نص إعلان دمشق: التكامل وصولا إلى السوق العربية.. ومحاربة الإرهاب

توحيد الموقف العربي إزاء مختلف القضايا التي تطرح في المؤتمرات والمحافل الدولية

TT

فيما يلي نص إعلان دمشق الذي صدر عن القمة العربية التي انتهت أمس في دمشق:

نحن قادة الدول العربية المجتمعين في مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية العشرين بدمشق، عاصمة الجمهورية العربية السورية، يومي 22 ـ 23 ربيع الأول 1429هـ الموافق يومي 29 ـ 30 مارس (آذار) 2008، والذي يتواكب مع تتويج دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008.

وتأكيداً لإيماننا العميق بمبادئ وأهداف ميثاق جامعة الدول العربية، وبضرورة العمل على تحقيق أهدافها وتعزيز دورها في مختلف المجالات والالتزام بالجدية في عملنا الجماعي العربي.

وانطلاقاً من تقييمنا للوضع العربي العام وحاجتنا الملحة لمواجهة الأخطار التي تحيط بأمتنا وتزعزع استقرارها وتهدد أمنها القومي، واستجابة لمتطلبات الرأي العام العربي في استنهاض التضامن والوفاق العربي وتطوير وتحديث آليات العمل العربي المشترك.

وحرصاً منا على تعزيز الهوية العربية ومقوماتها الثقافية والحضارية في ظل المخاطر التي تهدد بإعادة رسم خرائط المنطقة وتهميش الهوية العربية وتقويض الروابط التي تجمعنا.

وانطلاقاً من مسؤوليتنا في الارتقاء بعلاقاتنا العربية وتمتين أواصرها وترسيخ أسسها بما يدعم الأهداف العليا للأمة، ويحقق تطلعات شعوبها ويحفظ أمنها القومي ويصون كرامتها وعزتها.

واقتناعاً بضرورة إرساء قواعد جديدة للنظام الدولي على أسس تؤمن تحقيق العدالة والاحترام في العلاقات بين الدول والالتزام بالشرعية الدولية.

ورغبة في إرساء جسور الحوار والتعاون مع الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، والعمل على مزيد من الانفتاح على الفضاءات والتكتلات الدولية لبناء شراكات متوازنة، وتحقيق مصالح مشتركة ورفاهية الشعوب ونمائها، والمساهمة في استتباب الأمن والسلم الدوليين.

نعلن عزمنا على:

* الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الأمن القومي العربي ويكفل احترام سلامة كل دولة عربية وسيادتها وحقها في الدفاع عن نفسها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتنفيذ قرارات القمم العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك، وتعزيز دور جامعة الدول العربية بما يمكنها من تحقيق الأهداف التي تصبو إليها الأمة العربية، ودعم الخطوات التي اتخذت في إطارها لتطوير منظومة العمل العربي.

* العمل على تجاوز الخلافات العربية ـ العربية من خلال الحوار الجاد والمتعمق، وتلافي أوجه القصور في بعض جوانب عملنا العربي المشترك.

* تغليب المصالح العليا للأمة العربية على أي خلافات أو نزاعات قد تنشأ بين أي من بلداننا العربية، والتصدي بحزم وحسم لأي تدخلات خارجية، تهدف إلى زيادة الخلافات العربية وتأجيجها، وذلك في إطار الالتزام بأحكام ميثاق جامعة الدول العربية، والنظام الأساسي لمجلس السلم والأمن العربي والقرارات الصادرة عن القمم العربية.

* الوقوف معاً في وجه الحملات والضغوط السياسية والاقتصادية التي تفرضها بعض الدول على أي من دولنا العربية، واتخاذ الاجراءات اللازمة ضد هذه الحملات والضغوط.

* توحيد الموقف العربي إزاء مختلف القضايا التي تطرح في المؤتمرات والمحافل الدولية.

* إيلاء اللغة العربية اهتماماً ورعاية خاصة باعتبارها وعاء للفكر والثقافة العربية، ولارتباطها بتاريخنا وثقافتنا وهويتنا، لتكون مواكبة للتطور العلمي والمعرفي في عصر العولمة والمعلومات ولتصبح أداة تحديث في وجه محاولات التغريب والتشويه التي تتعرض لها ثقافتنا العربية.

ـ تحقيق تعاون أوثق في ظل المسؤولية المشتركة لدعم مشروعات التكامل الاقتصادي العربي، وصولا الى السوق العربية المشتركة، والعمل على انجاح القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي تم اقرارها في قمة الرياض والتي قررت حكومة دولة الكويت استضافتها في مطلع عام 2009، وتأكيد مشاركة دولنا الفعالة في هذه القمة لتحقيق الأهداف المرجوة منها.

وفي مواجهة التحديات التي تحدق بأمتنا العربية حاليا، قررنا العمل في العديد من القضايا وفي مقدمتها ما يلي:

ـ مواصلة تقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال الاسرائيلي، وسياساته العدوانية التي تقوض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والافراج عن المعتقلين والمختطفين العرب من السجون الاسرائيلية كافة، والتأكيد على وحدة الصف الفلسطيني لتمكينه من صون قضيته وحقوقه.

ـ التحذير من تمادي سلطات الاحتلال الاسرائيلي في سياسة الحصار واغلاق المعابر وتصعيد الاعتداءات، وبشكل خاص على قطاع غزة، واعتبار هذه الجرائم الاسرائيلية جرائم حرب تستدعي اتخاذ الاجراءات اللازمة ازاءها ومطالبة اسرائيل ـ الدولة القائمة بالاحتلال ـ بالوقف الفوري لهذه الممارسات العدوانية ضد المدنيين، ودعوة مجلس الأمن الى تحمل مسؤولياته ازاء هذا الوضع، وحث كل الأطراف المعنية للعمل على فك الحصار وفتح المعابر لتوفير المتطلبات الانسانية للشعب الفلسطيني.

ـ العمل على احلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط والذي يستند الى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام ومرجعية مدريد بما يكفل استعادة الحقوق العربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وانسحاب اسرائيل الكامل من الجولان العربي السوري المحتل حتى خط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967، وكذلك الانسحاب الاسرائيلي مما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة.

ـ التأكيد على ان استمرار الجانب العربي في طرح مبادرة السلام العربية مرتبط بتنفيذ اسرائيل لكافة التزاماتها في اطار المرجعيات الدولية لتحقيق السلام في المنطقة.

ـ القيام باجراء تقييم ومراجعة شاملة للاستراتيجية العربية ازاء جهود احياء عملية السلام تمهيدا لإقرار خطوات التحرك العربي المقبلة في ضوء هذا التقييم.

ـ الاعراب عن الدعم والتقدير لجهود الجمهورية اليمنية بقيادة السيد الرئيس علي عبد الله صالح وللمبادرة اليمنية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، تأكيدا لوحدة الصف الوطني الفلسطيني أرضا وشعبا وسلطة واحدة، والتأكيد على ضرورة استمرار الجهود العربية وكذلك استمرار التنسيق مع الأمين العام لتحقيق هذا الهدف.

ـ الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا والتمسك بهويته العربية والاسلامية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والاسراع بإنهاء الوجود الأجنبي وضمان الأمن والاستقرار والسيادة الكاملة للعراق، ودعوة الاشقاء في العراق الى الوقف الفوري لإراقة الدماء والحفاظ على أرواح المواطنين الأبرياء ومصالحهم، واعتماد الحوار لتجاوز الخلافات والتوصل الى التوافق والمصالحة الوطنية العراقية.

ـ التمسك بالمبادرة العربية لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته، ودعم جهود الأمين العام لتشجيع الأطراف اللبنانية على التوافق فيما بينها لتجاوز هذه الأزمة بما يصون أمن ووحدة واستقرار لبنان وازدهاره.

ـ تأكيد التضامن العربي مع سورية الشقيقة ازاء ما يسمى «قانون محاسبة سورية» باعتباره تجاوزا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة.

ـ تشجيع الاتصالات الجارية بين دولة الامارات العربية المتحدة والجمهورية الاسلامية الايرانية، لحل قضية الجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى عبر الاجراءات القانونية والوسائل السلمية لاستعادة الامارات لهذه الجزر حفاظا على علاقات الاخوة العربية الايرانية، ودعمها وتطويرها.

ـ التأكيد على وحدة السودان وسيادته واستقراره وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، ودعم جهود تنفيذ اتفاق السلام الشامل، ومعالجة الاوضاع في دارفور، ودعوة كافة الاطراف الاقليمية والدولية الى مساعدة الحكومة السودانية لتحقيق السلام واعادة الامن والاستقرار في السودان.

ـ التأكيد على وحدة الصومال وسيادته واستقراره وتجديد الدعم للمصالحة الوطنية الصومالية، ومساعدته على تجاوز هذه الازمة.

ـ تأكيد الحرص على الوحدة الوطنية لجمهورية القمر المتحدة وسلامة اراضيها وسيادتها الاقليمية، ودعم جهود التنمية فيها.

ـ ان تصاعد الهجمة الشرسة على الاسلام وتنامي ظاهرة العداء للاسلام مبعث قلق كبير لا سيما حين نرى الاساءة للمسلمين تتنامى في بلدان كانت تتسم بالتعددية وتقبل الآخر. ان حالة الاستقطاب الحاد التي يشهدها العالم تستوجب العمل بجهد اكبر لتضييق الفجوة التي تتسع بين الثقافات والحضارات، ومن هذا المنطلق فان التعاون بين الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمات ذات الصلة امر مهم لمواجهة هذه الظاهرة وكذلك مواجهة الجهل والعنصرية المتزايدين ازاء الاسلام الذي يدعو الى الاعتدال والتسامح وتقبل الآخر.

ـ التأكيد على ادانة الارهاب بكافة اشكاله وصوره، ومواصلة التصدي للارهاب لاستئصاله وإزالة اسبابه وادانة الافتراءات والمحاولات المشبوهة للربط بين الارهاب والعرب والمسلمين، وتجديد الدعوة لعقد مؤتمر دولي باشراف الامم المتحدة لتعريف الارهاب وتبيان اسبابه ودوافعه، وضرورة التمييز بينه وبين حق الشعوب في مقاومة الاحتلال.

ـ العمل على جعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الاسلحة النووية، ودعوة المجتمع الدولي الى إلزام اسرائيل بالانضمام الفوري الى معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية واخضاع منشآتها النووية الى رقابة الوكالة الدولية، والتأكيد على حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية.