اتفاق «الأجواء المفتوحة» بين الاتحاد الاوروبي وأميركا يدخل حيز التنفيذ

وصف بـ«التاريخي» وتم توقيعه بعد 4 سنوات من المفاوضات > الرحلات بين القارتين تمثل 60% من حركة الطيران العالمية

احدى الطائرات التابعة للخطوط الجوية البريطانية التي أطلق عليها اسم «الاجواء المفتوحة» (OPEN SKIES) تيمنا بالاتفاق التاريخي بين الاتحاد الأوروبي واميركا (إ.ب.أ)
TT

سمح اتفاق جوي تاريخي بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة دخل حيز التنفيذ صباح أمس الاحد، اخيرا بربط كل المدن الاوروبية والأميركية برحلات جوية مباشرة عبر الاطلسي دون عراقيل.

وكان 21 اتفاقا ثنائيا على الاقل بعضها يفرض الكثير من القيود، تنظم هذه الرحلات دون توقف منذ عقود. الا ان ست دول لم تكن تتمتع بحق القيام برحلات مباشرة عبر الاطلسي انطلاقا من اراضيها الوطنية. وقد ازيلت كل هذه الخصوصيات أمس بموجب اتفاق «الاجواء المفتوحة» الذي تخللت التفاوض بشأنه صعوبات جمة طيلة اربع سنوات بين بروكسل وواشنطن.

ورأى المفوض الاوروبي لشؤون النقل جاك بارو بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه انها «ثورة حقيقية في المجال الجوي عبر الاطلسي» وهي خطوة واعدة «لتكثيف المنافسة وخفض الاسعار».

من جهته، اعتبر غلين هاونسشتاين نائب رئيس شركة «دلتا ايرلاينز» الاميركية، ان الاتفاق سيكون «مفيدا» للمستهلكين. وقال ان «مزيدا من التنافس سيقدم خدمة افضل وتعرفات ادنى ومزيدا من وجهات وتكاثر الرحلات».

والسوق تتمتع بحجم كبير: فالرحلات عبر الاطلسي بين القارتين تمثل 60% من حركة الطيران العالمية بخمسين مليون راكب سنويا، وقد يضاف اليهم 25 مليون راكب آخر في السنوات الخمس المقبلة. ويستبعد المحللون في قطاع النقل الجوي نشوب حرب مفاجئة في الاسعار، لكنهم يتوقعون خفض التعريفات بالنسبة الى المسافرين من رجال الاعمال لدى المغادرة من مطار هيثرو اللندني المربح والذي سارعت للعمل فيه ست شركات جديدة حتى الان. وستبدأ شركة «اير فرانس» اعتبارا من اليوم تطبيق اتفاق «الاجواء المفتوحة» من المطار نفسه برحلة اولى بين لندن ولوس انجليس. وكان بإمكان الشركات الاوروبية حتى هذا الوقت ان تقوم برحلات الى الولايات المتحدة دون توقف من اراضيها الوطنية فقط: فقد كان على شركة اير فرانس ان تنطلق من فرنسا ولوفتهانزا من المانيا. الا انه ينبغي على بعض الدول ـ ايرلندا واسبانيا وبريطانيا واليونان والمجر ـ ان تكتفي، اضافة الى ذلك، بعدد محدود من الرحلات والمدن او الشركات.

ومع دخول الاتفاق حيز التطبيق، سيكون امام المسافرين 8% من الرحلات المباشرة الاضافية من الان وحتى نهاية يونيو (حزيران). وسيستفيد الايرلنديون من خيار اضافي بنسبة 10% من الرحلات مع رحلات بين دبلن وبوسطن على متن شركة «اير لانغوس» الوطنية على سبيل المثال. الا ان الظلم الابرز في الاتفاقيات الموقعة لحق بمطار هيثرو حيث كانت شركتان بريطانيتان (بريتش ايرويز وفيرجين اتلانتيك) وشركتان اميركيتان (اميركان ايرلاينز ويونايتد ايرلاينز) تملك ما يشبه الحق الحصري للقيام برحلات مباشرة عبر الاطلسي. ذلك ان هذا المطار الذي يمثل قمة المردودية بسبب عدد المسافرين من رجال الاعمال الذين يرتادونه ويدفعون تعرفات كاملة، يمثل ثلث الرحلات المباشرة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

وقد بات بإمكان اي شركة طيران اميركية او اوروبية ان تقلع منه دون توقف الى اميركا شرط حصولها على «حيز من الوقت» يسمح لها بذلك.

وشركة «كونتيننتال» الاميركية التي برمجت اعتبارا من أمس وصول اول طائرة لها الى مطار هيثرو آتية من نيوارك (نيويورك)، تنتظر هذه اللحظة منذ سنوات: «انه يوم عظيم بالنسبة الينا والى كل المسافرين»، كما قال رئيسها لاري كيلنر.

وقبل سنة، وافقت «بريتش ايرويز» على تقاسم فوائد مطار هيثرو شرط ان يكون لها محطة ركاب خاصة بها في الوقت المناسب. لكن المحطة الجديدة رقم 5 التي فتحت ابوابها امام حركة الملاحة الخميس، شابتها اعطال جمة وتميزت بإلغاء رحلات عدة وهو ما شكل اهانة للشركة في حين تعرض معقلها لاقتحام الشركات الاوروبية الاخرى.