«طالبان الباكستانية» ترحب بدعوة جيلاني للحوار وتطالب إسلام أباد بالابتعاد عن واشنطن

مجموعة من عناصر «طالبان الباكستانية» تجمعت امس بالقرب من قرية عنايات في منطقة باجور في الوقت الذي رحبت فيه قيادات الجماعة الاصولية بدعوة جيلاني رئيس الوزراء الجديد بفتح قنوات الحوار (ا ف ب)
TT

خار (باكستان) ـ ا.ف.ب: رحبت حركة طالبان الباكستانية بالدعوة الى الحوار السياسي التي وجهها السبت رئيس الوزراء الجديد يوسف رضا جيلاني، لكنها دعت اسلام اباد الى التخلي عن سياستها الموالية لاميركا. وكان طلب رئيس الوزراء الباكستاني اول من امس من المقاتلين الاسلاميين القاء السلاح والمشاركة في الحياة السياسية في وقت تشهد فيه باكستان اعتداءات دامية في كافة انحائها ومعارك في المناطق القبلية المتاخمة لأفغانستان. وقال المتحدث باسم الحركة، مولوي عمر، في اتصال هاتفي مع صحافيين «نرحب بالدعوة التي وجهتها الحكومة الفيدرالية لاطلاق مباحثات مع حركة طالبان لتحسين الاوضاع الامنية في البلاد». واضاف «سيكون لهذه الدعوة اثر ايجابي جدا على الوضع الامني، وعلى الحكومة الفيدرالية التوقف فورا عن الدفاع عن المصالح الاميركية». وتابع «على الحكومة ان تضع فورا حدا لسياستها الموالية لاميركا التي لا تصب في مصلحة باكستان شعبا وحكومة». كما رحب المتحدث باعلان رئيس الوزراء الغاء القانون الجنائي الخاص بالمناطق القبلية، مع تقديم اقتراح باستبدال الشريعة الاسلامية به. وقال مولوي عمر «لقد كسب رئيس الوزراء قلوب سكان المناطق القبلية عبر إلغاء قانون المناطق القبلية الجنائي، إلا ان على الحكومة ان تعلن فورا تطبيق الشريعة للتجاوب مع ارادة سكان هذه المناطق».

ووضع البريطانيون القانون المتعلق بالمناطق الحدودية القبلية في باكستان عام 1848 وهو مستوحى من التقاليد المحلية، لا سيما في ما يتعلق بالمسؤولية الجماعية التي تتحملها قبيلة عن اعمال احد افرادها، او ما يتعلق بالمركز المتقدم المعطى حكما لمجلس اعيان القبائل. ويعطي القانون سلطة قضائية مطلقة لـ«موظف سياسي» تعينه الدولة ويكلف الحفاظ على النظام في هذه المناطق غير الخاضعة للحكم المركزي. وايدت غالبية النواب تصريحات جيلاني السبت أمام الجمعية الوطنية حيث نال الثقة بغالبية ساحقة.

وقال جيلاني المنتمي الى حزب رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بي ناظير بوتو التي اغتيلت في عملية انتحارية في 27 ديسمبر (كانون الاول) 2007، «اننا مستعدون للتحاور مع كل من يلقي السلاح ويريد السلام». وتشهد باكستان موجة من الاعتداءات الدامية التي نسبت الى طالبان او اعلنت الحركة او تنظيم القاعدة مسؤوليتهما عنها. وأوقعت منذ يناير (كانون الثاني) 2007 اكثر من الف قتيل.كما تشهد المنطقة القبلية الباكستانية المتاخمة لافغانستان أعمال عنف منذ ان لجأ اليها مئات من المقاتلين الاسلاميين المرتبطين بـ«القاعدة» او طالبان بعد طردهم من افغانستان على الرغم من عمليات الجيش الباكستاني للسيطرة عليها.