، في بيته بتل أبيب وأبلغه بسلسلة اجراءات لتخفيف معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية. وسيعرض باراك تقريرا عن هذه الاجراءات أمام رايس، وهي: الانسحاب القريب من جنين وتسليمها للسلطة الفلسطينية بعد ثلاثة أشهر، عندما تنتهي فرقة من 600 شرطي فلسطيني تدريباتها في الأردن على فرض سيادة الأمن والنظام، والموافقة على ادخال 25 مجنزرة الى نابلس تمهيدا لتسليمها للسلطة لاحقا، واعطاء تسهيلات لانعقاد المؤتمر الاقتصادي العربي لدعم السلطة الفلسطينية.

ولكن رايس لن تكتفي بذلك وقد أبلغت باراك عبر القنوات الدبلوماسية انها تنتظر أن يقدم لها برنامجا واضحا لازالة البؤر الاستيطانية العشوائية وتصريحا رسميا لوقف كل بناء استيطاني حتى في القدس، وازالة الحواجز الترابية من مداخل البلدات الفلسطينية (حوالي 130 حاجزا) وازالة قسم جدي من الحواجز العسكرية واصدار تصاريح للعمال الفلسطينيين وتصاريح مرور للتجار وكبار الموظفين والمسؤولين في السلطة. وستحاول رايس التأكيد ان المفاوضات شبه السرية التي يجريها أبو علاء ولفني مهمة جدا ويلاحظ فيها تقدم حقيقي، ولكن مصلحة المفاوضات لا تتيح الافصاح للناس عن نتائجها، ولذلك هنالك مصلحة لأن يظهر تقدم في العلاقات على أرض الواقع. فمن جهة الفلسطينيين يجب أن يشعروا بأن اسرائيل بدأت تغير حقا في سياستها، ومن جهة ثانية يجب ان يرى الاسرائيليين ان السلطة الفلسطينية تمنع على الأقل من الضفة الغربية التنظيمات المسلحة وتصادر السلاح غير الشرعي وتمنع عمليا التفجير في اسرائيل.