سيطر لبنان، بالرغم من غيابه عن القمة العربية بدمشق، على اجواء القمة أمس. ففيما واصلت دول عربية تخفيض تمثيلها في القمة قبل الساعات الأخيرة في موعد عقدها اليوم ومن بينهم الأردن والمغرب واليمن والعراق، حمل رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة سورية «دورا رئيسيا في احتدام الأزمة السياسية في لبنان»، وطالب العرب بعقد اجتماع خاص لوزراء الخارجية العرب، لبحث العلاقات المتازمة بين البلدين. وقال السنيورة في كلمته المتلفزة «ان المثير للأسف والغضب معا، أن تمضي أكثر من أربعة أشهر على الفراغ في موقع الرئاسة في لبنان، لعبت سورية خلالها وقبلها دورا رئيسيا في احتدام الأزمة السياسية في لبنان». وفي أول رد فعل سوري على تصريحات السنيورة، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم، انه لن يستمع الى كلمة السنيورة الى القمة العربية في دمشق، متهما الاكثرية النيابية بالارتباط بالولايات المتحدة وفرنسا. وسئل المعلم خلال لقاء مع الصحافيين عن كلمة السنيورة، فأجاب «ليس لدي وقت لسماع هذه الكلمة».
كما أعرب المعلم عن أسفه لتدخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الشؤون العربية. وقال المعلم «من المؤسف أن نرى أن ساركوزي دخل في جوقة المعارضين لقمة دمشق، وسمح لنفسه بأن يتدخل بشكل مباشر في الشؤون العربية». ويأتي ذلك فيما قالت مصادر عربية مطلعة إن قمة دمشق تنعقد في ظروف تجعل من الصعب خروجها بأي نتائج حقيقية، خصوصا في ظل تخفيض التمثيل في القمة وبسبب التوترات الكامنة تحت السطح بين دمشق وعدد من العواصم. كما ذكرت مصادر على اطلاع على الموقف السعودي، أن الرياض حرصت على عدم المقاطعة وشاركت بالحد الأدنى من التمثيل، على الرغم من انها ترى أن أسلوب تعطيل الحل العربي في لبنان وشق الصف الفلسطيني وفتح الباب للتدخل الخارجي في قضايا العرب وتغليب التحالفات الخارجية على المصالح العربية، خلق أجواء تنعكس على قمة دمشق وتضر بالتضامن العربي وبأي جهود للم الشمل في ظل ظروف صعبة تمر بها المنطقة. وقد تواصل تخفيض التمثيل حتى الساعات الأخيرة إذ اعلن الأردن ان مندوبه الدائم لدى الجامعة العربية هو الذي سيرأس الوفد المشارك في القمة . وفي بغداد، قالت مصادر حكومية عراقية إن نائب الرئيس عادل عبد المهدي سيرأس وفد العراق في القمة العربية، بعد اعتذار رئيس الحكومة نوري المالكي. وانضم اليمن الى قائمة الدول التي خفضت مستوى تمثليها، اذ قال مسؤول يمني ان بلاده تزمع ارسال نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي الى دمشق لتمثيل اليمن. كما يغيب عن القمة العاهل المغربي الملك محمد السادس، اذ يمثله شقيقه الامير مولاي رشيد.